سامح سالم الخبير السياحي: توقعات بزيادة قوية في الحركة السياحية الدولية إلى مصر خلال الفترة المقبلة
تشهد السياحة المصرية خلال الفترة الحالية مؤشرات إيجابية متسارعة تعكس عودة قوية للمقصد المصري على خريطة السياحة العالمية، مدعومة بحالة الاستقرار الأمني والسياسي التي تنعم بها البلاد، إلى جانب الجهود المكثفة التي تبذلها الدولة لتعزيز حركة الطيران وتنشيط السياحة الوافدة من مختلف الأسواق الدولية.
وفي هذا السياق، أكد سامح سالم، الخبير السياحي المعروف، في تصريحات خاصة، أن مصر مقبلة على زيادة ملحوظة في معدلات الحركة السياحية الدولية خلال المرحلة المقبلة، موضحًا أن المؤشرات الحالية في الأسواق المصدرة للسياحة تعكس ثقة متنامية في المقصد المصري وقدرته على جذب شرائح متنوعة من السائحين.
الاستقرار أساس النمو السياحي
وأوضح سامح سالم أن الاستقرار الأمني والسياسي يمثل العامل الأهم في عودة وانتعاش السياحة، مشيرًا إلى أن مصر نجحت خلال السنوات الأخيرة في ترسيخ صورة ذهنية إيجابية كوجهة سياحية آمنة ومستقرة، وهو ما انعكس بوضوح على قرارات منظمي الرحلات وشركات الطيران العالمية بزيادة رحلاتهم إلى المدن السياحية المصرية.
وأضاف أن السائح يبحث في المقام الأول عن الأمان، ومع توافر هذا العنصر إلى جانب التنوع الكبير في المنتجات السياحية، أصبحت مصر في موقع تنافسي قوي مقارنة بالعديد من الوجهات الإقليمية والعالمية.
توقعات بطفرة في السياحة الروسية
وتطرق الخبير السياحي سامح سالم إلى السوق الروسي، مؤكدًا أنه يعد من أهم وأكبر الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر، خاصة لمنتج السياحة الشاطئية في مدن البحر الأحمر مثل شرم الشيخ والغردقة. وتوقع سالم زيادة كبيرة في أعداد السائحين الروس خلال الفترة المقبلة، في ظل التحسن المستمر في حركة الطيران وعودة العديد من الرحلات المباشرة.
وأشار إلى أنه في حال انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فإن السياحة الروسية إلى مصر ستشهد تضاعفًا ملحوظًا، نظرًا للعلاقات السياحية التاريخية بين البلدين، وقوة الطلب الروسي على المنتج السياحي المصري، سواء الشاطئي أو الثقافي.
تدفقات سياحية أوكرانية محتملة
ولفت سامح سالم إلى أن انتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية لن ينعكس فقط على السوق الروسي، بل سيفتح الباب أيضًا أمام عودة قوية للسياحة الأوكرانية إلى مصر، والتي كانت تمثل شريحة مهمة من الحركة السياحية الوافدة قبل اندلاع الحرب.
وأوضح أن السائح الأوكراني من أكثر السائحين ارتباطًا بالمقصد المصري، ويتمتع بمتوسط إقامة جيد، ما يجعله عنصرًا مؤثرًا في زيادة معدلات الإشغال الفندقي وتحقيق عوائد اقتصادية مباشرة للقطاع السياحي.
تنوع المنتجات السياحية يعزز الجذب
وأكد الخبير السياحي سامح سالم، أن أحد أهم عناصر قوة السياحة المصرية يتمثل في تنوع المنتجات السياحية، حيث تجمع مصر بين السياحة الشاطئية، والسياحة الثقافية، والسياحة النيلية، وسياحة المؤتمرات والمعارض، إلى جانب سياحة المدن الجديدة مثل العلمين الجديدة.
وأضاف أن هذا التنوع يمنح المقصد المصري قدرة على جذب مختلف الجنسيات والفئات العمرية، ويطيل متوسط مدة الإقامة، ما ينعكس إيجابًا على العائد السياحي.
إشادة بجهود وزارتي الطيران والسياحة
وأشاد سامح سالم بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارتا الطيران المدني والسياحة والآثار خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن التنسيق المستمر بين الجانبين لعب دورًا محوريًا في زيادة تنشيط الحركة الجوية والسياحية الوافدة إلى مصر.
وأوضح أن التوسع في فتح خطوط طيران جديدة، وزيادة عدد الرحلات المنتظمة والعارضة، إلى جانب الحملات الترويجية الخارجية، أسهم في تسهيل الوصول إلى المقصد المصري وتعزيز تنافسيته عالميًا.
مستقبل واعد للقطاع السياحي
واختتم الخبير السياحي المعروف سامح سالم، تصريحاته بالتأكيد على أن القطاع السياحي المصري يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق معدلات نمو قوية ومستدامة، خاصة مع استمرار الاستقرار، وتطوير البنية التحتية، وافتتاح المشروعات السياحية الكبرى، وفي مقدمتها المتحف المصري الكبير.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب استمرار التركيز على جودة الخدمات السياحية، والتدريب المستمر للعاملين، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، لضمان تحقيق أقصى استفادة من الزخم الحالي الذي يشهده القطاع.
