إيرباص تُعزّز حضورها في الصين بصفقة تاريخية تتجاوز 8 مليارات دولار
في خطوة جديدة تعكس الثقة المتزايدة في طائراتها، واصل عملاق صناعة الطيران الأوروبي إيرباص توسيع نفوذه في السوق الصينية، بعدما أبرم صفقات كبرى تجاوزت قيمتها 8 مليارات دولار مع شركتي طيران صينيتين، في واحدة من أبرز الاتفاقيات بقطاع الطيران التجاري خلال الفترة الأخيرة.
وتشمل الصفقة توقيع اتفاقيتين منفصلتين مع كل من شركة جونياو إيرلاينز وشركة سبرينج إيرلاينز، لشراء إجمالي 55 طائرة من طراز A320، في تأكيد جديد على المكانة القوية التي تحظى بها عائلة طائرات A320 داخل ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأسرع أسواق الطيران نموًا.
ووفقًا للاتفاقيات المعلنة، تعاقدت جونياو إيرلاينز على شراء 25 طائرة A320، في إطار خطتها لتحديث أسطولها وزيادة طاقتها التشغيلية على الخطوط الداخلية والإقليمية، بينما وقّعت سبرينج إيرلاينز، إحدى أكبر شركات الطيران منخفض التكلفة في الصين، عقدًا لشراء 30 طائرة من الطراز ذاته، دعمًا لاستراتيجيتها التوسعية ومواكبة الطلب المتزايد على السفر الجوي.
وتُعد طائرات A320 من أكثر الطرازات طلبًا عالميًا، لما تتمتع به من كفاءة عالية في استهلاك الوقود، وانخفاض تكاليف التشغيل، والمرونة التشغيلية، فضلًا عن قدرتها على تلبية احتياجات شركات الطيران التقليدية ومنخفضة التكلفة على حد سواء، كما تسهم هذه الطائرات في تقليل الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع التوجهات البيئية العالمية وخطط الاستدامة في قطاع الطيران.
وتأتي هذه الصفقات في وقت تشهد فيه السوق الصينية تعافيًا قويًا في حركة الطيران، مدفوعًا بعودة السفر المحلي والدولي، وزيادة الطلب على الرحلات القصيرة والمتوسطة. ويؤكد هذا التعاقد الضخم استمرار إيرباص في تعزيز هيمنتها داخل الصين، التي تُعد من أهم وأكبر أسواق الطيران المستقبلية على مستوى العالم.
ويرى محللون في صناعة الطيران أن هذه الاتفاقيات تعكس تفوق إيرباص التنافسي في السوق الآسيوية، وقدرتها على تلبية متطلبات شركات الطيران الصينية من حيث الكفاءة التشغيلية والاعتمادية الفنية، في ظل منافسة قوية داخل سوق الطائرات ذات الممر الواحد.
كما تعزز هذه الصفقات العلاقات الاستراتيجية طويلة الأمد بين إيرباص وشركات الطيران الصينية، وتدعم خطط الشركة الأوروبية لتوسيع حضورها الصناعي والتجاري في الصين، سواء من خلال مراكز التجميع أو التعاون الفني والتشغيلي.
وبهذه الخطوة، تؤكد إيرباص مجددًا أنها لاعب رئيسي في رسم ملامح مستقبل الطيران في الصين، وأن سماء التنين الصيني لا تزال ساحة استراتيجية لنموها وتوسعها العالمي، في وقت تتجه فيه أنظار صناعة الطيران إلى آسيا باعتبارها محرك النمو الأكبر خلال العقود المقبلة.
