رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

3000 ساعة طيران.. كيف أصبح إبرام أيمن من متدرب إلى كبير مدربي الطيران؟

الأربعاء 12/نوفمبر/2025 - 12:10 ص
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة


في عالم لا يعترف إلا بالمثابرة، وتحديدًا في مهنة الطيران التي تتطلب انضباطًا والتزامًا ومعرفة دقيقة وحضورًا ذهنيًا مستمرًا، يبرز اسم الكابتن أبرام أيمن باعتباره واحدًا من النماذج المصرية الشابة التي استطاعت أن تشق طريقها نحو السماء بثبات وإصرار، حيث ينتمي أبرام إلى محافظة أسيوط في صعيد مصر، ورغم بُعد المسافات وقلة الإمكانيات، إلا أن حلم التحليق كان أقوى من كل العوائق.

بداية رحلة حلم لا يعرف المستحيل

بدأت قصة أبرام عام 2016 عندما قرر الالتحاق بدراسة الطيران، حاملاً فكرة واحدة فقط: أن يصبح يومًا ما طيارًا يعلو باسمه وبلده. لم يكن الطريق سهلاً. فالطيران مهنة تقوم على العلم المكثف والتدريب المستمر والاختبارات الدقيقة. ساعات طويلة من الدراسة النظرية، تدريبات ميدانية شاقة، وضغط نفسي لا يعرفه إلا من مرّ بهذه التجربة.

لكن أبرام اختار أن يتمسك بالحلم، لا أن يستسلم للتحديات.

من طالب في الأكاديمية إلى مدرب طيران محترف

رحلة الصعود لم تكن فجائية. بل جاءت خطوة وراء خطوة، ورحلة بعد أخرى، حتى راكم أبرام خبرة واسعة في الطيران التجاري والتدريب الجوي، ومع مرور السنوات، تجاوز عدد ساعات الطيران التي قام بها 3000 ساعة طيران، وهي محصلة تعكس جهدًا، التزامًا، وثقة عالية من المؤسسات التي عمل معها والطيارين المتدربين تحت إشرافه.

واليوم يشغل الكابتن أبرام أيمن منصب كبير مدربين في أكاديمية أتيس للطيران، إحدى المؤسسات المرموقة في مجال تدريب الطيارين في العالم العربي.

و هناك لا يقتصر دوره على التدريب الفني فقط، بل يمتد إلى بناء شخصية الطيار الجديد: الانضباط، الهدوء النفسي، دقة القرار، والالتزام الأخلاقي.

قيادة تربّي قادة

اللافت في مسيرة أبرام أن من عملوا معه لا يصفونه فقط بأنه مدرب طيران محترف، بل قدوة، لأنه لا يكتفي بتعليم الطلبة كيفية إدارة الطائرة، بل يزرع فيهم قيمًا إنسانية ومهنية تجعلهم أهلًا لارتداء الزي الرسمي لاحقًا.

يتعامل مع الطلبة بصبر، ويمنحهم الوقت للتطور، يؤمن أن كل طيار يحتاج إلى من يثق به، لا من يحاسبه فقط. وهذه الروح هي ما تجعل أجيالًا جديدة من الطيارين المصريين تحافظ على تميزها في الداخل والخارج.

رحلة تتجاوز الطيران نفسه

قصة الكابتن أبرام ليست فقط قصة مهنة. هي قصة:

  • إصرار شاب صعيدي رفض أن تُحدد ظروفه شكل مستقبله
  • رؤية واضحة لم يساوم عليها
  • انضباط ذاتي يليق بمهنة حساسة كالطيران
  • وعي بأن النجاح يُنتزع ولا يُمنح

من أسيوط إلى أعلى سحب السماء، أثبت أن الطريق إلى الحلم ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى جدية، تخطيط، وثقة بالنفس.

رمز للإلهام.. وفخر مصري يستحق الإشادة

اليوم، يُعد الكابتن أبرام أيمن مثالاً للشباب الباحث عن فرصة، لمَن يظن أن النجاح محصور في العاصمة أو أنّ الظروف هي التي تحدد المصير. بل يثبت أن العزيمة الشخصية هي المحرك الأساسي لكل نجاح.

وقصته تعكس تحولات قطاع الطيران في مصر والشرق الأوسط، حيث تتوسع الأكاديميات ومراكز التدريب، وتزداد الحاجة إلى كوادر مؤهلة تقود المستقبل.

لماذا تعتبر هذه القصة مهمة؟

  • لأنها تشجع الشباب على الإيمان بأحلامهم مهما كانت بعيدة.
  • لأنها تسلط الضوء على نمو قطاع الطيران المصري والاستثمار في الكفاءات.
  • لأنها تقدم نموذجًا إيجابيًا واقعيًا بعيدًا عن الشعارات.
  • لأنها تعكس قيمة العلم والانضباط كطريق للارتقاء وليس المصادفات.
3000 ساعة طيران.. كيف أصبح إبرام أيمن من متدرب إلى كبير مدربي الطيران؟
3000 ساعة طيران.. كيف أصبح إبرام أيمن من متدرب إلى كبير مدربي الطيران؟
                                           
ads
ads
ads