الطيران المدني المصري يواصل التشغيل بكفاءة وسط توترات إقليمية
في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وما ترتب عليها من اضطرابات في حركة الطيران ببعض دول الجوار، شددت وزارة الطيران المدني المصرية على أن المجال الجوي المصري لا يزال آمنًا ويعمل بكفاءة تامة، وسط التزام صارم بأعلى معايير السلامة الجوية العالمية.
وأكدت الوزارة، في بيان رسمي، أن جميع المطارات المصرية، وفي مقدمتها مطار القاهرة الدولي، تشهد انتظامًا ملحوظًا في حركة التشغيل، دون تأثر حتى اللحظة بالأوضاع الإقليمية المتوترة، مشيرة إلى أن العمل مستمر بشكل طبيعي، بالتنسيق المستمر مع الجهات الدولية المختصة وسلطات الطيران المدني في الدول المجاورة.
وفي استجابة سريعة للتطورات الجيوسياسية، اتخذت وزارة الطيران المدني سلسلة من الإجراءات الاحترازية، شملت رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع المطارات المصرية، تحسبًا لأي طوارئ محتملة تتعلق بإعادة توجيه الرحلات الجوية أو الهبوط الاضطراري لطائرات أجنبية تمر عبر أجواء المنطقة.
ولقد تم التشديد على الجاهزية الكاملة لاستقبال أي طائرات قد تضطر إلى تغيير مسارها بسبب إغلاق بعض المجالات الجوية في دول مجاورة، مع توفير الدعم الفني واللوجستي الكامل لضمان سلامة واستمرارية الرحلات العابرة.
وتتابع الوزارة الوضع بشكل لحظي من خلال مركز العمليات الرئيسي بمطار القاهرة الدولي، الذي يعمل على مدار الساعة لضمان سرعة التعامل مع أي مستجدات.
في سياق الاستعدادات الفعلية، استقبل مطار القاهرة الدولي خلال الساعات الماضية تسع طائرات تابعة لعدد من شركات الطيران الأجنبية، اضطرت إلى الهبوط للتزود بالوقود بعد تغيير مساراتها نتيجة للإغلاقات الجوية الطارئة في بعض دول المنطقة.
وأفادت وزارة الطيران بأن كافة الطائرات قد حصلت على الدعم الفني واللوجستي المطلوب، وتمت إعادة إقلاعها إلى وجهاتها الأصلية في وقت قياسي، مما يعكس كفاءة البنية التحتية المصرية وجاهزية المطارات للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة دون تعطيل لحركة الطيران.
وبالتوازي مع هذه التطورات، أعلنت شركة مصر للطيران عن إلغاء 3 رحلات جوية كانت مقررة إلى كل من بغداد، وعمان، وبيروت، وذلك بشكل مؤقت لحين إعادة فتح المجالات الجوية في تلك الوجهات.
وأكدت الشركة أن القرار يأتي في إطار الحرص على سلامة الركاب والطواقم الجوية، والتزامًا بالتعليمات الصادرة عن سلطات الطيران المدني في تلك الدول.
وأكدت شركة مصر للطيران أنها تتابع تطورات الموقف أولًا بأول، وستقوم بإعادة جدولة الرحلات بمجرد استقرار الأوضاع، مع تقديم كافة التسهيلات للركاب المتأثرين.
في خطوة تؤكد حرص القيادة التنفيذية على المتابعة الميدانية، توجّه الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، إلى مركز العمليات الرئيسي بمطار القاهرة الدولي، كما زار مركز العمليات المتكامل التابع لشركة مصر للطيران (IOCC)، إضافة إلى برج المراقبة الجوية بالمطار، وذلك للاطلاع على الموقف عن كثب والتأكد من جاهزية جميع الفرق المعنية للتعامل مع التطورات الجارية.
وخلال جولته، أشاد الوزير بانضباط العمل داخل المركز، وبأداء الفرق الفنية والتشغيلية التي تعمل على ضمان استمرارية التشغيل وفق أعلى درجات الكفاءة، رغم الظروف الإقليمية الصعبة.
كما شدد على أهمية تعزيز التنسيق مع كافة الجهات المعنية داخليًا وخارجيًا، لضمان اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
واختتمت الوزارة بيانها بالتأكيد مجددًا على أن المجال الجوي المصري يتمتع بدرجة عالية من التأمين ويُدار بكفاءة عالية، ما يجعله أحد الخيارات الآمنة لشركات الطيران الدولية في أوقات الأزمات. كما شددت على أن مطارات مصر قادرة على استيعاب أي مستجدات تشغيلية في ظل البنية التحتية المتطورة والإمكانات البشرية المدربة.
تأتي هذه التحركات في إطار استراتيجية شاملة تتبناها الدولة المصرية للحفاظ على استقرار قطاع الطيران المدني، وتعزيز دوره كمكون حيوي في دعم الاقتصاد الوطني وضمان التواصل الآمن مع العالم، حتى في أصعب الظروف.
الكلمات المفتاحية
