ديسكڤر إيرلاينز تتجه لتوسيع أسطولها إلى 40 طائرة بحلول منتصف 2028

في خطوة جديدة نحو تعزيز مكانتها داخل سوق الطيران الأوروبي، أعلنت شركة ديسكڤر إيرلاينز التابعة لمجموعة لوفتهانزا عن خطة شاملة لتوسيع أسطولها من الطائرات ليصل إلى 40 طائرة بحلول منتصف عام 2028، ضمن استراتيجية تهدف إلى تحديث الأسطول وتحسين الكفاءة التشغيلية واستبدال الطرازات القديمة بأخرى أكثر تطورًا.
وتتضمن الخطة إدخال أربع طائرات من طراز إيرباص A350-900 خلال عام 2027، وهي الطائرات التي كانت ضمن أسطول لوفتهانزا سابقًا، ما يمثل نقلة نوعية في قدرات الشركة التشغيلية على خطوط المسافات الطويلة، توازيها عملية إحلال تدريجية لطائرات A330-200 واستبدالها بطرازات A330-300 الأحدث والأكثر تطورًا من حيث الأداء وكفاءة استهلاك الوقود.
تأتي هذه الخطوة في إطار رؤية ديسكڤر إيرلاينز للانتقال إلى مرحلة جديدة من النمو، من خلال تحديث طائراتها بما يتماشى مع معايير الطيران الحديثة ومتطلبات الاستدامة البيئية.
فالطائرات الجديدة، خاصة طراز A350-900، تُعد من بين الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وتتميز بانبعاثات أقل للغازات الضارة، مع قدرات عالية على الطيران لمسافات طويلة دون توقف، مما يمنح الشركة مرونة أكبر في فتح وجهات جديدة في قارات متعددة.
إضافة إلى ذلك، ستتيح هذه الطائرات الجديدة للشركة تحسين تجربة الركاب بفضل المقصورات الحديثة المزودة بتقنيات متطورة للراحة، مثل الإضاءة الذكية ونظام الترفيه الجوي المتقدم، مع مساحة أكبر في مقاعد درجة رجال الأعمال والدرجة الاقتصادية الممتازة.
وفقًا للجدول الزمني الذي أعدّته إدارة الشركة، من المقرر أن يبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة خلال عام 2026، والتي تتضمن استبدال طائرات A330-200 بطائرات A330-300 لتلبية الطلب المتزايد على الرحلات الترفيهية بعيدة المدى، ثم إدخال طائرات A350-900 بداية من منتصف عام 2027.
وبحلول عام 2028، ستصبح الشركة قادرة على تشغيل أسطول مكون من 40 طائرة موزعة بين طائرات A320 للمدى القصير والمتوسط، وطائرات A330 وA350 للمدى البعيد، وهو ما يعزز قدرتها على المنافسة في سوق الرحلات الترفيهية العالمي الذي يشهد نمواً سريعاً بعد التعافي من آثار جائحة كورونا.
مع وصول طائرات A350-900 إلى أسطولها، ستتمكن ديسكڤر إيرلاينز من توسيع شبكة وجهاتها الدولية لتشمل مدناً جديدة في آسيا، وأمريكا الجنوبية، وجنوب أفريقيا، إضافة إلى الوجهات الأوروبية التقليدية التي تعتمد عليها الشركة في عملياتها الحالية.
وتستهدف الشركة من خلال هذه الخطوة تلبية الطلب المتزايد على السفر الترفيهي طويل المدى، مع التركيز على توفير رحلات مريحة ذات كفاءة عالية في التشغيل، مما يسهم في تعزيز تنافسيتها ضمن مجموعة لوفتهانزا وفي السوق الأوروبي بشكل عام.
ورغم الطابع الطموح للخطة، إلا أن تنفيذها يتطلب مواجهة مجموعة من التحديات اللوجستية والتشغيلية، أبرزها:
-
دمج الطرازات الجديدة في الأسطول الحالي:
إدخال طائرات A350-900 يتطلب تدريب أطقم الطيران والصيانة، وتحديث أنظمة الدعم الفني بالمطارات، وهو ما يحتاج إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية والموارد البشرية. -
إدارة عملية الإحلال دون تعطيل التشغيل:
استبدال طائرات A330-200 بطرازات A330-300 يجب أن يتم بسلاسة لضمان استمرار الرحلات دون تأخير أو تأثير على الخدمة المقدمة للعملاء. -
الحفاظ على التوازن بين الجودة والتكلفة:
في ظل المنافسة القوية في سوق الرحلات الترفيهية، يجب على الشركة الحفاظ على أسعار تنافسية مع مواصلة الاستثمار في الراحة والتكنولوجيا داخل الطائرة. -
التكيّف مع متطلبات الاستدامة:
مع تزايد القيود البيئية في أوروبا، تحتاج الشركة إلى تحقيق معدلات انبعاث منخفضة تواكب أهداف الاتحاد الأوروبي لخفض البصمة الكربونية.
باعتبار ديسكڤر إيرلاينز جزءًا من مجموعة Lufthansa Group، تحظى الشركة بدعم إداري ولوجستي قوي من المجموعة الأم التي تمتلك خبرات واسعة في تشغيل أساطيل الطائرات الحديثة.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الشراكة في تسريع وتيرة تنفيذ الخطة من خلال نقل الخبرات، وتوفير التدريب، وتوحيد إجراءات الصيانة والإدارة التشغيلية.
كما يُتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز التكامل بين ديسكڤر إيرلاينز وشركات المجموعة الأخرى مثل لوفتهانزا، يوروفينغز، وسويس، في ما يتعلق بتبادل الوجهات وتحسين شبكة الربط بين المدن الأوروبية والعالمية.
تسعى ديسكڤر إيرلاينز لأن تكون الوجهة الأولى للمسافرين الباحثين عن رحلات ترفيهية مريحة وموثوقة من ألمانيا إلى العالم. ومع تنفيذ خطة التوسّع الجديدة، فإنها تضع نفسها على طريق التحول إلى شركة أكثر تنافسية من حيث الكفاءة، الخدمة، والاستدامة.
ويؤكد مراقبون في قطاع الطيران أن هذه الخطوة ستجعل الشركة واحدة من أسرع شركات الطيران الترفيهية نموًا في أوروبا، خاصة بعد إدخال طائرات A350-900 التي تُعتبر من الطرازات المتفوقة في تقنيات الأمان والراحة وكفاءة التشغيل.
هذا وإن خطة ديسكڤر إيرلاينز لتوسيع أسطولها إلى 40 طائرة بحلول عام 2028 ليست مجرد مشروع تطوير داخلي، بل استراتيجية تحول شاملة تستهدف بناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة للشركة، بما يعزز قدرتها على المنافسة العالمية.
ومع دخول الجيل الجديد من الطائرات الحديثة الخدمة، يتوقع أن تحقق الشركة نقلة نوعية في الأداء والخدمات، مما يجعلها أحد أبرز الأسماء الصاعدة في عالم السفر الترفيهي خلال السنوات القادمة.