أزمة تهدد سماء أمريكا: خفض حركة الطيران في 40 مطار بسبب توقف رواتب المراقبين الجويين
يشهد قطاع الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية حالة من التوتر غير المسبوق، وذلك مع اقتراب بدء تطبيق قرار إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بخفض حجم الحركة الجوية بنسبة تصل إلى 10% في نحو 40 مطارًا من أكثر المطارات ازدحامًا في البلاد، وذلك اعتبارًا من يوم الغد، في حال استمرار أزمة عدم صرف رواتب المراقبين الجويين نتيجة الإغلاق الحكومي الفيدرالي المستمر.
ويأتي هذا القرار في وقت حساس للغاية من العام، حيث تشهد المطارات الأمريكية عادةً زيادة في حركة السفر لأغراض العمل والعطلات والتنقل بين الولايات، مما يهدد بحدوث اضطرابات كبيرة في جداول الرحلات الجوية قد تشمل تأخيرات جماعية وإلغاءات واسعة في مختلف شركات الطيران.
تصدّر مطار أتلانتا الدولي (Hartsfield-Jackson ATL)، وهو أكثر مطارات العالم ازدحامًا بالقادمين والمغادرين، قائمة المطارات التي ستشهد تخفيضًا في الحركة الجوية. كما شملت القائمة مطارات محورية مثل:
- مطار نيويورك جون إف كينيدي (JFK)
- مطار لوس أنجلوس الدولي (LAX)
- مطار دالاس فورت وورث (DFW)
- مطار شيكاغو أوهير (ORD)
- مطار ميامي الدولي (MIA)
- مطار دنفر الدولي (DEN)
هذه المطارات تعتبر مراكز تشغيل رئيسية لشركات كبرى مثل American Airlines وDelta Air Lines وUnited Airlines، مما يعني أن الأثر سيمتد إلى شبكة الرحلات الداخلية والدولية في مختلف أنحاء العالم.
أفادت تقارير محلية أن نحو 13,000 مراقب جوي يعملون حاليًا من دون رواتب منذ بداية الإغلاق الحكومي. كما أشارت بيانات FAA إلى أن نصف مراكز المراقبة الجوية في الولايات المتحدة كانت تعاني أصلًا من نقص في عدد العاملين المؤهلين قبل الأزمة الحالية، مما يزيد الوضع تعقيدًا.
وتُعتبر مهنة المراقبة الجوية من أكثر المهن حساسية وضغطًا في قطاع النقل، حيث تتطلب تركيزًا عاليًا وتدريبًا مكثفًا، ومع استمرار عدم صرف الرواتب، قد تتزايد حالات الغياب أو الاستقالات، الأمر الذي قد يؤدي إلى توقف حركة الطيران جزئيًا أو كليًا في بعض المناطق.
قال وزير النقل الأمريكي إن الوضع الحالي سيؤدي حتمًا إلى اضطرابات كبيرة في حركة الطيران، مشيرًا إلى أن:
"المطارات ستشهد طوابير طويلة، وتأخيرات وربما إلغاءات واسعة.. نحن أمام وضع غير مسبوق يجب التعامل معه بسرعة."
كما أضاف أن استمرار الأزمة قد يهدد سلامة العمليات الجوية إن لم يتم اتخاذ قرارات عاجلة لصرف الرواتب واستعادة الطاقم إلى العمل المنتظم.
رغم التحذيرات الحكومية، أكدت بعض شركات الطيران الكبرى أنها لن تتأثر بشكل كبير في المدى القصير، وذلك بفضل وجود خطط طوارئ لإدارة جدول الرحلات. إلا أن محللين حذروا من أن هذه الإجراءات لن تكون كافية إذا استمرت الأزمة لأكثر من أسبوعين.
ومن المتوقع أن ترتفع:
- أسعار التذاكر
- فترات انتظار الرحلات
- تكلفة التشغيل
بالإضافة إلى احتمالية إعادة جدولة آلاف الرحلات عبر الولايات المتحدة وخارجها.
لم يتوقف تأثير الإغلاق الحكومي على المراقبين الجويين فقط، بل امتد ليطال مفتشي الأمن في هيئة أمن النقل (TSA) الذين يعملون أيضًا دون رواتب، ما أدى إلى غياب عدد كبير منهم خلال الأيام الماضية، وتسبب في ازدحام خانق في مطار هيوستن الدولي.
ويحذر خبراء الأمن الجوي من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى انخفاض مستوى التفتيش الأمني، وهو أمر لا يمكن التهاون فيه.