مصر تطلق أول «تاكسي جوي» رسميًا من أمام الأهرامات بالتعاون مع طيران أبوظبي

شهدت القاهرة اليوم حدثًا استثنائيًا في مجال النقل والطيران، حيث تم إطلاق خدمة تاكسي مصر الجوي (Air Taxi Egypt) رسميًا – أول مشروع للنقل الجوي الذكي في مصر – خلال احتفالية كبرى أمام أهرامات الجيزة بحضور الوزراء وكبار الشخصيات والدبلوماسيين ورجال الأعمال والإعلاميين.

يأتي المشروع ثمرة شراكة استراتيجية بين طيران أبوظبي، وهي إحدى أكبر شركات الطيران العمودي في الشرق الأوسط بخبرة تشغيلية وتدريبية تمتد لأكثر من 49 عامًا، وبين القطاع الوطني المصري. وتهدف الشراكة إلى الجمع بين الخبرة الإقليمية والتشغيل المحلي لتقديم خدمة النقل الجوي القصير داخل مصر بمعايير عالمية.

شركاؤنا والخبرة المشتركة

تلعب شركة TCM للاستشارات الاقتصادية، الذراع الاستشاري لمجموعة برايم مصر، دورًا محوريًا في النموذج الاقتصادي للمشروع، حيث تدير دراسات الجدوى والتسويق والتوسع المحلي والدولي.

 كما تشارك شركة طيران أبوظبي بإدارة الأسطول، والتدريب، والتشغيل الفني، مما يعزز التكامل بين الخبرات المحلية والإقليمية في تطوير خدمات النقل الجوي الذكية.

إطلاق العرض التجريبي وخطط التشغيل

شهد الحفل عروضًا تقديمية مفصلة عن المشروع، خليط من الرؤية التشغيلية، والتوسع، والجداول الزمنية، تلاها عرض جوي تجريبي فوق أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير. هذا العرض أظهر قدرات التاكسي الجوي في التنقل بأمان فوق معالم مصر الأثرية، مما جذب الانتباه إلى مدى الأمان والدقة التي تم اعتمادها.

أهداف خدمة Air Taxi Egypt ورؤيتها المستقبلية

تهدف خدمة تاكسي مصر الجوي إلى إحداث تحول جذري في التنقل داخل مصر، من خلال استخدام طائرات عمودية حديثة تربط المدن والمناطق السياحية في زمن قياسي، حيث تبدأ المرحلة الأولى من التشغيل من مطار ألماظة بالقاهرة لتشمل وجهات مهمة مثل:

• العاصمة الإدارية الجديدة

• الشيخ زايد

• الساحل الشمالي

• الجونة

• واحة سيوة

• الوادي الجديد

• شرم الشيخ

• الغردقة

• الأقصر

• وأسوان

كما يُتوقع أن تمتد الخدمة لتشمل الرحلات الفاخرة، والنقل الحكومي والرئاسي، والرحلات الطارئة والطبية، مما يجعلها أكثر من مجرد وسيلة نقل، بل عنصرًا محوريًا في تنشيط السياحة والاستثمار والنقل الذكي.

الفئات المستهدفة ومستويات الخدمة

تُقدّم خدمة Air Taxi Egypt فئتي خدمة رئيسيتين:

• Comfort Class: للفئات التي تبحث عن مزيج من الراحة والكفاءة بأسعار تناسب شرائح واسعة من المستفيدين، مثل السياح المحليين والدوليين أو المستخدمين لرحلات قصيرة بين الأحياء والمناطق السياحية.

• VIP Class: خدمة فاخرة موجهة للوفود الرسمية، ورجال الأعمال، والمناسبات الخاصة، مع خدمات أمنية، مرافقة، صالونات فخمة، ومساعدين تنفيذيين عند الطلب.

تصريحات قيادية تعكس أهمية المشروع

ألقى السفير حمد عبيد الزعابي كلمة أكد فيها أن المشروع يمثل تجسيدًا للعلاقات المتينة بين مصر والإمارات، وأنه نموذج للتعاون في التنمية والتحديث.
ومن جانبه، قال محمود الحاي الهاملي، الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران أبوظبي، إن المشروع خطوة نوعية نحو النقل الجوي الذكي، ويأتي امتدادًا لأكثر من خمسين عامًا من الخبرة في الطيران، ويركز على تقديم حلول نقل متقدمة وآمنة.
أما المهندس تامر وجيه، رئيس مجلس إدارة مجموعة برايم مصر ورئيس شركة TCM، فقال إن المشروع يعكس التزام مصر بالتكنولوجيا المتقدمة والاستدامة، وأن الشراكة بين الأطراف الثلاثة تضيف قيمة حقيقية في جودة الخدمة والتشغيل التجاري.

الأثر على السياحة والاستثمار

يحمل مشروع Air Taxi Egypt أثرًا اقتصاديًا وسياحيًا كبيرًا:

• رفع جاذبية مصر للسياحة الفاخرة: اتصال أسرع بين المعالم السياحية والفنادق والمنتجعات.

• تسهيل السفر للمناطق النائية والجديدة: مثل الواحات، الجونة، وأجزاء من صعيد مصر.

• زيادة فرص الاستثمار العقاري والسياحي في المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية ومدينة العلمين.

• خلق فرص عمل جديدة في التشغيل والصيانة وخدمات النقل والضيافة.

• تعزيز صورة مصر دوليًا كدولة رائدة في تبني النقل الذكي والمستدام.

التحديات والفرص

رغم الحماس الكبير، هناك تحديات يجب معالجتها:

• التأكد من البنية التحتية الكافية لمهابط الطائرات (Vertiports).

• تنظيم النقل الجوي من حيث السلامة، التراخيص، والامتثال للمعايير الدولية للطيران المدني.

• التسعير الاستراتيجي لضمان مقبولية الخدمة دون التضحية بالجودة.

• التدريب المستمر للكوادر التشغيلية والفنية لضمان الأداء المثالي.

ومن جهة أخرى، فرص المشروع كبيرة إذا ما تمّ تنفيذ الرؤية والمتابعة، خصوصًا مع الطلب المتزايد على خدمات التنقل السريع والخدمات السياحية الفاخرة.

النظرة المستقبلية

من المتوقع أن يكون Air Taxi Egypt بداية لسلسلة من الخدمات الجوية المبتكرة في مصر، ومنها:

• إطلاق تطبيق إلكتروني للحجز الفوري ودفع التذاكر.

• التوسع نحو البحر الأحمر، سيناء، الواحات الأخرى.

• الشراكات مع الفنادق والمنتجعات لتقديم رحلات مشتركة.

• استخدام ممارسات النقل الصديقة للبيئة وتكنولوجيا الطائرات الكهربائية إن وُجدت خيارات مستقبلية.