رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

انحراف طائرة إماراتية A380 أثناء هبوطها في أوكلاند وسط أمطارغزيرة

الجمعة 05/ديسمبر/2025 - 01:05 ص
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

شهد مطار أوكلاند الدولي في نيوزيلندا حادثًا مقلقًا، بعدما تعرضت طائرة إيرباص A380-861 تابعة لطيران الإمارات والمسجّلة A6-EUE لانحراف على المدرج أثناء هبوطها في ظل أحوال جوية بالغة الصعوبة. 

وكانت الطائرة تنفّذ الرحلة الطويلة EK-448 القادمة من دبي إلى أوكلاند، والتي تُعتبر من بين أطول الرحلات التجارية في العالم.

وفق المعلومات الأولية، هبطت الطائرة العملاقة على المدرج 05R في مطار أوكلاند بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة أثرت على مستوى الاحتكاك بين الإطارات وسطح المدرج. وخلال مرحلة اللمس الأولى بالمدرج، انحرفت الطائرة قليلًا نحو الجهة اليمنى قبل أن يتمكن الطيارون من استعادة السيطرة وإرجاعها إلى خط المركز بمهارة، ليكتمل الهبوط بنجاح دون أي إصابات بين الركاب أو أفراد الطاقم.

وأكدت مصادر من المطار أن الطائرة ظلت مستقرة بالكامل بعد التباطؤ النهائي، وتم توجيهها إلى ساحة الوقوف لإجراء الفحص الفني المعتاد بعد مثل هذه الحالات.

عقب توقف الطائرة، باشرت فرق الصيانة التابعة لطيران الإمارات وطاقم الدعم الأرضي في مطار أوكلاند عمليات الفحص الفني الأولي. وتبين وجود أضرار في إطاريّن من إطارات الطائرة، يُرجّح أنها نتجت عن الانزلاق على سطح مدرج مبتل بفعل الأمطار، إضافة إلى احتمالية تأثير عملية الكبح في الظروف الرطبة.

ونظرًا لحجم الطائرة A380 وتعقيد نظام الهبوط الخاص بها، قررت الشركة إخضاع الطائرة لفحص تفصيلي قبل عودتها إلى الخدمة، يشمل مراجعة نظام المكابح، الإطارات، حساسات الجر، وأنظمة التوجّه أثناء الهبوط، حيث من المتوقع أن تستغرق عملية الفحص بعض الوقت لضمان إعادة الطائرة إلى عملياتها التشغيلية بأعلى مستويات الأمان.

أعلنت لجنة التحقيق في حوادث الطيران النيوزيلندية TAIC عن فتح تحقيق رسمي لتحديد الأسباب الدقيقة وراء الانحراف، مؤكدة أن الحادث، رغم محدوديته، يُعد مهمًا نظرًا لحجم الطائرة وعدد الركاب الذين كانت تنقلهم.

وسيركز التحقيق على عدة محاور محتملة، منها:

  • شدة تساقط الأمطار وتأثيرها على معامل الاحتكاك في المدرج.

  • حالة سطح المدرج وفعالية نظام تصريف المياه.

  • استجابة المكابح في اللحظات الأولى بعد اللمس.

  • أنظمة الطائرة الإلكترونية المرتبطة بالهيدروليك والتحكم الأرضي.

  • تقييم أداء الطيارين خلال عملية الهبوط في الظروف الجوية الصعبة.

ومن المتوقع أن تقدم اللجنة تقريرًا أوليًا خلال الأسابيع المقبلة، بينما قد يستغرق التقرير النهائي عدة أشهر.

من جانبها، أكدت طيران الإمارات أن الهبوط تم “بسلام ودون أي إصابات”، وأن الطائرة تخضع للفحص الفني الكامل وفق الإجراءات المعتادة لضمان أعلى معايير السلامة. كما أشادت الشركة بكفاءة الطاقم الذي تعامل بسرعة وبمهنية مع الموقف خلال الظروف الجوية القاسية.

يمثل هذا الحادث تذكيرًا بالتحديات التي تواجهها الرحلات الجوية في الظروف المناخية المتقلبة، حتى بالنسبة للطائرات العملاقة مثل A380.

 ورغم أن الانحراف كان محدودًا ولم يسفر عن إصابات، إلا أن فتح تحقيق شامل يعكس أهمية الوقوف على الأسباب الحقيقية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، والحفاظ على أعلى مستويات الأمان في قطاع الطيران العالمي.


                                           
ads
ads
ads