غضب عارم بعد سرقة محتويات حقائب 78 راكبًا بنغلاديشيًا على الخطوط الإثيوبية
شهد مطار شاه جلال الدولي في العاصمة البنغلاديشية دكا حالة من الفوضى والغضب الشديد بعد وصول رحلة قادمة من السعودية عبر الخطوط الجوية الإثيوبية، حيث فوجئ 78 راكبًا من الجالية البنغلاديشية بسرقة محتويات أمتعتهم بعد رحلة شاقة كانوا يستعدون للعودة فيها إلى وطنهم.
كانت الرحلة قد انطلقت من السعودية باتجاه أديس أبابا كمرحلة ترانزيت، ثم غادرت لاحقًا نحو بنغلاديش. وبحسب الركاب، فقد تم تسليم الحقائب بشكل طبيعي عند المغادرة، مع وضع العديد منهم أقفالًا محكمة حفاظًا على مقتنياتهم التي جمعوها من سنوات عمل طويلة في الخارج. لكن الصدمة كانت عند الوصول، حين تبيّن أن معظم الأقفال قد كُسرت وأن عددًا كبيرًا من الحقائب فُتح بطريقة غير قانونية، بينما اختفت مقتنيات ثمينة وملابس وهدايا كانت مُعدة لعائلاتهم.
المشهد في صالة استلام الأمتعة كان صادمًا، وفق شهادات الركاب الذين ظهر بعضهم في مقاطع مصورة وهم ينهارون بالبكاء بعد اكتشاف اختفاء ممتلكاتهم. قال أحدهم وهو يحاول كتم دموعه: "هذه تعب السنين… عملنا في الغربة لنعود بما نستطيع، لكن كل شيء ضاع." بينما أكد آخر أن ما حدث هو انتهاك صريح للثقة واعتداء على حقوق المسافرين.
الركاب أجمعوا على توجيه الاتهام إلى موظفي الخطوط الجوية الإثيوبية، باعتبار أنها الجهة الوحيدة التي استلمت الأمتعة منذ بداية الرحلة وحتى وصولها إلى أديس أبابا، حيث جرى تبديل الطائرة، كما وأوضح عدد منهم أن الحقائب وصلت إلى دكا ممزقة ومفتوحة بطريقة تشير إلى تعرضها للعبث والسرقة بشكل منظم.
كما طالب المسافرون السلطات في مطار دكا بفتح تحقيق عاجل، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حقهم، خاصة وأن معظمهم من العمال محدودي الدخل الذين يعتمدون على ما يحملونه من أغراض وهدايا لأسرهم بعد سنوات طويلة من الغربة.
انتشر المقطع المصور للحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي، وأثار موجة واسعة من الغضب ليس فقط في بنغلاديش، بل أيضًا بين الجاليات العاملة في الخليج، حيث اعتبر كثيرون أن ما حدث يُعد تقليلًا من قيمة المسافرين واعتداءً على حقوقهم الأساسية، مطالبين بضرورة فرض رقابة أكبر على إجراءات مناولة الأمتعة داخل مطارات العبور.
كما دعا ناشطون السلطات البنغلاديشية والسعودية والإثيوبية إلى أن تتحمل مسؤولياتها، خاصة وأن الحادثة ليست الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن سرقة أمتعة على بعض الرحلات التي تمر عبر مطارات معينة.
الركاب المصابون بالخسارة طالبوا الخطوط الإثيوبية بتعويضهم فورًا عن الأضرار التي لحقت بهم، خصوصًا أن كثيرًا من المقتنيات المسروقة كانت تمثل «مدخرات» و«ذكريات» و«مشتريات شخصية» لا يمكن تعويض أجزاء كبيرة منها.
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر الخطوط الجوية الإثيوبية بيانًا رسميًا حول الواقعة، بينما يواصل الركاب تصعيد شكواهم للمطالبة بحقوقهم ورد ممتلكاتهم أو تعويضهم بشكل عادل.