أول طائرة إيرباص A350-1000ULR لكوانتاس تصل إلى مرحلة التجميع النهائي في تولوز
وصلت أول طائرة إيرباص A350-1000ULR التابعة لشركة كوانتاس الأسترالية إلى مرحلة التجميع النهائي في مصنع إيرباص بمدينة تولوز الفرنسية، في خطوة مهمة نحو إطلاق أطول رحلات جوية مباشرة في العالم، حيث من المتوقع أن تشرع هذه الطائرة في خدمة المسافرين بين سيدني، أستراليا، ووجهات عالمية مثل لندن ونيويورك ابتداءً من عام 2027، في تجربة سفر غير مسبوقة من حيث المدى والراحة.
تم تصميم هذه النسخة الخاصة من طائرة إيرباص A350-1000، المعروفة باسم ULR Ultra Long Range، لتلبية احتياجات الخطوط الجوية التي تسعى لتشغيل رحلات جوية طويلة مباشرة بدون توقف، وهي قادرة على التحليق لمسافة تصل إلى 22 ساعة متواصلة، متجاوزة حدود الطائرات التقليدية من نفس الفئة.
تصميم مبتكر لمدى أطول
تميزت طائرة A350-1000ULR بتصميم فريد مقارنة بطراز A350-1000 العادي، حيث تم إضافة خزان وقود إضافي في الجزء الخلفي بسعة 20 ألف لتر، ما يمكنها من التحليق لمسافات أطول دون الحاجة إلى توقف للتزود بالوقود. هذا التطوير يجعلها مثالية لرحلات سيدني إلى لندن ونيويورك مباشرةً، دون أي محطات وسيطة، وهو ما يمثل نقلة نوعية في صناعة الطيران التجاري العالمي.
كما تم تعديل هيكل الطائرة وأنظمة التحكم بالمحركات بما يتوافق مع المدى الطويل، مع التركيز على كفاءة استهلاك الوقود وخفض الانبعاثات، بما يدعم الخطط البيئية لشركة كوانتاس ويواكب المعايير الدولية للطيران المستدام.
تجربة سفر غير مسبوقة للمسافرين
تطمح كوانتاس من خلال هذا المشروع إلى تقديم تجربة سفر فريدة للمسافرين على الرحلات الطويلة للغاية. تشمل التحسينات على متن الطائرة:
-
مقاعد مُصممة للراحة على مدار رحلات تصل إلى 22 ساعة.
-
أنظمة ترفيه حديثة مع شاشات شخصية ومجموعة من الوسائط التفاعلية.
-
خدمة طعام محسّنة توفر خيارات صحية ومتنوعة على الرحلات الطويلة.
-
بيئة هادئة تقلل من إجهاد الركاب وتحسن النوم أثناء الرحلة.
وأكدت شركة كوانتاس أن هدفها تحويل الرحلات الطويلة إلى تجربة مريحة وصحية، مما يجعل السفر لمسافات شاسعة مثل سيدني-نيويورك أو سيدني-لندن أقل إجهادًا وأكثر جذبًا للمسافرين العالميين.
الأثر الاستراتيجي على صناعة الطيران
يعد هذا المشروع تحولًا استراتيجيًا في صناعة الطيران الدولي، حيث يُظهر أن الرحلات المباشرة طويلة المدى أصبحت ممكنة وفعالة اقتصاديًا، كما يعزز قدرة شركات الطيران على تقليل زمن الرحلات العالمية وتحسين الجدولة، وهو ما يتيح مزيدًا من المرونة التشغيلية وزيادة رضا العملاء.
بالإضافة إلى ذلك، ستسهم طائرة A350-1000ULR في خفض انبعاثات الكربون لكل رحلة مقارنة بخيارات التوقف التقليدية، وذلك بفضل التصميم الأكثر كفاءة وخزانات الوقود المتطورة، مما يجعلها خيارًا صديقًا للبيئة مقارنة بالطائرات التقليدية التي تضطر للتوقف عدة مرات خلال رحلات طويلة مماثلة.
الجدول الزمني لإطلاق الطائرة
من المتوقع أن يتم تسليم الطائرة الأولى إلى كوانتاس في أواخر 2026، على أن تدخل الخدمة الفعلية ابتداءً من عام 2027. وتخطط الشركة لتشغيل أسطول كامل من طائرات A350-1000ULR في المستقبل القريب، مما يعزز قدرتها على تقديم رحلات جوية مباشرة إلى أهم المدن العالمية دون توقف.
وستشكل هذه الخطوة نقلة نوعية في الربط الجوي بين أستراليا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وهو ما يعد حدثًا تاريخيًا في مجال الطيران التجاري.
أهمية المشروع لشركة كوانتاس
تعتبر طائرة A350-1000ULR جزءًا من استراتيجية كوانتاس للنمو والتوسع الدولي، والتي تهدف إلى تعزيز مكانتها كأحد الرواد في الطيران طويل المدى. كما تتيح الشركة من خلالها تقديم خيارات سفر متميزة للمسافرين من رجال الأعمال والسياح، مع التركيز على الراحة والاستدامة والتكنولوجيا المتقدمة.
وأكدت الإدارة أن المشروع يهدف إلى تحقيق التوازن بين كفاءة التشغيل ورضا العملاء، مع إبراز قدرة كوانتاس على الابتكار وتقديم خدمات تنافسية على مستوى العالم.
التحديات التقنية والتحضيرات للرحلات الطويلة
تتطلب الرحلات الطويلة مباشرة مثل سيدني-نيويورك تحديات تقنية ولوجستية كبيرة، أبرزها إدارة الوقود، سلامة الطائرة، تجهيزات الطاقم، وخدمات الركاب طوال 22 ساعة. وقد قامت إيرباص وكوانتاس بتطوير أنظمة مراقبة متقدمة وإجراءات تشغيلية خاصة لضمان سلامة الطائرة وكفاءة الرحلة.
كما يشمل التدريب المكثف للطاقم إدارة التعب، تقديم خدمات الركاب، والاستجابة لحالات الطوارئ، ما يجعل التشغيل على هذه الرحلات نموذجًا عالميًا للسلامة الجوية والكفاءة التشغيلية.
هذا وتمثل طائرة إيرباص A350-1000ULR لكوانتاس أحد أبرز الابتكارات في مجال الطيران التجاري طويل المدى. فهي تجمع بين الراحة، الكفاءة، الاستدامة، والقدرة على الطيران لمسافات قياسية غير مسبوقة، ومع بدء رحلاتها المباشرة بين سيدني ولندن ونيويورك في 2027، ستكون هذه الطائرة نموذجًا عالميًا للرحلات الجوية الطويلة، وتفتح آفاقًا جديدة لمستقبل السفر الدولي.