نيو باسيفيك إيرلاينز توقف عملياتها نهائيًا بعد خسائر مالية وضغوط تشغيلية معقدة
أعلنت شركة نيو باسيفيك إيرلاينز رسمياً وقف جميع عملياتها الجوية بعد فترة قصيرة من بدء نشاطها في سوق الطيران الدولي، وذلك نتيجة خسائر مالية متراكمة لم تستطع الشركة تحملها، إضافة إلى تحديات تشغيلية وقانونية عطّلت خططها التوسعية.
ويأتي هذا القرار ليضع نهاية مبكرة لطموحات الشركة التي كانت تستهدف الربط بين أمريكا الشمالية وآسيا عبر مركز عملياتها في مدينة أنكوراج بولاية ألاسكا.
خسائر تشغيلية أجبرت الشركة على الإيقاف
بحسب ما كشفته إدارة الشركة، فإن نيو باسيفيك أيرلاينز واجهت خلال الأشهر الماضية ضغوطاً مالية كبيرة، بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل وضعف العائدات مقارنة بحجم النفقات. وكانت الشركة قد راهنت مبكرًا على تشغيل شبكة خطوط عابرة للمحيط الهادئ، تربط الولايات المتحدة بالأسواق الآسيوية، مع الاعتماد على نموذج توقف قصير في أنكوراج لتقليل المسافات وتحسين الكفاءة التشغيلية.
إلا أن هذه الطموحات اصطدمت بواقع مختلف تمامًا، حيث لم تتمكن الشركة من تحقيق نسب إشغال تتناسب مع التوقعات المالية الموضوعة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الوقود والخدمة الفنية والتأمين، ما أدى إلى دخول الشركة دائرة الخسائر بوتيرة أسرع من المتوقع.
إغلاق الأجواء الروسية يعرقل خطط الشركة
أحد أكبر التحديات التي واجهت نيو باسيفيك أيرلاينز كان إغلاق المجال الجوي الروسي أمام شركات الطيران الأمريكية، وهو ما أجبر الشركة على تغيير مسارات الرحلات المخطط لها، لتصبح أطول وأكثر تكلفة. فبدلاً من الطيران عبر القطب الشمالي في مسارات قصيرة وفعّالة، اضطرت الشركة إلى الالتفاف عبر مسارات بديلة تزيد من زمن الرحلة، وبالتالي من تكاليفها.
وكانت إدارة الشركة قد أوضحت سابقًا أن هذا العامل تحديدًا أفقد نموذج أعمالها ميزة تنافسية أساسية، إذ كان الاعتماد على المرور عبر المجال الجوي الروسي جزءًا مهمًا من خططها لتخفيض التكاليف وتحقيق ربحية سريعة.
تأخيرات في الحصول على شهادات الاعتماد الآسيوية
وإلى جانب التحديات الجيوسياسية، واجهت الشركة عقبة أخرى تمثلت في تأخر إصدار شهادات الاعتماد التشغيلية من سلطات الطيران في كوريا الجنوبية واليابان. وقد أدى هذا التأخير إلى عرقلة بدء الرحلات المجدولة نحو أهم الوجهات التي كانت الشركة تستهدفها، ما تسبب في ضياع موسم تشغيل كامل كان من المتوقع أن يعود على الشركة بإيرادات كبيرة.
هذا التعطيل التنظيمي دفع نيو باسيفيك أيرلاينز إلى نقل تركيزها مؤقتًا إلى بعض الوجهات الإقليمية داخل أمريكا الشمالية، إلا أن هذه الخطوة لم تكن قادرة على تحقيق الإيرادات الكافية لإنقاذ وضع الشركة المالي.
نموذج أعمال اضطراري لم يحقق النتائج
بعد هذه التحديات المتلاحقة، اضطرت الشركة إلى تغيير نموذج أعمالها بالكامل في فترة وجيزة، والانتقال من طيران عابر للقارات إلى شبكة محلية محدودة، إلا أن هذه المحاولة لم تكن كافية لوقف الخسائر المتراكمة، خاصة مع ضعف الحصة السوقية وصعوبة الدخول في منافسة مباشرة مع شركات كبرى راسخة في السوق المحلي الأمريكي.
نهاية مبكرة لطموح واعد
وبهذا الإعلان، تُغلق نيو باسيفيك أيرلاينز فصلًا قصيرًا في صناعة الطيران، حيث كانت إحدى الشركات الناشئة التي سعت لابتكار نموذج يعتمد على الموقع الجغرافي لألاسكا كجسر بين الشرق والغرب. لكن التحديات الخارجية والداخلية مجتمعة حالت دون استمرار هذا المشروع الطموح.