سبيريت إيرلاينز تطلب رفض 11 طائرة A320 إضافية في خطوة جديدة ضمن إعادة الهيكلة
في تطور جديد لمسار إعادة الهيكلة الذي تتبناه شركة Spirit Airlines الأمريكية، تقدمت الشركة بطلب رسمي للمحكمة المختصة ضمن إجراءات الحماية بموجب الفصل 11 (Chapter 11) لرفض عقود تأجير 11 طائرة إضافية من عائلة إيرباص A320، تشمل طرازات A320-ceo وA320-neo.
وتأتي هذه الخطوة استكمالاً لسلسلة من القرارات التي اتخذتها الشركة خلال الأشهر الماضية بهدف تقليص أسطولها وتخفيف الأعباء المالية الناتجة عن عقود التأجير المرتفعة.
يشمل الطلب الأخير ست طائرات من طراز A320-ceo وخمس طائرات من طراز A320-neo، على أن تتم إعادة هذه الطائرات إلى المؤجّرين على مراحل تمتد حتى نهاية عام 2025 وربما خلال عام 2026.
ويعد هذا الإجراء استمراراً للتحركات التي بدأت بها الشركة منذ منتصف العام، حيث كانت قد حصلت في وقت سابق على موافقة قضائية لرفض عقود تأجير 67 طائرة من أسطولها.
ويُعد السبب الرئيسي وراء هذه القرارات هو رغبة الشركة في التخلص من التزامات مالية تُعتبر «عبئاً» على عملياتها، خصوصاً أن جزءاً من الأسطول يعمل بكفاءة أقل، أو يخدم مسارات جوية لم تعد تحقق الربحية المطلوبة. ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الشركة إلى تحسين سيولتها النقدية وموازنة تكاليف التشغيل مع حجم الطلب الفعلي على رحلاتها.
قبل بدء موجة الرفض الحالية، كان أسطول سبيريت يضم حوالي 214 طائرة، ومع التوسع الكبير في خطة تقليص الأسطول الذي بلغ سابقاً نحو 87 طائرة مرفوضة يصبح من الواضح أن الشركة تتجه نحو إعادة هيكلة جذرية لحجم عملياتها.
ومن المتوقع أن يؤدي رفض 11 طائرة جديدة إلى تسريع هذا التحول، ليصبح الأسطول مركزاً بشكل أكبر على الطائرات ذات الأداء الأعلى وتكاليف التشغيل الأقل.
ومع الانخفاض المتوقع في عدد الطائرات المتاحة للتشغيل، من المرجح أن تلجأ الشركة إلى إعادة تقييم شبكتها بالكامل، مع التركيز على الوجهات التي تحقق أعلى عائدات، وربما التخلي عن بعض المسارات ذات الطلب الضعيف. وقد يشمل ذلك أيضاً تقليص وتيرة الرحلات في بعض المحطات لتتناسب مع حجم الأسطول المعدل.
تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه طائرات A320 تحديات مرتبطة بسلاسل الإمداد ومشكلات فنية، أدت إلى ضغوط على تسليمات الشركات المصنعة، الأمر الذي انعكس على شركات الطيران التي تعتمد بشكل كبير على هذا الطراز لتجديد أساطيلها.
وبالنسبة لشركات مثل سبيريت، فإن استمرار هذه التحديات يجعل الطائرات المؤجرة ذات تكلفة أعلى من المتوقع، مما يضع المزيد من الضغط على القرارات المالية المتعلقة بإدارة الأسطول.
يتضح من سلسلة القرارات أن سبيريت تسير نحو «إعادة ضبط» شاملة، سواء من حيث عدد الطائرات أو من حيث نمط تشغيلها. وبالرغم من أن تقليص الأسطول قد يبدو خطوة قاسية، إلا أنه يمثل جزءاً أساسياً من استراتيجية الشركة لتقليل الخسائر واستعادة الاستقرار المالي على المدى المتوسط.
كما قد يمهّد هذا المسار لإعادة نمو أكثر توازناً في السنوات القادمة، أو ربما لفتح الباب أمام شراكات أو اندماجات مستقبلية.
هذا وإن سبيريت لعقود تأجير 11 طائرة A320 إضافية هو خطوة محسوبة ضمن استراتيجية أوسع لإنقاذ الشركة وإعادة بناء نموذجها التشغيلي، كما إنه بالرغم من التحديات، فإن هذه التحركات قد تكون أساساً لعودة أقوى وأكثر استدامة في سوق طيران متقلب وسريع التغير.