رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

الخطوط الجوية اليمنية تستعد لاستقبال 4 طائرات جديدة من طراز A330 خلال 2026

الأربعاء 10/ديسمبر/2025 - 01:40 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

أعلنت الخطوط الجوية اليمنية عن نيتها تعزيز وتحديث أسطولها الجوي عبر شراء أربع طائرات حديثة من طراز Airbus A330، في خطوة تعدّ من أبرز محطات إعادة الإقلاع للشركة عقب سنوات من التحديات. 

تأتي هذه الخطوة ضمن خطة شاملة تهدف إلى رفع مستوى الأداء، توسيع شبكة الرحلات، وتحسين قدرة الناقلة على تلبية احتياجات السفر  سواء للمسافرين المدنيين أو الرحلات الخاصة بالحج والسيّاح والمهجرين.

ويمثل هذا القرار فرصة استراتيجية لليمنية لإعادة بناء قدراتها التشغيلية على مسارات داخلية وإقليمية وربما دولية، بعد أن تعرض الأسطول في السنوات الماضية لاضطرابات كبيرة نتيجة الأوضاع الأمنية والصراعات. 

كما إن إدخال طائرات A330 يُعبّر عن رغبة الشركة في استعادة حضورها على خطوط بعيدة تتطلب طائرات واسعة البدن، قادرة على نقل أعداد كبيرة من الركاب والبضائع، ما يعزز فرصها في المنافسة مع ناقلات إقليمية ودولية.

إضافة الطائرات الجديدة من نوع A330 تتيح لليمنية القدرة على تشغيل رحلات لمسافات أطول، وبراحة أعلى للمسافرين، مقارنة بالطائرات الضيقة (narrow-body). 

وهذا يعني تحسين جودة الخدمة، مع إمكانية توسيع محطّات الشركة لتشمل وجهات لم تكن متاحة في السابق — سواء في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا أو حتى الوجهات الأوروبية أو الآسيوية إن سمحت الظروف.

كما أن هذا التوسّع يُعدّ رسالة تطمينية للمسافرين اليمنيين داخليًا وخارجيًا، بأن الناقلة تسعى إلى استعادة دورها كرافد أساسي لحركة السفر، وربط اليمن بالعالم، رغم الظروف الصعبة، فالقرار يبعث أملًا في عودة الطيران المدني إلى وضع شبه طبيعي، ويسهم في تعزيز الثقة لدى الركاب، خصوصًا المغتربين والمهجرين الذين يعتمدون على الرحلات الدولية.

من ناحية تنظيمية وإدارية، دخول أربع طائرات كبيرة إلى الأسطول يتطلب تجهيزات لوجستية مهمة: من صيانة، طواقم مدربة، بنية تحتية أرضية (على أرض مطارات مثل عدن أو مدن التشغيل)، إجراءات أمنية، وتجهيزات استقبال، حيث إن نجاح هذه المبادرة يعتمد على قدرة اليمنية على إدارة هذه المتطلبات في بيئة لا تزال تشهد تحديات.

وعلى الرغم من الإيجابيات الكبيرة، فإن الطريق أمام اليمنية ليس مفروشًا بالورود. التحديات متعددة: الوضع الأمني في بعض المناطق، صعوبة الحصول على التأمين الدولي للطائرات، القيود على الملاحة الجوية في أجزاء من اليمن، وكذلك تكلفة التشغيل المرتفعة للطائرات العريضة مقارنة بطائرات الضيق، كما أن تذبذب الطلب على السفر  خاصة في أوقات الأزمات قد يؤثر على جدوى تشغيل رحلات كبيرة بسعة ملائمة للطائرات A330.

لكن إذا نجحت اليمنية في تجاوز هذه المعوقات، فإن هذا التوسّع قد يمهّد لانطلاقة جديدة للناقلة، ويجعل منها لاعبًا مؤثرًا في النقل الجوي من وإلى اليمن،حيث يشمل ذلك إعادة ربط اليمن مع الشتات اليمني في دول المهجر، تسهيل حركة الحجاج والعمّال المغتربين، وإعادة إحياء خطوط سفر كانت معلَّقة منذ سنوات.

هذا وإن إعلان اليمنية عن شراء أربع طائرات A330 يعكس طموحًا في إعادة بناء الأسطول، استعادة القدرات التشغيلية، وتوسيع شبكة الرحلات. وإذا تكللت هذه الخطوة بالنجاح، فقد تشكل نقطة انطلاق نحو عصر جديد للطيران المدني اليمني، يوازن بين الحاجة للخدمة الإنسانية، الربط الدولي، والاستدامة التشغيلية.


                                           
ads
ads