جزر الأنتيل الجوية تُقدّم خطة عمل تصحيحية شاملة تمهيدًا لاستئناف العمليات
قدّمت شركة جزر الأنتيل الجوية (Air Antilles) خطة عمل تصحيحية جديدة إلى الجهات التنظيمية المختصة، في خطوة محورية تهدف إلى استئناف عملياتها الجوية بعد فترة من التوقف والتحديات التشغيلية والمالية التي أثّرت على الناقلة خلال الأشهر الماضية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعٍ حثيثة لإعادة هيكلة الشركة وضمان الامتثال الكامل لمتطلبات السلامة والتشغيل.
ووفقًا لمصادر في قطاع الطيران، فإن خطة العمل التصحيحية تشمل مراجعة شاملة للهيكل الإداري والتشغيلي، إلى جانب تحديث الإجراءات الفنية والتدريبية، بما يتماشى مع المعايير المعتمدة من سلطات الطيران المدني.
وتهدف الخطة إلى معالجة أوجه القصور السابقة التي أدت إلى تعليق أو تقليص العمليات، وإعادة بناء الثقة مع الجهات التنظيمية والركاب على حد سواء.
وتُعد جزر الأنتيل الجوية لاعبًا إقليميًا مهمًا في منطقة الكاريبي، حيث لعبت تاريخيًا دورًا رئيسيًا في ربط الجزر ببعضها البعض، ودعم حركة السفر المحلية والسياحة والأنشطة الاقتصادية. إلا أن التحديات المالية وارتفاع تكاليف التشغيل، إلى جانب تعقيدات الصيانة والامتثال التنظيمي، وضعت الشركة أمام ضغوط كبيرة خلال الفترة الأخيرة.
وتتضمن الخطة المقدمة محاور أساسية، من بينها تعزيز أنظمة السلامة الجوية، وتحسين برامج الصيانة، وإعادة تنظيم جداول الطيارين وأطقم الضيافة، فضلًا عن إجراءات لضمان الاستدامة المالية وتقليص المخاطر التشغيلية. كما تركز الخطة على تحسين الكفاءة التشغيلية للأسطول، بما يضمن انتظام الرحلات والالتزام بالمواعيد عند استئناف الخدمة.
وأكدت مصادر مطلعة أن الجهات التنظيمية تقوم حاليًا بدراسة الخطة وتقييمها بدقة، على أن يخضع تنفيذها لمتابعة صارمة ومراحل زمنية محددة قبل منح الضوء الأخضر لعودة الرحلات التجارية. ويُتوقع أن يتم ربط أي موافقة نهائية بالتزام الشركة بتنفيذ جميع البنود، وإثبات قدرتها على الحفاظ على مستويات السلامة والتشغيل المطلوبة على المدى المتوسط والطويل.
ومن جانبها، تعوّل جزر الأنتيل الجوية على استئناف العمليات كخطوة أساسية لإعادة تموضعها في السوق، واستعادة حصتها من حركة السفر الإقليمي، خاصة في ظل تعافي الطلب على الرحلات القصيرة داخل الكاريبي كما يُنظر إلى عودتها المحتملة على أنها عنصر داعم للاقتصادات المحلية التي تعتمد بشكل كبير على الربط الجوي والسياحة.
ويرى محللون في صناعة الطيران أن نجاح خطة العمل التصحيحية سيعتمد بدرجة كبيرة على قدرة الشركة على تأمين التمويل اللازم، واستقرار الإدارة، واستمرار التعاون مع الجهات التنظيمية.
وفي حال تحقيق ذلك، قد تتمكن جزر الأنتيل الجوية من استعادة دورها كمشغّل إقليمي حيوي، وإن كان ذلك بشكل تدريجي وحذر.
وبينما تترقب الأسواق والجهات المعنية نتائج تقييم الخطة، تبقى عودة جزر الأنتيل الجوية مشروطة بمدى التزامها الكامل بالإصلاحات المعلنة، في اختبار حاسم لقدرتها على تجاوز أزمتها والعودة إلى الأجواء بثوب أكثر استقرارًا واستدامة.
