قفزة إنتاجية لبوينج.. 493 طائرة في 10 أشهر وتوسّع في خطوط ماكس ودريملاينر
واصلت شركة بوينج الأمريكية تعزيز أدائها الإنتاجي خلال عام 2025، حيث أعلنت عن تسليم 53 طائرة في شهر أكتوبر الماضي، لترتفع بذلك حصيلة تسليماتها الإجمالية منذ بداية العام إلى 493 طائرة، وهو أعلى معدل سنوي تبلغه الشركة منذ عام 2018، في إشارة واضحة إلى عودة الاستقرار النسبي في خطوط التجميع بعد سنوات من التحديات التصنيعية وسلاسل الإمداد المعقدة.
وجاء الجزء الأكبر من هذه التسليمات من خط إنتاج الطائرة الشهيرة 737 ماكس، التي لا تزال تمثل العمود الفقري لعروض بوينج في فئة الطائرات ذات الممر الواحد، حيث شملت التسليمات طائرات لعملاء بارزين مثل شركة "ساوث ويست إيرلاينز" الأمريكية وشركة "ريان إير" الأيرلندية منخفضة التكلفة، اللتين تواصلان توسيع شبكتهما الدولية مستفيدتين من كفاءة استهلاك الوقود في هذا الطراز.
وفي فئة الطائرات عريضة البدن، شهدت بوينج نشاطًا ملحوظًا مع تسليم 8 طائرات من طراز 787 دريملاينر المخصصة للرحلات الطويلة، إلى جانب ناقلتين للشحن من طراز 777 وأربع طائرات من طراز 767، ما يعكس استمرار الطلب القوي من شركات الشحن العالمية وشركات الطيران الساعية لتحديث أساطيلها.
حصلت بوينج مؤخرًا على موافقة الجهات التنظيمية لزيادة معدل إنتاج طائرات 737 ماكس من 38 إلى 42 طائرة شهريًا، بعد أن أظهرت الشركة تحسنًا ملموسًا في ضوابط الجودة والعمليات التصنيعية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية بوينج لتعويض الفجوة بينها وبين منافستها الأوروبية إيرباص، التي لا تزال تتفوق في حجم التسليمات بإجمالي 585 طائرة حتى الآن في 2025.
ورغم ارتفاع وتيرة التسليم، شهدت الشركة تباطؤًا نسبيًا في وتيرة الطلبات الجديدة خلال أكتوبر، حيث سجلت صافي ثماني طائرات فقط بعد الإلغاءات، وهو مؤشر على فترة من الحذر في قرارات الشراء لدى شركات الطيران العالمية التي تواجه ضغوطًا اقتصادية وتقلبات في أسعار الوقود.
يواصل طراز 787 دريملاينر أداءه القوي في السوق العالمية، إذ سجل 320 طلبًا جديدًا منذ بداية العام، ليصبح ثاني أعلى إجمالي سنوي في تاريخ هذا البرنامج الرائد الذي يجمع بين الكفاءة في استهلاك الوقود والراحة المتقدمة للمسافرين.
وتحتفظ بوينج في الوقت الراهن بـ دفتر طلبيات ضخم يضم 5,911 طائرة عبر تشكيلتها التجارية الكاملة، مما يمنحها رؤية واضحة للنمو والإنتاج خلال السنوات المقبلة. ويرى محللون أن هذا الرقم يعكس الثقة المستمرة من شركات الطيران العالمية في منتجات الشركة رغم العقبات السابقة.
تتوقع بوينج أن يظل الطلب العالمي على الطائرات التجارية في ارتفاع مستمر خلال العقد المقبل، مدفوعًا بانتعاش حركة الركاب، والتوسع في شبكات الخطوط الجوية خاصة في الأسواق الناشئة في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، إلى جانب النمو المتسارع في قطاع الشحن الجوي الإلكتروني.
وبينما تواصل الشركة الأمريكية العمل على تحسين عملياتها ومراجعة إجراءات السلامة والجودة، فإن عام 2025 يمثل نقطة تحول مهمة في مسارها الإنتاجي، مع اقترابها من استعادة مكانتها الريادية في سوق الطيران المدني العالمي.