فنزويلا توافق على استئناف رحلات الترحيل من الولايات المتحدة بعد تعليقها
أعلنت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو في فنزويلا موافقتها على استئناف رحلات الترحيل الجوية للمهاجرين القادمين من الولايات المتحدة، وذلك بعد أيام قليلة من التصريحات السياسية الحادة التي أدت إلى تعليق البرنامج بشكل مؤقت.
وتأتي هذه الخطوة في ظل توترات دبلوماسية متصاعدة، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إن الأجواء الفنزويلية ينبغي اعتبارها "مغلقة بالكامل"، وهو ما اعتبرته كاراكاس إجراءً أحاديًا أسهم في تعقيد المشهد.
وبحسب المعلومات المتداولة، فقد أُعطيت الموافقة لعودة رحلات الترحيل التي تُشغلها شركة Eastern Airlines على متن طائرة من طراز بوينغ B777-200ER، حيث تنطلق الرحلات بين مطار فينيكس سكاي هاربر الدولي في الولايات المتحدة ومطار سيمون بوليفار الدولي في كاراكاس.
ويُعد هذا المسار جزءًا من برنامج تم تفعيله في العامين الماضيين بهدف إعادة المهاجرين الفنزويليين غير النظاميين، وهو برنامج أثار جدلاً واسعًا على المستويين السياسي والإنساني.
كانت وزارة الخارجية الفنزويلية قد أعلنت في وقت سابق أن البرنامج "معلق فعليًا" بعد التصريحات الأمريكية التي وصفتها بأنها تحمل "تصعيدًا جيوسياسيًا غير مبرر"، إلا أن الاتصالات الدبلوماسية بين الطرفين خلال الأيام الماضية أدت إلى إعادة تفعيل الرحلات، وذلك لتجنب تداعيات إنسانية قد تنجم عن تراكم المهاجرين المحتجزين داخل الولايات المتحدة دون إجراءات واضحة.
يرى مراقبون أن استئناف الرحلات يخدم مصالح مشتركة:
-
بالنسبة للولايات المتحدة، يساعد البرنامج في إدارة ملف الهجرة غير النظامية وإعادة الأفراد الذين لا يستوفون شروط البقاء.
-
بالنسبة لفنزويلا، يمثل ذلك فرصة لإعادة مواطنيها وتنظيم أوضاعهم وضمان عدم استغلال ملف الهجرة سياسيًا.
كما تأتي الخطوة نتيجة رغبة الطرفين في تجنب مزيد من التصعيد، خصوصًا مع حساسية العلاقات الثنائية.
تُشغّل Eastern Airlines الرحلات على متن طائرة كبيرة طويلة المدى من طراز بوينغ B777-200ER، وهو طراز يتيح:
-
نقل أعداد كبيرة من الركاب في الرحلة الواحدة
-
تقليل عدد الرحلات المطلوبة
-
رفع كفاءة التشغيل في ظل التعقيدات السياسية
ويعزز ذلك قدرة الولايات المتحدة على إدارة عمليات الترحيل بشكل أسرع، خصوصًا من مطار فينيكس الذي أصبح نقطة انطلاق رئيسية لهذا النوع من الرحلات.
يشير محللون إلى أن استئناف الرحلات يعكس رغبة فنزويلا في الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع واشنطن، على الرغم من الخلافات السياسية الحادة.
كما يعكس القرار محاولة من حكومة مادورو لتقليل الضغوط الداخلية والخارجية، من خلال توفير ممر آمن ومنظم لعودة المهاجرين إلى البلاد، إضافة إلى تحسين صورتها أمام المنظمات الدولية في ما يتعلق بملف حقوق الإنسان.
هذا ويمثل قرار فنزويلا استئناف رحلات الترحيل خطوة مهمة في سياق العلاقات المعقدة مع الولايات المتحدة، كما يعكس براغماتية سياسية تهدف إلى تجنب مزيد من التوترات، كما إنه رغم التصريحات المتبادلة، فإن الطرفين يدركان أهمية استمرار هذا البرنامج لأسباب إنسانية وإدارية، مما يجعل استئناف الرحلات مؤشرًا على رغبة حذرة في ضبط الإيقاع الدبلوماسي بين البلدين.