24 مليون دولار.. خسائر فادحة لشركة Fiji Airways نتيجة حوادث اصطدام الطيور
شهد قطاع الطيران في جزر فيجي خلال عام 2024 تحديات كبيرة مرتبطة بزيادة حوادث اصطدام الطيور بالطائرات، مما تسبب في خسائر مالية كبيرة لشركة Fiji Airways بلغت نحو 24 مليون دولار أمريكي خلال عام واحد فقط، بحسب ما أعلنه وزير الطيران الفيجيني فيليام غافوكا أمام البرلمان.
وقال الوزير إن العام الماضي شهد تسجيل 41 حادثة اصطدام بين الطائرات والطيور، وهو العدد الأعلى على الإطلاق مقارنة بـ 33 حادثة في عام 2023 و24 حادثة في 2022، مما يعكس ارتفاعًا مستمرًا في معدل الخطر وتأثيره على سلامة الطيران المدني في فيجي والمنطقة.
تزايد حوادث الطيور في مطارات فيجي
أوضح غافوكا أن معظم الحوادث المسجلة تضمنت طيورًا كبيرة وخطيرة على الطيران مثل:
- الطيور المهاجرة الأجنبية،
- طيور البوم،
- طيور الماينا،
- والخفافيش الطائرة (Flying Foxes)،
وهي أنواع قادرة على التسبب في أضرار محورية للهياكل الخارجية للطائرات والمحركات نتيجة كتلتها وسرعة الاصطدام.
حادثة الرحلة FJ450.. إنذار جدي
من أبرز الحوادث التي نالت اهتمامًا واسعًا كانت الرحلة رقم FJ450 القادمة من كرايستشيرش (نيوزيلندا) إلى ناندي في 29 أكتوبر 2024، حيث اصطدمت الطائرة بسرب من الحمام أثناء الإقلاع.
الاصطدام أدى إلى:
- تلف واضح في أنف الطائرة (Radome)،
- أضرار في جناحي الطائرة،
- وتأثر أحد المحركات.
ورغم هذه الأضرار، تمكن الطاقم من الهبوط الآمن بفضل الإجراءات السريعة المتخذة، وقد تم العثور لاحقًا على ستة طيور نافقة على المدرج، ما أكد قوة الاصطدام.
خسائر مالية ضخمة وتأثير تشغيلي مباشر
وفقًا للتقرير البرلماني:
- أربع طائرات من طراز بوينغ 737 خرجت من الخدمة لأعمال الصيانة، بتكلفة 19.2 مليون دولار.
- كما نتجت خسارة إضافية بقيمة 4.8 مليون دولار من حادث منفصل في محرك إحدى الطائرات في يناير.
هذه الأضرار لم تقتصر على تكلفة الإصلاح وقطع الغيار فقط، بل شملت:
- تعطيل جداول الرحلات،
- إلغاء وخفض عدد بعض الرحلات،
- إعادة جدولة شبكات التشغيل،
- خسارة في الإيرادات المرتبطة بنقل الركاب والبضائع.
الأسباب البيئية المحيطة بالمطارات
أشار وزير الطيران إلى أن الموقع الجغرافي للمطارات الفيجينية يجعلها أكثر عرضة لنشاط الطيور، حيث تنتشر بالقرب منها:
- مواقع نفايات مفتوحة،
- مصارف مياه مكشوفة،
- غابات وأشجار فاكهة تجذب الطيور.
هذه البيئة توفر موائل غذاء وتعشيش، مما يزيد من احتمالات دخول الطيور مسار الطائرات أثناء الإقلاع والهبوط، وهما المرحلتان الأكثر حساسية في الطيران.
برنامج لإدارة الحياة البرية للحد من المخاطر
استجابة لهذه التطورات، أعلنت Fiji Airports عن إطلاق برنامج شامل لإدارة الحياة البرية قرب المطارات، ويشمل:
- رسم خرائط لمناطق تجمع الطيور،
- تركيب أجهزة صوتية وضوئية لطرد الطيور،
- تعديل أنظمة الإضاءة الأرضية،
- تدريب العاملين في المراقبة الجوية والصيانة على الاكتشاف المبكر،
- التعاون مع البلديات لإعادة تخطيط مناطق النفايات المحيطة.
كما يجري بحث إمكانية استخدام:
- تكنولوجيا المسح الراداري Bird Radar،
- والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بتجمعات الطيور عبر بيانات المناخ والرياح.
سلامة الطيران أولوية استراتيجية
أكد غافوكا أن فيجي ملتزمة تمامًا بتعزيز معايير السلامة الجوية لتظل مركزًا جاذبًا للرحلات الدولية في منطقة المحيط الهادئ، مشيرًا إلى أن الأزمة ليست محلية فقط، بل جزء من تحدٍ عالمي يواجه العديد من المطارات في العالم، خصوصًا في المناطق الساحلية والغابات المدارية.
كما شدد على أن الدروس المستفادة من هذه الحوادث ستساهم في:
- تحسين إجراءات إدارة المخاطر،
- رفع مستوى التدريب،
- تحديث أدلة الاستجابة للطوارئ في شركات الطيران.