بسبب حرارة الجو والوزن الزائد.. إنزال 20 راكبًا من رحلة بريتيش إيروايز

في حادثة نادرة ومثيرة للجدل في عالم السفر الجوي، اضطرت شركة بريتيش إيروايز (British Airways) إلى إنزال حوالي 20 راكبًا من إحدى رحلاتها المتجهة من فلورنسا إلى لندن، وذلك بسبب تجاوز وزن الطائرة الحد المسموح به للإقلاع.

 الحرارة الشديدة والوزن الزائد سبب المشكلة

وبحسب بيان صادر عن الشركة، فإن الحادثة وقعت نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في فلورنسا إلى 35 درجة مئوية، وهو ما أثر على ضغط الهواء وكفاءة الإقلاع، خصوصًا في ظل قصر مدرج مطار فلورنسا (FLR).
وقالت الشركة إن هذه الظروف تستدعي تقليل وزن الطائرة لتأمين إقلاع آمن، وهو ما اضطر الطاقم إلى اتخاذ قرار صعب بإنزال عدد من الركاب قبل الإقلاع.

التأثير البيئي والحراري على أداء الطائرات ليس جديدًا، إذ تؤثر الحرارة المرتفعة على كثافة الهواء، مما يقلل من قوة الرفع التي توفرها الأجنحة، ويزيد من حاجة المحركات للوقود الإضافي. ومع محدودية طول المدرج، يصبح تقليل الوزن أحد الخيارات القليلة الممكنة.

الركاب المتأثرون حصلوا على خدمات بديلة

في خطوة لتقليل الإزعاج، أكدت بريتيش إيروايز أنها قامت بـ:

• توفير إقامة فندقية مجانية للركاب الذين تم إنزالهم.

• تأمين وسائل مواصلات مريحة من وإلى الفندق.

• إعادة حجز تذاكرهم على رحلة بديلة بأقرب وقت ممكن إلى لندن.

إحدى الراكبات، التي تحدثت لوسائل الإعلام المحلية، قالت:

"الطيار أخبرنا أن حرارة الجو تعني أن المحركات بحاجة إلى وقود إضافي للإقلاع من المدرج القصير، وبالتالي لا بد من تقليل الوزن، فاختاروا إنزال عدد من الركاب."

 بريتيش إيروايز: نعتذر وملتزمون بالسلامة

من جانبها، أصدرت شركة British Airways بيانًا رسميًا أعربت فيه عن اعتذارها للركاب المتأثرين، مؤكدة أن السلامة الجوية هي الأولوية القصوى، وأن القرار تم اتخاذه وفقًا لإجراءات الطيران المعتمدة.

وجاء في البيان:

"نعتذر عن الإزعاج الذي واجهه بعض المسافرين من فلورنسا إلى لندن. فريقنا عمل على ضمان وصول جميع الركاب المتأثرين إلى وجهتهم في أقرب فرصة، مع توفير كافة سبل الراحة أثناء انتظارهم."

 مطار فلورنسا ومدارج الطيران القصيرة

تُعد مشكلة المدارج القصيرة في بعض المطارات الأوروبية مثل مطار فلورنسا تحديًا أمام شركات الطيران، خصوصًا في فترات الصيف، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تقليل أداء الطائرات.
ويُضطر الطيارون في بعض الحالات إلى تقليل عدد الركاب أو الشحنات، أو حتى تأجيل الرحلات.

بين السلامة والانزعاج

رغم الإزعاج الذي واجهه بعض الركاب، يرى خبراء الطيران أن قرار بريتيش إيروايز كان محسوبًا وصحيحًا من منظور السلامة الجوية. فالموازنة بين حمولة الطائرة، والحرارة، وطول المدرج ليست مسألة تقديرية، بل عامل حاسم في سلامة الرحلة.