صعود تاريخي.. الذهب يربح 60% والفضة 145% وسط اضطرابات اقتصادية عالمية
توقع الدكتور حسن عبد الفتاح، أستاذ الإدارة والتحليل المالي بجامعة كليفلاند، استمرار الموجة الصاعدة لأسعار المعادن النفيسة خلال عام 2026، مؤكدًا أن ما شهده عام 2025 لم يكن مجرد طفرة عارضة، بل انعكاس لتحولات جذرية في السياسات التجارية الدولية وسلاسل الإمداد العالمية.
وأوضح الدكتور عبد الفتاح أن الأسواق العالمية لا تزال تحت تأثير صدمة "أبريل 2025"، والتي شهدت فرض تعريفات جمركية متبادلة بنسبة لا تقل عن 10% لمعالجة العجز التجاري، مما أربك حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، وأشعل ردود فعل قوية في الأسواق.
وأشار إلى أن القيود التي فرضتها الصين على صادرات المعادن الاستراتيجية والرقائق الإلكترونية مثلت "نقطة تحول"؛ حيث تسببت في اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف الإنتاج.
وحذر عبد الفتاح من أن هذه الضغوط تترجم مباشرة إلى ارتفاع في معدلات التضخم، مما يدفع البنوك المركزية للاحتفاظ بأسعار فائدة مرتفعة، وهو ما يزيد من تكلفة الاقتراض ويضع العبء الأكبر على كاهل المستهلك النهائي.
وفي قراءته لأداء المعادن خلال العام الجاري، كشف أستاذ التحليل المالي عن أرقام غير مسبوقة، حيث حقق الذهب مكاسب قاربت 60%، بينما سجلت الفضة قفزة "دراماتيكية" تجاوزت 145%.
وأرجه عبد الفتاح هذا الصعود الصاروخي للفضة إلى تحول جوهري في طبيعة الطلب عليها، قائلاً: "الفضة لم تعد مجرد ملاذ آمن للتحوط ضد التضخم، بل تحولت إلى معدن صناعي استراتيجي لا غنى عنه في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفي الصناعات العسكرية المتقدمة مثل إنتاج طائرات F-35، مما يجعل الطلب عليها هيكليًا ومستدامًا".
