الخطوط الجوية الجزائرية توسّع شبكتها وتستعد لاستلام طائرات جديدة لتعزيز أسطولها الدولي

تواصل الخطوط الجوية الجزائرية تنفيذ خطة تطوير شاملة تهدف إلى تحديث أسطولها وتوسيع شبكة وجهاتها الدولية، في خطوة تعكس طموح الشركة نحو تعزيز حضورها في القارة الإفريقية والانفتاح على أسواق آسيا وأوروبا.
فقد أعلنت الشركة رسميًا عن تدشين ثلاث وجهات جديدة خلال شهر أكتوبر الجاري، إلى جانب قرب استلامها أولى طائراتها من طراز إيرباص A330neo في إطار خطة تحديث الأسطول.

وجهات جديدة نحو إفريقيا وآسيا وأوروبا
ابتداءً من 21 أكتوبر 2025، افتتحت الخطوط الجوية الجزائرية خطًا جديدًا يربط الجزائر بدوالا ونجامينا، لتوفر بذلك ربطًا مباشرًا بين الجزائر وكلٍّ من الكاميرون وتشاد، باستخدام طائرة بوينج 737-800، حيث يُعد هذا الخط خطوة مهمة لتعزيز الحضور الجزائري في إفريقيا الوسطى ودعم العلاقات الاقتصادية بين الجزائر ودول المنطقة.

وفي 27 أكتوبر، دشّنت الشركة خطًا آخر يربط الجزائر بمدينة كانتون الصينية (غوانزو) على متن طائرة إيرباص A330، ليعيد هذا المسار المباشر الجزائر إلى خريطة الربط الجوي مع شرق آسيا بعد سنوات من التوقف، ويفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون التجاري والسياحي بين البلدين.

أما في 28 أكتوبر، فقد أطلقت الخطوط الجوية الجزائرية خطها الجديد نحو مدينة روتردام الهولندية، لتعزيز شبكتها في أوروبا الغربية، باستخدام طائرة بوينج 737-800، ما يتيح للمسافرين من الجزائر وشمال إفريقيا خيارات أوسع نحو هولندا دون الحاجة إلى التوقف في مطارات أوروبية وسيطة.

تحديث الأسطول ودخول مرحلة جديدة من التوسع
ضمن خطتها لتجديد الأسطول الوطني، أعلنت الخطوط الجوية الجزائرية أن أول طائرة من طراز إيرباص A330neo ستصل إلى الجزائر في منتصف نوفمبر المقبل.
ومن المنتظر أن تتسلم الشركة سبع طائرات من هذا الطراز الحديث، منها ثلاث طائرات قبل نهاية عام 2025، في خطوة تعكس توجه الشركة نحو تحديث بنيتها التقنية والعملياتية لتلبية متطلبات النقل الجوي الحديث.

ويُعرف طراز A330neo بكفاءته العالية في استهلاك الوقود، وانخفاض بصمته الكربونية، إلى جانب تصميم داخلي مريح ومقصورة مزودة بإضاءة ذكية وأنظمة ترفيه حديثة، ما يعزز تجربة السفر على الخطوط الجزائرية خصوصًا في الرحلات الطويلة نحو آسيا وأوروبا وأمريكا.

رؤية استراتيجية نحو الريادة الإقليمية
تندرج هذه التحركات ضمن استراتيجية شاملة تسعى من خلالها الخطوط الجوية الجزائرية إلى تحويل مطار هواري بومدين الدولي إلى مركز عبور إقليمي (Hub) يربط بين القارات الثلاث: إفريقيا، أوروبا، وآسيا.
كما تواصل الشركة الاستثمار في برامج تدريب الطواقم الجوية والفنية وتطوير البنية التحتية للصيانة عبر مركزها التقني في العاصمة، تحضيرًا لاستيعاب الطائرات الجديدة والوجهات المستقبلية.

وبهذه الخطوات، تؤكد الخطوط الجوية الجزائرية التزامها المتجدد بتطوير خدمات النقل الجوي وتعزيز مكانتها في سوق الطيران الإقليمي والدولي، سعيًا لاستعادة موقعها كواحدة من أبرز شركات الطيران في القارة الإفريقية، ورمزًا وطنيًا يعكس صورة الجزائر الحديثة والمتصلة بالعالم.