نسعد بخدمتكم في مطاراتنا.. رحلة تبدأ بالترحيب وتنتهي بالرضا

تُعد المطارات المصرية بوابات حضارية تعكس الوجه المشرق للدولة، ونقطة التقاء بين ثقافات العالم المختلفة. وفي ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع الطيران المدني، تواصل وزارة الطيران المدني جهودها لتحسين تجربة السفر وتقديم خدمات تضاهي المعايير العالمية. وتحت شعار "نسعد بخدمتكم في مطاراتنا"، تترسخ ثقافة جديدة عنوانها: المسافر أولاً.
منذ لحظة دخول الراكب إلى المطارات المصرية تبدأ منظومة متكاملة من الخدمات بالعمل بتناغم تام، بدءًا من إجراءات السفر وحتى صعود الطائرة. ويتم ذلك بفضل منظومة بشرية مؤهلة ومُدربة، تُدرك أن كل لحظة في المطار تمثل جزءًا من تجربة أوسع يجب أن تكون سلسة، آمنة، وممتعة.
بنية تحتية متطورة
شهدت السنوات الأخيرة طفرة ملحوظة في تطوير البنية التحتية للمطارات المصرية، سواء من حيث التوسعات أو التحديثات التكنولوجية. فمطار القاهرة الدولي، باعتباره الأهم والأكثر نشاطًا، أصبح مركزًا إقليميًا يعكس طموحات الدولة في أن تكون مركزًا رئيسيًا لحركة الطيران بين الشرق والغرب.
كما نالت المطارات السياحية في الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم اهتمامًا خاصًا، بهدف دعم قطاع السياحة وتعزيز مكانة مصر كوجهة عالمية.
وتمتد خطط التطوير لتشمل تحديث أنظمة الملاحة الجوية، وتطوير منظومات الأمن والسلامة، وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليل أوقات الانتظار وتحسين الخدمات اللوجستية.
العاملون.. واجهة مشرّفة
وراء هذه المنظومة المتطورة يقف آلاف من العاملين، من مختلف التخصصات، يؤدون مهامهم بروح الفريق. فالعامل في المطار ليس مجرد موظف يؤدي عملًا روتينيًا، بل هو جزء من صورة الوطن في أعين المسافرين. من ضباط الجوازات، إلى موظفي الخدمات الأرضية، والعاملين في الأمن والنظافة، جميعهم يشكلون منظومة متكاملة هدفها تقديم أفضل تجربة سفر ممكنة.
وقد أكد الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، في أكثر من مناسبة، أن "العنصر البشري هو أساس نجاح المنظومة"، مشيرًا إلى أهمية التدريب المستمر وتحفيز الكفاءات والاحتفاء بالنماذج المتميزة، بما يخلق بيئة عمل إيجابية تُشجع على الابتكار والتطوير.
تجربة مسافر متميزة
إحدى الركائز الأساسية لنجاح أي مطار هي تجربة المسافر، ولهذا تعمل الوزارة على تحسين هذه التجربة بشكل مستمر. فخدمة العملاء أصبحت أكثر تفاعلية، مع وجود فرق متخصصة لاستقبال الركاب وتوجيههم، فضلًا عن توفير خدمات إلكترونية متقدمة تتيح إنهاء إجراءات السفر عبر الإنترنت، وتحديث الرحلات عبر تطبيقات الهاتف المحمول.
كما تم مؤخرًا تدشين عدد من صالات السفر الجديدة المجهزة بأحدث الوسائل الترفيهية والخدمية، إلى جانب توفير أماكن خاصة لذوي الهمم، ومناطق مخصصة للأطفال، ما يجعل المطارات المصرية أكثر شمولًا وراحةً للجميع.
دعم السياحة وتعزيز الصورة الذهنية
في ظل التنافس العالمي على جذب السائحين، تلعب المطارات دورًا محوريًا في ترك الانطباع الأول عن أي دولة. ومن هنا، فإن وزارة الطيران المدني، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، تحرص على أن تكون المطارات واجهة سياحية تعكس عراقة مصر وحداثتها في آنٍ واحد. وتُعرض في بعض الصالات قطع أثرية ومجسمات فرعونية، كما يتم تقديم محتوى ثقافي وسياحي عبر الشاشات لربط الزائر بتاريخ مصر الغني.
نحو مستقبل أكثر إشراقًا
تسير مصر بخطى ثابتة نحو مستقبل طيران مدني أكثر حداثة وفعالية. وتستمر الخطط الطموحة لربط المدن المصرية بشبكة طيران داخلية قوية، وتدعيم الربط الإقليمي مع الدول الإفريقية والعربية، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية الرامية إلى تعظيم الاستفادة من موقع مصر الجغرافي كحلقة وصل بين ثلاث قارات.
تحت شعار "نسعد بخدمتكم في مطاراتنا"، لا تكتفي مصر بتحقيق معايير الجودة، بل تسعى لتجاوزها، لتظل مطاراتها بوابات مضيئة تعبّر عن حضارة تمتد جذورها لآلاف السنين، وتتطلع بثقة إلى المستقبل.