الطيران المصري يتجه نحو التحول الذكي بشراكة تركية مع TAV Airports

في إطار استراتيجية الدولة المصرية للارتقاء بمنظومة الطيران المدني وتحويل المطارات المحلية إلى مراكز تشغيل متكاملة بمعايير عالمية، عقد الطيار الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني اجتماعًا موسعًا مع سيركان كابتان، الرئيس التنفيذي لشركة TAV Airports التركية، إحدى أكبر الشركات المتخصصة في تشغيل وإدارة المطارات إقليميًا وعالميًا.
ولقد تناول اللقاء عددًا من المحاور الحيوية التي تسعى مصر إلى تعزيزها في المرحلة المقبلة، على رأسها تشغيل وصيانة المطارات المصرية وفق أنظمة تشغيل حديثة، مع التركيز على توطين التكنولوجيا الرقمية المستخدمة في إدارة العمليات داخل المطارات، وتطوير منظومة الأسواق الحرة والخدمات التجارية بشكل شامل.
أحد أبرز النقاط التي طُرحت خلال المباحثات كانت مقترح إنشاء أكاديمية تدريب متخصصة بالتعاون مع TAV Airports، تهدف إلى تأهيل الكوادر المصرية العاملة في قطاع الطيران، وتدريبهم على أحدث النظم التشغيلية والإدارية المتبعة في مطارات العالم.
وأكد الوزير أن إنشاء هذه الأكاديمية يُعد استثمارًا طويل الأمد في رأس المال البشري، ويأتي ضمن خطة الوزارة لتحديث منظومة الموارد البشرية ورفع كفاءتها بما يتماشى مع طموحات الدولة في التحول الرقمي والحوكمة المؤسسية.
كما ناقش الجانبان فرص التعاون في تشغيل عدد من المطارات المصرية وإدارتها وفقًا لمعايير الجودة والسلامة الدولية، مع الاستفادة من خبرات شركة TAV في هذا المجال، خاصة أنها تدير عددًا من المطارات الرئيسية في أوروبا وآسيا، ولديها سجل ناجح في تطوير الأداء التشغيلي وتحسين تجربة المسافرين.
من جهته، أعرب سيركان كابتان، الرئيس التنفيذي لشركة TAV Airports، عن تطلع الشركة لتعميق التعاون مع الجانب المصري، مؤكدًا أن قطاع المطارات في مصر يتمتع بإمكانات وفرص استثمارية كبيرة لم يتم استغلالها بالكامل بعد.
وأضاف: "نعمل على بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع وزارة الطيران المدني، ونثق في قدرتنا على الإسهام في رفع كفاءة تشغيل المطارات المصرية، وتطوير خدماتها التجارية والتقنية، بما يسهم في تعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للطيران والخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط وأفريقيا."
وأكد كابتان على أهمية نقل الخبرات والتكنولوجيا إلى السوق المصري، مشيرًا إلى أن التعاون المحتمل سيشمل أيضًا مجالات الصيانة الفنية، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتقديم حلول ذكية لإدارة العمليات اليومية في المطارات.
وتعكس هذه المباحثات توجهًا مصريًا واضحًا نحو الشراكة مع الكيانات الدولية الكبرى التي تمتلك سجلًا ناجحًا في إدارة وتشغيل المطارات الحديثة، فبدلًا من الاعتماد الكامل على الموارد الذاتية، تسعى الدولة إلى جذب الشركاء المؤهلين لتوفير التكنولوجيا، ونقل المعرفة، وتقديم حلول مبتكرة لمشكلات التشغيل المزمنة، مثل الزحام، وكفاءة الجدولة، وتعطل المعدات.
ويعد التعاون مع TAV Airports خطوة ذكية نحو بناء شبكة مطارات متطورة ترتكز على أسس رقمية مستدامة، وتُدار بكفاءات وطنية مدرّبة ومؤهلة، كما أن الاستثمار في إنشاء أكاديمية تدريب متخصصة يؤكد الرغبة المصرية في بناء قاعدة صلبة من الكوادر البشرية، تكون قادرة على قيادة القطاع مستقبلاً دون الحاجة المستمرة للخبرات الأجنبية.
وهذا اللقاء يفتح الباب أمام تعاون نوعي طويل المدى بين مصر وتركيا في مجال النقل الجوي، ويعزز من فرص دمج المطارات المصرية في سلاسل التشغيل العالمية، خاصة مع ما تملكه مصر من موقع جغرافي استراتيجي يؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا للتجارة والسياحة والنقل متعدد الوسائط.