ظاهرة بعض صُنّاع المحتوى على «تيك توك» بين حرية التعبير وتشويه القيم المجتمعية
الثلاثاء 30/ديسمبر/2025 - 10:00 م
محمد نصار
طباعة
شهدت منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تطبيق “تيك توك”، خلال السنوات الثلاث الماضية، تصاعدًا ملحوظًا في ظهور بعض صُنّاع المحتوى الذين يقدمون أنماطًا وسلوكيات لا تمت بصلة إلى القيم الثقافية والاجتماعية الراسخة في المجتمع المصري، الأمر الذي أثار حالة من الجدل والاستياء العام.
ورغم ما تمثله المنصات الرقمية من مساحة مفتوحة للتعبير والإبداع، فإن عددًا من هذه المحتويات بات يروج لصورة مشوهة عن الشارع المصري، قائمة على المبالغة والإثارة والسعي وراء الشهرة السريعة، دون مراعاة للأثر المجتمعي أو الأخلاقي، خاصة على فئة الشباب والمراهقين.
وتشير تقارير ودراسات اجتماعية حديثة إلى أن الاستهلاك المكثف لمحتوى غير منضبط قد يسهم في تغيير منظومة القيم والسلوكيات لدى المتلقين، ويؤثر سلبًا على الهوية الثقافية، فضلًا عن تكريس نماذج سطحية للنجاح تقوم على الجدل والانتشار لا على الجهد أو القيمة الحقيقية.
إن المجتمع المصري، بما يحمله من تاريخ وثقافة وتقاليد راسخة، لا يمكن اختزاله في مشاهد عابرة أو محتويات تهدف فقط إلى جذب المشاهدات، وهو ما يستوجب ضرورة تضافر الجهود بين المؤسسات المعنية، وصُنّاع المحتوى الجادين، وأولياء الأمور، لترسيخ مفهوم المسؤولية الرقمية، وتشجيع المحتوى الهادف الذي يعكس صورة حقيقية وإسيمة المجتمع المصري وقيمه.
وتبقى حرية التعبير حقًا أصيلًا، لكنها تظل مقترنة بالمسؤولية، حتى لا تتحول بعض المنصات إلى أدوات لتشويه الوعي أو طمس الهوية تحت مسمى “التريند” أو “الشهرة”.