رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

جارديان ترصد شهادات مروعة عن فظائع الدعم السريع في الفاشر

الخميس 30/أكتوبر/2025 - 12:15 م
الحياة اليوم
معتز محمود
طباعة

نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية تحقيقا ميدانيا بعد سقوط مدينة الفاشر في شمال دارفور بأيدي ميليشيا الدعم السريع حيث فر الآلاف في حالة من الذعر حاملين شهادات مروعة عن قتل المدنيين.

كانت الممرضة نوال خليل البالغة من العمر ٢٧ عاما متطوعة بمستشفى الفاشر الجنوبي عندما استولت ميليشيا الدعم السريع على المدينة يوم الأحد. وتستطرد إنها كانت تعالج مرضاها عندما بدأ الهجوم وقالت: "لقد قتلوا ستة جنود جرحى ومدنيين وهم في أسرتهم بعضهم من النساء، لا أعرف ما الذي حدث لبقية مرضاي، اضطررت إلى الهروب عندما اقتحموا المستشفى".

وأفادت تقارير أن أكثر من ألف شخص، من بينهم نساء وأطفال، ساروا لمدة يومين للوصول إلى بلدة طويلة في شمال دارفور بعد فرارهم من الفاشر التي سقطت عقب حصار استمر 18 شهرا. وتقع طويلة على بُعد نحو 55 كيلومترا غرب الفاشر وتخضع لسيطرة فصيل جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.

واتهمت "القوات المشتركة" المتحالفة مع الجيش السوداني، يوم الثلاثاء، "الدعم السريع" بقتل أكثر من 2000 مدني منذ سقوط المدينة. وأعلنت الأمم المتحدة أن هناك مقاطع فيديو تظهر عشرات الرجال العزل وقد أُطلق عليهم النار أو وُجدوا قتلى محاطين بعناصر من الدعم السريع.

ووفقا لروايات شهود، ما زال آلاف المدنيين في جرني جنوب غرب الفاشر محاصرين من قبل "الدعم السريع" وميليشيات متحالفة معها. ووفق ناجين وصلوا إلى طويلة، يُحتجز هؤلاء لأنهم عاجزون عن دفع فدية تتراوح بين 5 و10 ملايين جنيه سوداني (ما يعادل 8 آلاف إلى 16 ألف دولار). أما من لا يستطيعون الدفع فقد احتُجزوا أياما، وأُفرج عن بعضهم فقط بعد تدهور حالتهم الصحية.

وقال آدم يعقوب، سائق يبلغ من العمر 28 عاما من سنار بوسط السودان، إنه نجا بأعجوبة بعد أن أسره ثلاثة من أفراد الميليشيات يمتطون الجمال قرب جرني وروى قائلا: "أرادوا قطع رأسي بسكين"، مشيرًا إلى ذراعه التي ضُربت ببندقية كلاشنيكوف.

وأضاف يعقوب: "لكن أحدهم عرفني لأن أخاه كان يعمل معي، فتوسل إليهم ألا يقتلونني. كنا 18 شخصا خرجنا معا من الفاشر، لكن ثمانية فقط وصلوا إلى طويلة. أعتقد أن الباقين قتلوا".

وشاهد يعقوب 22 جثة قرب ما سماه "بئرا وهمية" تستخدمها ميليشيا الدعم السريع وميليشياتها كفخ بين جرني وطويلة. إذ يسير الناس مسافات طويلة بلا ماء وعندما يصلون عند البئر الوهمي متوهمين حصولهم على الماء يفتح عليهم الجنود النار.

وأفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنها تواجه تدفقا هائلا على عيادتها في مستشفى طويلة إذ كشفت عن وصول أكثر من ألف شخص من الفاشر ليلا سيرا على الأقدام أو في شاحنات بعد رحلة شديدة الخطورة. كان كثير منهم في حالة ضعف شديد، يعانون من سوء تغذية وجفاف.

                                           
ads
ads
ads