إيقاف الرحلات الجوية الدولية بين المطارات المصرية وقطر بعد إغلاق المجال الجوي القطري إثر الاعتداءات الإيرانية على قاعدة العديد العسكرية

في تطور مفاجئ ينذر بتداعيات إقليمية محتملة على حركة النقل الجوي بالشرق الأوسط، أعلنت مصادر ملاحية مطلعة مساء اليوم الإثنين 23 يونيو 2025، عن إيقاف كافة الرحلات الجوية المباشرة بين المطارات المصرية ونظيرتها القطرية عبر شركتي مصر للطيران والخطوط الجوية القطرية، وذلك نتيجة قيام السلطات القطرية بإغلاق مجالها الجوي بشكل كامل عقب تعرض قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية جنوب العاصمة الدوحة لهجوم عنيف من قبل القوات الإيرانية.
وأوضحت المصادر أن الإغلاق الجوي القطري تم تفعيله بشكل فوري في أعقاب الاعتداء، ما دفع شركات الطيران العاملة في المسارات المتجهة إلى قطر، وفي مقدمتها مصر للطيران والخطوط الجوية القطرية، إلى إلغاء جميع رحلاتها المجدولة إلى حين إشعار آخر، في خطوة احترازية لحماية أمن وسلامة الركاب والطواقم الجوية.
وفي هذا السياق، أصدرت سلطة الطيران المدني المصري تعليمات عاجلة إلى جميع المطارات الدولية بمصر بوقف إجراءات سفر الركاب المتجهين إلى الدوحة، مع بدء إخطار الركاب بالحالة الطارئة عبر مكاتب الحجز ومنصات الخدمات الإلكترونية، بينما قامت شركة مصر للطيران بتعليق رحلاتها اليومية المنتظمة بين مطاري القاهرة الدولي ومطار حمد الدولي في قطر بشكل مؤقت.
كما أعلنت الخطوط الجوية القطرية بدورها تعليق جميع رحلاتها من وإلى مطارات القاهرة وبرج العرب وشرم الشيخ والغردقة، مع تأكيد التزامها الكامل برد قيمة التذاكر للركاب المتضررين أو إتاحة تعديل مواعيد السفر مجانًا لحين استئناف الرحلات.
من جانبهم، أعرب مسؤولو قطاع الطيران المدني المصري عن أسفهم لهذا التعليق المفاجئ للرحلات، مؤكدين أن الأولوية القصوى في مثل هذه الظروف هي لضمان سلامة الركاب وطاقم الطيران، خاصة في ظل التطورات الأمنية المتسارعة بمنطقة الخليج العربي، والتي تُلقي بظلالها على حركة الملاحة الجوية في الإقليم بأكمله.
ويأتي هذا القرار في وقت بالغ الحساسية، بعد تأكيدات من مصادر أمريكية بتعرض قاعدة العديد – أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط – لهجوم صاروخي دقيق من قبل الحرس الثوري الإيراني، ما أسفر عن وقوع خسائر لم يُعلن عن حجمها بعد، ودفع السلطات القطرية إلى إعلان حالة الاستنفار الأمني في مختلف منشآتها الحيوية، وفي مقدمتها مطار حمد الدولي.
وتتابع الجهات المعنية في مصر، وعلى رأسها وزارة الطيران المدني، تطورات الموقف أولًا بأول، في تنسيق مستمر مع الجانب القطري والهيئات الدولية المعنية بالطيران، تمهيدًا لاتخاذ القرار المناسب بشأن إعادة تشغيل الرحلات الجوية بمجرد التأكد من استقرار الوضع الأمني في الدوحة وفتح المجال الجوي القطري من جديد.
الجديد بالذكر، أن شركة مصر للطيران تسير رحلتين يوميًا بين مطاري القاهرة والدوحة، بينما تسير الخطوط الجوية القطرية 4 رحلات جوية بين القاهرة والدوحة.
وتُعد هذه الأزمة الأمنية الأحدث ضمن سلسلة التوترات المتزايدة في الخليج العربي، والتي باتت تُهدد انسيابية حركة الطيران الإقليمي والدولي، وسط تحذيرات من توسع دائرة التوتر لتشمل مطارات ودول مجاورة، في ظل التصعيد المستمر بين طهران وواشنطن.