تقدم تشريعي مصري لافت في دبي للطيران 2025.. رؤية مبتكرة لمواءمة القوانين العالمية
شهد معرض دبي للطيران 2025 واحدة من أبرز الجلسات المتخصصة في سياسات الطيران والاستدامة، والتي جاءت تحت عنوان: "التغلب على الإرهاق التنظيمي.. القوانين العالمية والواقع الإقليمي"، وذلك ضمن مؤتمر الاستدامة Aerospace 2050، وسط مشاركة واسعة من ممثلي هيئات وشركات الطيران من مختلف دول العالم.
الجلسة ناقشت بشكل معمّق التحديات المتزايدة أمام قطاع الطيران مع توسع اللوائح التنظيمية العالمية، وسبل مواءمتها مع قدرات وإمكانات كل منطقة، إضافة إلى استعراض أفضل الممارسات الدولية في مجال الاستدامة وتعزيز التنسيق بين الجهات التشريعية وصناع القرار.
وشارك في الجلسة عدد من المسؤولين والخبراء البارزين، كان من بينهم ممثل مصر الطيار كريم جميل، مستشار رئيس سلطة الطيران المدني المصري، ومسؤول الابتكار والسلامة المستقبلية بهيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة.
كما شاركت المهندسة مريم البلوشي المفاوضة الرئيسية للإمارات في ملف تغيّر المناخ للطيران، والسيدة سارة عبدالله رئيس قسم بيئة الطيران بهيئة دبي للطيران المدني، وأدارت الجلسة السيدة فرح مسمار مديرة الاستدامة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA).
وأكد الطيار كريم جميل خلال الجلسة أن مصر نجحت في دمج الالتزامات الدولية داخل منظومة الطيران الوطنية بصورة مباشرة وشاملة، عبر مواءمة التشريعات بالكامل مع معايير منظمة الطيران المدني الدولي ICAO. وأوضح أن تحديث وتقديم خطة العمل الوطنية الثانية 2025 للإيكاو يعكس التزام الدولة بتحقيق الهدف العالمي طويل المدى لخفض الانبعاثات، من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز البنية التحتية للمطارات وتطوير أنظمة الملاحة الجوية والبيئة التشغيلية.
وأشار ممثل مصر إلى أن استراتيجية وزارة الطيران المدني تركز على تطوير جميع الأنشطة وفق أعلى المعايير الدولية، بما يعزز جاهزية المطارات المصرية والتوافق مع المتطلبات العالمية الحديثة. وشدد على أن حصول مطار القاهرة الدولي على جائزة الريادة في الاستدامة كأكبر مطار في إفريقيا من مجلس المطارات الدولي ACI، وتحقيق مطار الغردقة الدولي صفرية نفايات، يعكس حجم الجهود المبذولة على أرض الواقع.
وفي إطار تعزيز الاستدامة التشغيلية، أكد جميل أن مصر أصبحت اليوم في موقع ريادي على مستوى المنطقة في مجال إنتاج الوقود الحيوي المستدام للطيران SAF، بفضل مشروعها الوطني الذي تنفذه شركة ESAF بطاقة تصل إلى 120 ألف طن سنويًا، ما يجعل البلاد مركزًا محوريًا لدعم الدول المجاورة في تلبية متطلبات التحول الأخضر في الطيران.
كما تعمل مصر بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي ICAO ومرفق البيئة العالمي GEF على تنفيذ مشروعات نوعية، أبرزها مشروع تطوير منظومة الإطفاء والتخلص التدريجي من مواد PFAS في مطاري القاهرة وشرم الشيخ، واستبدالها ببدائل صديقة للبيئة، ما يعكس التزام الدولة بتطبيق أعلى المعايير العالمية في حماية البيئة.
ومع استمرار العمل على تحديث التشريعات، وتطوير البنية التحتية، وتوسيع التعاون الدولي، تواصل مصر تثبيت مكانتها كقوة إقليمية صاعدة في قطاع الطيران المستدام، وبما يتوافق مع رؤية مصر 2030 ويعزز ريادتها في دعم التحول الأخضر عالميًا.