العقلية قبل الموهبة.. لماذا يفشل لاعبون موهوبون في كرة القدم رغم قدراتهم؟
في عالم كرة القدم الحديثة، لم يعد النجاح يعتمد فقط على الموهبة أو المهارة الفردية. فهناك لاعبون يمتلكون قدرات فنية استثنائية، ولكنهم لا يصلون إلى القمة، بينما نجد لاعبين أقل موهبة يحققون النجومية والتألق ويصنعون لأنفسهم مكانة ثابتة في عالم الاحتراف.
السبب الحقيقي وراء هذا الفرق الكبير بين الحلم والإنجاز هو العقلية الاحترافية، وليس مجرد الموهبة.
اليوم، يعيش الكثير من اللاعبين – خصوصًا الناشئين والشباب – مشكلة حقيقية تهدد مستقبلهم الكروي. المشكلة ليست في أن اللاعبين غير موهوبين، بل تكمن في الذهنية الخاطئة:
لاعب يريد النجاح دون تعب، ويرغب في التطور دون جهد، ويسعى للتألق دون انضباط أو التزام.
هذه العقلية هي أول خطوة نحو الفشل.
العقلية الاحترافية… كلمة السر في صناعة النجوم
كرة القدم لم تعد تعتمد على المهارة فقط، بل أصبحت صناعة ضخمة تحتاج إلى التزام وانضباط واحتراف. ولذلك، فإن اللاعب الذي لا يُقدّر قيمة العمل الجاد لن يكون لديه مكان في المنافسة.
فاللاعب الذي لا يحترم نفسه، ولا يحافظ على لياقته، ولا يحدد أهدافه، ولا يبذل جهدًا إضافيًا، سيظل في مكانه لسنوات بينما يتقدم الآخرون.
1. الانضباط قبل الموهبة
قد تكون موهوبًا، لكن بدون انضباط لن تصل إلى شيىء ، فاللاعب الذي يسهر لساعات متأخرة، ولا يلتزم بالتدريبات، ولا يتبع نظامًا غذائيًا وصحيًا مناسبًا، سيجد نفسه عاجلًا أو آجلًا خارج الحسابات.
العالم مليء بقصص لاعبين موهوبين لم يكملوا مشوارهم، لأنهم لم يمتلكوا العقلية المهنية التي تحافظ على استمراريتهم.
2. الجهد اليومي هو ما يصنع الفارق
اللاعب الحقيقي لا يعتمد فقط على التدريب داخل الملعب؛ بل يعمل على تطوير نفسه خارج الملعب أيضًا.
يقرأ، يشاهد مباريات، يتابع التعليمات، يحلل أخطاءه، ويحاول كل يوم أن يكون أفضل مما كان عليه بالأمس.
النجاح ليس وليد الصدف، بل نتيجة آلاف الساعات من العمل المتواصل.
3. الاهتمام بالجسد… رأس مال اللاعب
في كرة القدم الحديثة، اللاعب الذي لا يهتم بجسده يخسر كل شيء.
التغذية، النوم، الاستشفاء، التمارين الإضافية، كلها عناصر أساسية للحفاظ على المستوى.
عشرات اللاعبين انهارت مسيرتهم بسبب الإهمال البدني رغم أنهم كانوا يُصنفون من المواهب الكبيرة.
4. تحديد الهدف والمسار
اللاعب الذي لا يعرف ماذا يريد لن يصل إلى أي شيء.
يجب أن يحدد هدفه: هل يريد أن يكون لاعبًا محليًا؟ محترفًا خارجيًا؟ لاعب منتخب؟
كل هدف يحتاج إلى طريق مختلف، وإلى خطط واضحة، وإلى التزام صارم للوصول إليه.
5. البيئة المحيطة تصنع لاعبًا أو تهدم موهبة
الصحبة، النادي، المدرب، الوقت، العادات اليومية… كلها عوامل تحدد اتجاه اللاعب.
إذا كانت البيئة فوضوية أو غير داعمة، فمن الصعب على اللاعب أن يتطور.
أما اللاعب الذي يحرص على اختيار البيئة الصحيحة، فإنه يسير نحو الاحتراف دون عوائق.
لماذا يتراجع اللاعبون رغم موهبتهم؟
لأن الاستمرارية أصعب من البداية.
والعقلية الاحترافية هي التي تساعد اللاعب على الاستمرار.
اليوم، كثير من اللاعبين الشباب يبدأون بشكل قوي، ثم يتراجعون، لأنهم لم يتعلموا كيف يحافظون على مستواهم.
بينما نرى لاعبين آخرين أقل مهارة لكنهم يمتلكون عقلية قوية، فيتقدمون ويثبتون أنفسهم مع مرور الوقت.
الموهبة وحدها قد تجعلك مشهورًا أسبوعًا أو شهرًا، لكن العقلية والانضباط هما ما يجعلانك لاعبًا ناجحًا لسنوات طويلة.
كيف ينجح اللاعب؟ 6 قواعد ذهبية
- التدريب بجدية أكبر من الآخرين.
- النوم المبكر والابتعاد عن السهر.
- الالتزام بنظام غذائي رياضي.
- الاستماع للمدرب واحترام التعليمات.
- تحليل الأداء والعمل على تصحيح الأخطاء.
- تطوير الجانب النفسي والتعامل مع الضغوط.
هذه القواعد هي الفاصل الحقيقي بين لاعب يحلم ولا يصل، ولاعب يحلم ويحقق حلمه.