رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

محمود عبدالحليم يكتب: وماذا بعد؟ إرها.ب جيش الاحتلال

الإثنين 25/أغسطس/2025 - 02:45 م
الحياة اليوم
طباعة
في عالم يرفع شعارات حقوق الإنسان والعدالة، ويتباكى على المبادئ التي لطالما تغنى بها، تبرز صورة مروعة للدمار والقتل في غزة،هناك تتجاوز الجرائم كل ما عرفه التاريخ الحديث من وحشية، لتُظهر لنا شكلاً جديداً من أشكال الإرها.ب الذي يرتكب تحت مرأى ومسمع العالم بأسره، إنه جيش الاحتلال، الذي لا يتردد في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويجعل من الصحفيين والأطباء أهدافاً مشروعة في حربها المفتوحة على كل ما هو إنساني.

ما يحدث في غزة ليس مجرد نزاع مسلح تقليدي، بل هو إبادة جماعية وتطهير عرقي، يتم فيه استخدام التجويع سلاحاً فتاكاً، بينما تتحدث المنظمات الدولية عن وصول المجاعة إلى مستويات كارثية، واصل جيش الاحتلال منع وصول المساعدات، أو استخدامها كفخ لاصطياد المدنيين الجائعين، هذه السياسة ليست نتيجة عرضية للحرب، بل هي قرار مقصود يهدف إلى كسر إرادة شعب وتدميره جسدياً ومعنوياً.

إن من أكثر الجرائم بشاعة هو استهداف الصحفيين والأطباء، عندما يصبح الصحفي هدفاً، فهذا يعني أن هناك شيئاً يُراد إخفاؤه عن العالم، عندما يصبح الطبيب هدفاً، فهذا يعني أن القتل والإبادة هما الهدف الأسمى، وأن إنقاذ الأرواح هو جريمة في نظر المحتل المختل، هذه السياسات تكشف عن عقلية ترفض وجود شهود على جرائمها، وترفض أن تُداوى الجروح التي تسببها، هذا هو الإرهاب بعينه، أن تقتل من ينقل الحقيقة ومن يداوي المصابين.

إن صمت العالم الحر أمام هذه الجرائم هو جريمة أخرى تضاف إلى سجلات التاريخ، هذا الصمت يجعل من هذا العالم شريكاً في الجريمة، ويُظهر ازدواجية المعايير التي يقيس بها، إذا لم يكن ما يحدث في غزة إرها.ب دولة، فما هو تعريف الإرها.ب إذن؟ وإذا كانت الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية غير قادرة على إيقاف هذا الدمار، فما جدوى وجودها؟
وماذا بعد؟
وماذا بعد؟ ليس مجرد سؤال، بل هو نداء للضمير العالمي، فهل سيستمر العالم في الصمت والتقاعس؟ أم سيتحرك ليُحاسب هذا الكيان على جرائمه؟ إن ما يحدث في غزة هو اختبار حقيقي لإنسانية العالم، ولن تكون العدالة ممكنة، ولن يكون العالم آمناً، ما دامت هذه الجرائم تمر دون عقاب، إن المستقبل ليس ملكاً لنا فقط، بل هو ملك لأطفال غزة الذين يواجهون الموت والجوع كل يوم، وهم يستحقون عالماً أفضل وأكثر عدالة.
                                           
ads
ads
ads