طيران الصين الشرقية تطلق أحد أطول المسارات الجوية بين شنغهاي وبوينس آيرس

تشهد صناعة الطيران العالمية توسعًا ملحوظًا مع إعلان طيران الصين الشرقية عن إطلاق مسار جوي جديد يربط بين شنغهاي – أوكلاند – بوينس آيرس ابتداءً من شهر ديسمبر، في خطوة تُعد من بين أهم التوسعات التشغيلية في خطوط الطيران الآسيوية خلال عام 2025. 

ويأتي هذا المسار الجديد بامتداد جوي ضخم يبلغ 12,427 ميلًا، ما يجعله أحد أطول المسارات التجارية التي تربط بين آسيا وأوقيانوسيا وأمريكا الجنوبية في سلسلة واحدة من الرحلات المنتظمة. وسيتم تشغيل هذا الخط باستخدام طائرات بوينغ 777-300ER الشهيرة بقدرتها الكبيرة على الطيران لمسافات طويلة وكفاءتها التشغيلية العالية.

هذه الخطوة تمثل نقلة استراتيجية لشركة طيران الصين الشرقية، التي تسعى إلى تعزيز وجودها على الخطوط العابرة للقارات، وتسهيل حركة السفر بين الأسواق الثلاثة: الصين ونيوزيلندا والأرجنتين. ومع زيادة الطلب على السفر الدولي التجاري والسياحي بين هذه البلدان،

 يأتي هذا المسار الجديد ليقدم خيارًا مباشرًا وفعالًا للمسافرين الذين كانوا يعتمدون في السابق على رحلات متعددة المحطات أو خطوط غير مباشرة تستغرق وقتًا أطول وتزيد من تكاليف الرحلة.

ويتيح هذا المسار الجديد للمسافرين من شنغهاي الوصول إلى أوكلاند في نيوزيلندا كنقطة توقف رئيسية، قبل متابعة الرحلة إلى بوينس آيرس، مما يعزز خيارات الربط الجوي بين آسيا وأمريكا الجنوبية عبر محور محوري في أوقيانوسيا. 

كما أن اختيار طائرة Boeing 777-300ER لتشغيل الخط جاء بسبب قدرتها على استيعاب عدد كبير من المسافرين، بالإضافة إلى مداها الطويل وكفاءتها في استهلاك الوقود، وهو ما يجعلها مناسبة تمامًا للرحلات العابرة للقارات التي تتجاوز 20 ساعة طيران في الاتجاه الواحد.

ومن المتوقع أن يُحدث هذا المسار دفعة قوية في حركة السياحة والتجارة بين الدول الثلاث، إذ تشهد العلاقات الاقتصادية بين الصين ونيوزيلندا والأرجنتين نموًا مستمرًا، سواء في مجال التصدير أو الاستثمار أو التبادل الثقافي.

 وتأتي هذه الخطوة أيضًا في سياق تعزيز الصين لوجودها الجوي العالمي وربط مدنها الكبرى بعواصم ومراكز اقتصادية جديدة، بما يساهم في رفع كفاءة النقل الجوي وتوسيع خيارات المسافرين في مختلف القارات.

ويُتوقع أن تجذب الخدمة الجديدة شرائح واسعة من المسافرين، بما في ذلك رجال الأعمال، السياح، والطلاب الدوليين، خاصة أن أوكلاند تُعد واحدة من أبرز بوابات أوقيانوسيا، بينما تعتبر بوينس آيرس مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا مهمًا في أمريكا الجنوبية. كما يسمح هذا الخط بتدفق أكبر للركاب بين شرق آسيا والجنوب العالمي عبر محور استراتيجي مدروس.

وتُعد طيران الصين الشرقية واحدة من أسرع شركات الطيران نموًا في آسيا خلال السنوات الأخيرة، ويأتي هذا المسار الجديد ضمن خططها للتوسع العالمي ورفع حصتها من الرحلات العابرة للقارات. 

وتشير التوقعات إلى أن زيادة الربط بين قارات آسيا وأوقيانوسيا وأمريكا الجنوبية سيعزز مكانة الشركة على المستوى الدولي، ويمنحها ميزة تنافسية في سوق الطيران طويل المدى، خاصة مع استخدام طائرات حديثة ووجهات ذات طلب متنامٍ.