شركات الشحن العالمية تُبرم صفقات كبرى لوقود الطيران المستدام في الولايات المتحدة ضمن مسار التحول الأخضر
أعلنت مجموعة من كبرى شركات الشحن الجوي العالمية عن إبرام صفقات استراتيجية واسعة النطاق لشراء وقود الطيران المستدام (SAF) في الولايات المتحدة، في خطوة تُعد من أبرز التحركات العملية نحو دعم التحول البيئي في صناعة الطيران، مع استهداف رفع نسبة استخدام الوقود النظيف إلى 30% بحلول عام 2030.
وتأتي هذه الصفقات في إطار التزام متزايد من شركات الشحن الدولية بخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عمليات النقل الجوي، خاصة في ظل النمو المتسارع لحركة التجارة الإلكترونية والشحن الدولي.
ويُنظر إلى وقود الطيران المستدام باعتباره أحد الحلول الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق على المدى القريب، نظرًا لإمكانية استخدامه في الأساطيل الحالية دون الحاجة إلى تعديلات جذرية في البنية التحتية أو الطائرات.
وبحسب مصادر في قطاع الطيران، فإن الاتفاقيات الجديدة تشمل توريد كميات كبيرة من SAF المنتج من مصادر متجددة، مثل النفايات العضوية والزيوت المستعملة والمواد الحيوية، ما يتيح تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالوقود التقليدي، على مدار دورة حياة الوقود كاملة.
وأكدت شركات الشحن أن هذه الخطوة تمثل تحولًا نوعيًا في استراتيجيات الاستدامة، حيث لم تعد المبادرات البيئية تقتصر على التعهدات طويلة الأجل، بل انتقلت إلى التزامات تجارية واضحة مدعومة بعقود توريد فعلية.
كما شددت على أن الوصول إلى نسبة 30% من الوقود النظيف بحلول 2030 يتطلب تعاونًا وثيقًا بين شركات الطيران، وموردي الوقود، والحكومات، والمؤسسات التنظيمية.
ويرى محللون أن السوق الأمريكية تمثل بيئة مثالية لتوسيع استخدام SAF، نظرًا لتوافر التقنيات المتقدمة، والدعم الحكومي، والاستثمارات المتزايدة في إنتاج الوقود المستدام، حيث من المتوقع أن تسهم هذه الصفقات في تسريع بناء سلاسل توريد مستقرة لوقود الطيران المستدام، بما يخدم قطاع الشحن الجوي عالميًا.
وتعكس هذه الخطوة إدراكًا متزايدًا داخل صناعة الطيران لمسؤوليتها تجاه البيئة، ورسالة واضحة بأن التحول إلى طيران أكثر استدامة لم يعد خيارًا، بل ضرورة تفرضها التحديات المناخية العالمية، في سبيل حماية كوكب الأرض للأجيال القادمة.