رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي

من الكفاءة إلى التأثير.. قصة نجاح «محمود همام» في الطيران الإقليمي والأُوروبي

الأحد 08/يونيو/2025 - 08:05 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في مشهد يتغير بسرعة على خريطة الطيران بالشرق الأوسط، يبرز أسم محمود همام كواحد من أبرز القيادات التنفيذية التي كان لها دور محوري في تعزيز الحركة الجوية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية. 

ويشغل  محمود همام حالياً منصب المدير الإقليمي لشركة "فلاي أديل" في مصر، إحدى كبرى شركات الطيران منخفضة التكاليف في المنطقة، حيث استطاع أن يحدث نقلة نوعية في آليات التشغيل والتوسع الاستراتيجي لرحلات الشركة، بما يعكس فهمًا عميقًا لتوجهات السوق واحتياجات المسافرين.

مسيرة مهنية مليئة بالكفاءة والتميز

ينطلق نجاح محمود همام من خلفية مهنية ثرية، ارتكزت على سنوات طويلة من العمل في شركات طيران رائدة مثل فلاي ناس والنيل للطيران، طيران الخليج ، وطيران الاتحاد ، والخطوط الجوية القبرصية، فضلاً عن العمل في مجالي الطيران والسياحة عبر مجموعة إمبريال ترافيل سنتر، مما أكسبه خبرات متعددة الأبعاد في المجالات التشغيلية والتجارية والإدارية على حد سواء.

أسلوبه المتوازن في إدارة الفرق وقراراته المبنية على تحليل دقيق للبيانات التشغيلية، منحاه الثقة لتولي مهام الإدارة الإقليمية لإحدى أنشط شركات الطيران في المنطقة، في وقتٍ يشهد فيه قطاع الطيران تحديات غير مسبوقة تتطلب مرونة وخبرة عالية في التوجيه.

استراتيجية ناجحة لتوسيع الربط الجوي

من أبرز إنجازات محمود همام خلال قيادته الإقليمية لفلاي أديل، إطلاق مجموعة جديدة من الخطوط الجوية المباشرة التي تربط المطارات المصرية بنظيرتها السعودية، وهو ما اعتُبر نقلة استراتيجية حيوية في تعزيز التبادل البشري والاقتصادي بين الشعبين الشقيقين.

وقد نجحت الشركة، في ظل إشراف  محمود همام، في تدشين رحلات مباشرة بين عدد من المدن المصرية مثل سوهاج وبرج العرب والقاهرة، ونظيرتيها السعوديتين جدة والمدينة المنورة، وقريبًا مطار أبها، حيث أن هذا التوسع لم يكن فقط في عدد الرحلات التي وصلت إلى أكثر من 44 رحلة أسبوعياً، بل كان نوعياً أيضاً في تحسين تجربة السفر نفسها، سواء من ناحية الأسعار التنافسية أو مستوى الخدمة داخل الطائرة.

إضافة إلى ذلك، ساهم هذا التوسع في فتح المجال أمام شرائح أكبر من الركاب، لا سيما من العاملين المصريين المقيمين بالسعودية، وكذلك الزائرين لأداء العمرة  والحج أو زيارة الأقارب، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة ملحوظة في نسب الإشغال وتوسيع قاعدة العملاء.

دور فاعل في تعزيز العلاقات السياحية بين البلدين

لم تتوقف إنجازات  محمود همام عند تحسين الربط الجوي فقط، بل امتدت إلى تنشيط القطاع السياحي المصري عبر توسيع آفاق التعاون مع شركات الطيران والجهات السياحية السعودية، فقد انخرط في اجتماعات مهنية مع كبار المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص بالسعودية، وتم خلال هذه اللقاءات وضع أسس لتكامل الجهود بين الطرفين لتطوير برامج سياحية مشتركة.

ومن أبرز محاور هذا التعاون كان الترويج لمصر كمقصد رئيسي للسياح القادمين من الخليج وآسيا على متن رحلات الترانزيت السعودية، وتوفير باقات سياحية تشمل الإقامة والتنقلات الداخلية بأسعار تنافسية.

