رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي

راكبة مخمورة تُجبر طائرة Qantas على العودة للبوابة في سيدني

الأربعاء 03/سبتمبر/2025 - 10:37 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة


في حادثة مثيرة أثارت الجدل في وسائل الإعلام الأسترالية والدولية، اضطرت رحلة تابعة لشركة الطيران Qantas كانت متجهة من سيدني إلى نيوزيلندا للتوقف والعودة إلى بوابة الإقلاع، بعد أن تسببت راكبة في حالة سكر في إحداث حالة من الفوضى داخل الطائرة قبيل الإقلاع.

بداية الواقعة: سلوك غير طبيعي على متن الطائرة

مع بدء تحرك الطائرة على مدرج مطار سيدني الدولي، تفاجأ طاقم الضيافة براكبة خمسينية تنهض من مقعدها وتبدأ الرقص في الممرات، ضاربة عرض الحائط بكافة قواعد السلامة الجوية وتعليمات الجلوس وربط الأحزمة، التي يُطلب من جميع الركاب الالتزام بها خلال مرحلة الإقلاع.

سرعان ما لاحظ الطاقم أن الراكبة تحت تأثير الكحول بشكل واضح، حيث كانت تتحدث بصوت مرتفع، وتتصرف بطريقة غير منضبطة، مما شكل خطرًا فعليًا على سلامة الركاب والطائرة.

تجاهل التعليمات وإهانة الطاقم الجوي

بحسب ما ذكره شهود عيان من الركاب، فإن الراكبة رفضت الامتثال لتوجيهات طاقم الطائرة، وقامت بشتم الموظفين علنًا داخل المقصورة. وعلى الرغم من محاولات التهدئة، لم تتوقف عن سلوكها العدواني والمزعج، مما دفع قائد الطائرة إلى اتخاذ قرار حاسم بإيقاف الرحلة فورًا والعودة إلى البوابة.

هذا التصرف تسبب في تأخير إقلاع الرحلة، ما أثار استياء الركاب، وفتح الباب أمام نقاشات متجددة حول أهمية الالتزام بسلوك آمن ومسؤول على متن الطائرات، خصوصًا فيما يتعلق بتناول الكحول قبل أو أثناء الرحلات الجوية.

تدخل الشرطة الفيدرالية الأسترالية

بمجرد عودة الطائرة إلى بوابة المغادرة، تم استدعاء الشرطة الفيدرالية الأسترالية (AFP)، التي صعدت إلى الطائرة وقامت بإخراج الراكبة بالقوة، بعد أن وُجهت لها عدة تنبيهات لم تغادر خلالها حالتها غير الواعية.

وبحسب بيان رسمي صادر عن السلطات، فقد تم توجيه اتهامات جنائية متعددة للراكبة، من بينها:

  • مقاومة السلطات أثناء أداء مهامهم

  • عدم الالتزام بتعليمات طاقم الطائرة

  • الإخلال بأمن وسلامة الرحلة الجوية

العقوبات المحتملة: غرامة وسجن

أوضحت الشرطة الأسترالية أن مثل هذه التصرفات لا يتم التعامل معها بتهاون، خاصة عندما يتعلق الأمر بسلامة الركاب والطائرة. وقد تواجه الراكبة في هذه الحالة غرامة مالية قد تصل إلى 10,500 دولار أسترالي، إضافة إلى عقوبة بالسجن لمدة قد تصل إلى عامين، بحسب القوانين المعمول بها في أستراليا والمتعلقة بسلوك الركاب المخل بالنظام.

وشددت الشرطة في بيانها أن أي راكب يُضبط وهو تحت تأثير الكحول أو المخدرات ويتسبب في تهديد أمن وسلامة الرحلة، سيتم إنزاله على الفور، وملاحقته قانونيًا دون أي تهاون.

شركات الطيران تشدد على الإجراءات الوقائية

في تعليق رسمي من شركة Qantas Airways، أعربت إدارة الشركة عن أسفها للحادثة، مشيرة إلى أن سلامة الركاب تأتي في المقام الأول، وأن الطاقم تصرف وفقًا للبروتوكولات المتبعة في مثل هذه الحالات.

وأكدت الشركة على أن جميع موظفيها مدربون على التعامل مع الركاب في الحالات الطارئة، وأنه سيتم اتخاذ إجراءات إضافية للحد من تكرار مثل هذه الحوادث، بما في ذلك:

  • مراقبة استهلاك الكحول في صالات المطار

  • تدقيق سلوك الركاب قبل الصعود للطائرة

  • التعاون مع الشرطة الفيدرالية لمواجهة السلوكيات العدائية

حادثة ليست الأولى من نوعها

على الرغم من غرابة المشهد، إلا أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها. فقد شهدت العديد من شركات الطيران حول العالم تصاعدًا في السلوكيات غير المنضبطة من الركاب، خاصةً تحت تأثير الكحول، وهو ما دفع بعض الدول إلى فرض تشريعات مشددة تجرم تناول المشروبات الكحولية قبل أو أثناء الرحلة، إذا نتج عنها أي تهديد للأمان الجوي.

وفي هذا السياق، أكدت منظمات الطيران الدولية مثل IATA وICAO على أهمية تعزيز ثقافة الوعي بين الركاب، وتقديم دورات توعية للسفر الآمن، خاصةً على الرحلات الطويلة التي قد تشهد ضغوطًا نفسية أو جسدية تدفع بعض المسافرين إلى سلوكيات غير متوقعة.

دعوات لتغليظ العقوبات وتشديد الرقابة

أثارت الحادثة ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب كثير من المسافرين ومتابعي أخبار الطيران بتشديد العقوبات على الركاب المخالفين، وتغليظ الغرامات التي تفرض في حال تهديد سلامة الطيران، خاصة أن أفعالًا كهذه قد تؤدي إلى كوارث حقيقية في حال وقوعها أثناء التحليق.

كما دعت بعض الأصوات إلى تحديث سياسات شركات الطيران بخصوص تقديم الكحول، وتقييد المشروبات الكحولية أو مراقبتها بصرامة أكبر، تجنبًا لوقوع حوادث مشابهة.

تسلط هذه الحادثة الضوء مجددًا على أهمية السلوك المسؤول على متن الطائرات، وضرورة التزام الركاب بالتعليمات حفاظًا على سلامة الجميع. وتبقى سلامة الطيران مسؤولية جماعية، تبدأ من الراكب وتنتهي بطاقم الطائرة والجهات المنظمة.

وفي ظل تزايد مثل هذه الوقائع، يُتوقع أن تتجه شركات الطيران والسلطات المعنية في أستراليا وغيرها من الدول إلى تبني إجراءات وقائية أكثر صرامة، تضمن سلامة المسافرين وتمنع تكرار مثل هذه المشاهد.


راكبة مخمورة تُجبر طائرة Qantas على العودة للبوابة في سيدني
راكبة مخمورة تُجبر طائرة Qantas على العودة للبوابة في سيدني
                                           
ads
ads