«طيران الرياض» تبدأ أولى رحلاتها إلى لندن ودبي والقاهرة ومومباي

في خطوة جديدة تؤكد تسارع وتيرة النمو في قطاع الطيران السعودي، تستعد شركة طيران الرياض (Riyadh Air)، أحدث ناقل وطني في المملكة، لإطلاق أولى رحلاتها التجارية خلال الموسم الشتوي الذي يبدأ في 26 أكتوبر 2025 ويستمر حتى 28 مارس 2026، لتبدأ الشركة مرحلة جديدة من المنافسة في الأجواء الإقليمية والدولية.
وبحسب جدول تنسيق الجداول الزمنية لمطار الملك خالد الدولي في الرياض، فإن «طيران الرياض» حصلت رسميًا على خانات زمنية لأربع وجهات رئيسية ستشكل انطلاقتها الأولى نحو الأسواق العالمية، وهي:
- لندن (مطار هيثرو LHR) بعدد 154 رحلة.
- دبي (مطار دبي الدولي DXB) بعدد 112 رحلة.
- القاهرة (مطار القاهرة الدولي CAI) بعدد 56 رحلة.
- مومباي (مطار شاتراباتي شيفاجي BOM) بعدد 35 رحلة.
ويأتي هذا الإعلان ليؤكد أن الشركة تمضي بخطى واثقة نحو تنفيذ خطتها الاستراتيجية الهادفة إلى جعل الرياض مركزًا عالميًا للطيران، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تعزيز موقع المملكة كوجهة محورية تربط بين القارات الثلاث: آسيا، أفريقيا، وأوروبا.
ومن المتوقع أن تُعلن الشركة رسميًا خلال الأيام المقبلة عن أولى وجهاتها التشغيلية الفعلية، بعد الانتهاء من المراحل الأخيرة للتجهيز والتدريب واعتماد الجداول التشغيلية النهائية، وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني (GACA) والجهات التنظيمية الدولية.
اختيار «طيران الرياض» لهذه الوجهات الأربع لم يكن مصادفة، إذ تمثل كل وجهة منها محورًا رئيسيًا للسفر والأعمال والسياحة في مناطقها.
- لندن، العاصمة البريطانية، تعد من أهم مراكز السفر في أوروبا وتستقطب مئات الآلاف من المسافرين من السعودية سنويًا.
- دبي تمثل مركزًا حيويًا للتجارة والسياحة في الشرق الأوسط، وتشكل أحد أهم الوجهات الخليجية من وإلى الرياض.
- القاهرة هي الوجهة العربية الأكثر طلبًا من قبل المسافرين السعوديين، سواء للسياحة أو الأعمال أو الزيارات العائلية.
- أما مومباي فتُعد بوابة الهند الاقتصادية، ما يجعلها من الوجهات الاستراتيجية لتعزيز حركة الأعمال والتبادل التجاري بين البلدين.
يمتد الموسم الشتوي للطيران لمدة 22 أسبوعًا، بدءًا من 26 أكتوبر 2025 وحتى 28 مارس 2026، وتشهد هذه الفترة عادةً ارتفاعًا كبيرًا في حركة السفر من وإلى المملكة، نظرًا لتزايد الطلب على السياحة الخارجية وموسم الإجازات العالمية.
ورغم أن جدول الخانات الزمنية يشير إلى عدد الرحلات المجدولة لكل وجهة، إلا أنه قد لا يتم تشغيلها جميعًا بشكل فوري، حيث تعتمد الجداول النهائية على تسليم الطائرات الجديدة وتوافر الطواقم التشغيلية والاعتمادات الفنية المطلوبة من سلطات الطيران المدني.
تُشير مصادر مطلعة إلى أن «طيران الرياض» تستعد للإعلان عن أول وجهة رسمية خلال الأيام القادمة، في خطوة ستشكل بداية حقبة جديدة للطيران السعودي الحديث، خاصة بعد الجدل الإيجابي الذي أثارته الشركة منذ الكشف عن هويتها الجديدة وتصميم طائراتها الفريد باللونين البنفسجي والأبيض.
وتوقع خبراء الطيران أن تُحدث الشركة نقلة نوعية في تجربة السفر عبر تقديم مستويات غير مسبوقة من الراحة والتقنيات الرقمية على متن أسطولها، الذي سيعتمد على أحدث طائرات بوينج B787 دريملاينر وإيرباص A321neo المجهزة بأحدث أنظمة الترفيه والاتصال.
وتأتي انطلاقة طيران الرياض ضمن خطة الحكومة السعودية لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للطيران المدني، التي تهدف إلى رفع عدد الوجهات الدولية إلى أكثر من 250 وجهة بحلول عام 2030، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات السعودية إلى أكثر من 330 مليون مسافر سنويًا.
كما تواكب هذه الخطوات الطموحة التوسع الكبير في مشروعات البنية التحتية للمطارات السعودية، وعلى رأسها مطار الملك سلمان الدولي بالرياض، الذي يُتوقع أن يكون من أكبر مطارات العالم عند اكتماله.
وتؤكد المؤشرات أن عام 2026 سيكون نقطة تحول محورية لصناعة الطيران في المملكة، مع دخول «طيران الرياض» كمنافس رئيسي إلى جانب «الخطوط السعودية» و«طيران ناس»، لتشكّل الثلاثة معًا منظومة متكاملة تربط المملكة بالعالم وتدعم التنمية الاقتصادية والسياحية.
ويُنتظر أن تساهم هذه الخطوة في خلق آلاف فرص العمل للمواطنين في مجالات الطيران والهندسة والخدمات الأرضية والضيافة الجوية، إلى جانب تعزيز الاستثمارات في قطاع النقل الجوي.
هذا وتمثل الخطوات التي تتخذها «طيران الرياض» اليوم بداية عهد جديد للطيران السعودي، إذ تجمع بين الطموح، الابتكار، والرؤية المستقبلية، لتضع المملكة في صدارة المشهد الجوي العالمي، وتفتح آفاقًا واسعة أمام المسافرين السعوديين والدوليين للاستمتاع بتجربة سفر فريدة من نوعها.