الخطوط الجوية القطرية تعلن تغييرًا مفاجئًا في القيادة
في خطوة تعكس مرحلة جديدة داخل واحدة من أبرز شركات الطيران العالمية، أعلنت الخطوط الجوية القطرية تعيين حمد علي الخاطر مديرًا تنفيذيًا جديدًا للمجموعة، في تغيير قيادي هو الثاني خلال ما يزيد قليلاً عن عامين.
هذا التعيين يأتي ليعيد تشكيل الهيكل الإداري للشركة التي تعتبر أحد أهم اللاعبين في قطاع الطيران الدولي، وسط ظروف تشغيلية وتنافسية معقدة تتطلب قيادة بخبرة استراتيجية واسعة.
يمثل وصول الخاطر إلى قمة هرم الإدارة امتدادًا لمسار مهني لافت، إذ شغل سابقًا منصب كبير ضباط التشغيل في مطار حمد الدولي، المطار الذي يعد واحدًا من أسرع المطارات نموًا وأكثرها ازدحامًا في الشرق الأوسط والعالم.
كما إنه خلال فترة عمله هناك، لعب الخاطر دورًا جوهريًا في الارتقاء بعمليات المطار وتوسعاته الاستراتيجية، ما يعكس خبرته في إدارة بيئات شديدة التعقيد تتطلب دقة تشغيلية وكفاءة عالية. كما حمل معه إلى منصبه الجديد خبرة إضافية من عمله في QatarEnergy، حيث أسهم في تطوير آليات التخطيط اللوجستي والاستراتيجي على المستوى الوطني.
يحل الخاطر محل بدر محمد المير، الذي كان قد تولى المهمة في أكتوبر 2023 بعد رحيل الرئيس التنفيذي السابق أكبر الباكر، الشخصية التي قادت الناقلة القطرية لأكثر من 25 عامًا، وأسهمت في بناء سمعتها العالمية.
ورغم أن الشركة لم تكشف عن الأسباب المباشرة للتغيير الحالي، فإن الإعلان جاء ضمن إطار “تحول قيادي” يهدف إلى تعزيز مسار النمو والاستدامة المستقبلية، وهو ما يشير إلى رغبة القطرية في ضخ دماء جديدة تتناسب مع تحديات المرحلة المقبلة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه الخطوط الجوية القطرية عدة ملفات مهمة، أبرزها تأخر تسليم الطائرات الجديدة من شركات التصنيع العالمية، وهو ما يؤثر على خطط التوسع والقدرة الاستيعابية للشركة.
كما تعمل القطرية على إعادة تشكيل أسطولها للتكيف مع التحولات في الأسواق الدولية ومتطلبات التشغيل طويلة المدى، وخاصة بعد تزايد المنافسة مع ناقلات كبرى في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
ورغم هذه التحديات، لا تزال القطرية محافظة على مكانتها كإحدى أكثر الناقلات تأثيرًا في العالم، بفضل شبكتها التي تمتد إلى مئات الوجهات، إلى جانب منتجها المُعَدّ بعناية داخل الطائرة، والذي صنف مرارًا كأحد الأفضل عالميًا.
وتُظهر المؤشرات أن اختيار الخاطر يهدف إلى تعزيز هذه المكانة، عبر الاستفادة من خبرته في تشغيل المطارات والبنية التحتية، وهي عناصر حيوية لضمان قدر أكبر من المرونة التشغيلية وتحسين تجربة العملاء.
من المتوقع أن يركز الخاطر خلال الفترة المقبلة على تسريع مبادرات التطوير، وتعزيز كفاءة الأعمال، وتوجيه الشركة نحو مشاريع توسعية على مستوى الخدمات الرقمية وتحسين تجارب المسافرين. كما يُتوقع أن يلعب دورًا في دعم التكامل بين عمليات مطار حمد الدولي وشبكة القطرية، بما يضمن تعزيز تدفق الحركة الجوية والنمو المستدام.
بهذا التعيين، تدخل الخطوط الجوية القطرية مرحلة جديدة تُبنى على إرث قوي ورؤية مستقبلية تتطلب قيادة قادرة على التعامل مع التحديات العالمية والمتغيرات في قطاع الطيران، وهو ما يجعله أمام مسؤولية كبيرة وفرصة أكبر لمواصلة مسيرة الشركة نحو قمة المنافسة الدولية.