 كما عملت تلك المبادرات على تحفيز خطوط الطيران على إعادة النظر في نماذج التشغيل بما يتيح زيادة تدفق الزوار واستغلال الطاقة التشغيلية للطائرات بأفضل شكل.

كفاءة قيادية تحظى بتقدير القطاع

يُعرف محمود همام في أوساط صناعة الطيران ليس فقط بخبرته التشغيلية، بل أيضًا بشخصيته القيادية الحازمة وقدرته على اتخاذ قرارات استراتيجية في الوقت المناسب. 

ويحظى بتقدير واسع من قبل كبار التنفيذيين والقيادات في شركات الطيران المحلية والعالمية، لما يُعرف عنه من مصداقية ومرونة في التعامل، وقدرة على إدارة فرق العمل المتعددة الجنسيات والثقافات بكفاءة ملحوظة.

كما تميزت فترة عمله بترسيخ ثقافة قائمة على الأداء المؤسسي، والاهتمام برفع الكفاءة التشغيلية والحد من التكاليف دون التأثير على جودة الخدمة، ما انعكس في نمو مؤشرات أداء "فلاي أديل" بالسوق المصري، وتحقيق مستويات رضا مرتفعة بين المسافرين.

رؤية مستقبلية نحو التوسع والتكامل الإقليمي

وما يميز  محمود همام أنه لا يكتفي بإدارة الأمور التشغيلية اليومية فقط، بل يمتلك رؤية استراتيجية بعيدة المدى لتطوير الربط الجوي بين مصر والدول المجاورة. 

ويطمح إلى تحويل القاهرة إلى مركز إقليمي لعمليات "فلاي أديل" في شمال إفريقيا، مدعوماً ببنية تحتية متطورة وشبكة علاقات قوية مع الجهات الرسمية وشركات المناولة الأرضية والمطارات.

كما يسعى لتوسيع الشراكات مع وكالات السفر الإلكترونية وشركات إدارة الوجهات (DMCs)، لتسهيل الحجز الرقمي وربط عروض الطيران ببرامج سياحية جذابة تستهدف العائلات والشباب والمسافرين من أجل الترفيه أو الأعمال على حد سواء.

نموذج يُحتذى في إدارة النقل الجوي

من خلال كل ما تحقق على أرض الواقع، يبرز محمود همام كنموذج مهني يُحتذى به في قطاع الطيران المدني، يجمع بين المهارة الإدارية والرؤية التجارية، مدعومة بقدرة على بناء علاقات تعاونية قوية تحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف. 

وقدرته على التكيف مع التحولات السريعة في سوق الطيران، ومرونته في استيعاب تحديات التشغيل في أسواق نامية، جعلت منه قيمة مضافة حقيقية لأي مؤسسة يعمل بها.

كما تمثل تجربته دليلاً على نجاح الكفاءات المصرية في إدارة الملفات الإقليمية، بما يثبت أن الكفاءة المحلية قادرة على المنافسة والتميز في أصعب الأسواق وأكثرها تنافسية.

هذا ويبقى الدور الذي لعبه السيد «محمود همام» في تعزيز الربط الجوي بين مصر والسعودية، نموذجًا لما يمكن أن تحققه القيادات المهنية حين تتكامل الرؤية مع الأداء، فتحقيق أكثر من 44 رحلة أسبوعيًا بين البلدين، لم يكن مجرد رقم بل تجسيدًا لاستراتيجية متكاملة تتفهم متطلبات السوق وتستجيب لها بكفاءة واقتدار.

واليوم، يُنظر إلى تجربة  محمود همام في "فلاي أديل" باعتبارها قصة نجاح ملهمة في عالم الطيران منخفض التكاليف، وهي قصة لا تزال تُكتب فصولها مع كل إقلاع وهبوط جديد، يعمّق من روابط الأخوة بين مصر والمملكة، ويدفع باتجاه تكامل اقتصادي وسياحي يخدم شعبي البلدين.
                                           
ads