الخطوط الجوية السعودية تتوسع بسرعة لدعم رؤية 2030 واستقبال 330 مليون زائر
تمضي الخطوط الجوية السعودية (Saudia) بخطوات متسارعة في تنفيذ خطة تحديث شاملة لدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تستهدف جذب نحو 330 مليون زائر سنويًا، من بينهم 150 مليون سائح وقرابة 30 مليون معتمر وحاج، في إطار استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للسياحة والنقل الجوي.
وأظهرت بيانات النصف الأول من عام 2025 زخمًا واضحًا في أداء الناقل الوطني، حيث نقلت «السعودية» نحو 17.5 مليون مسافر خلال الأشهر الستة الأولى من العام، محققة نموًا بنسبة 7.2% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وهو ما يعكس تعافي الطلب واستمرار الزيادة في حركة السفر من وإلى المملكة، مدفوعًا بالتوسع السياحي وتنامي حركة السفر الديني والتجاري.
ويُعد تحديث الأسطول أحد أبرز ركائز هذه الاستراتيجية، إذ تخطط الخطوط السعودية لضم 116 طائرة جديدة إلى أسطولها حتى عام 2030، تشمل طائرات بوينج 787 دريملاينر المخصصة للرحلات الطويلة، إلى جانب طائرات إيرباص A321neo وA321XLR، التي توفر كفاءة تشغيلية عالية ومدى أطول يخدم شبكات الرحلات المتوسطة والطويلة.
هذا ومن المنتظر أن تتم عمليات التسليم بشكل منتظم ومتسارع، حيث سترتفع وتيرة الاستلام من طائرة واحدة شهريًا في عام 2026 إلى طائرة واحدة أسبوعيًا خلال عام 2027، في مؤشر على حجم التوسع المخطط له خلال السنوات القليلة المقبلة.
كما وتعمل « الخطوط الجوية السعودية» بالتوازي على تعزيز شبكتها الدولية، مع تركيز واضح على الأسواق الأوروبية والأفريقية، إلى جانب دراسة فرص نمو إضافية في القارة الآسيوية، بما يتماشى مع ارتفاع الطلب على السفر إلى المملكة لأغراض السياحة والعمل والحج والعمرة، حيث يُعد السوق البريطاني الأكبر للخطوط السعودية في أوروبا، حيث تُسيّر الشركة نحو 54 رحلة أسبوعيًا إلى المملكة المتحدة، ما يعكس أهمية هذا السوق ودوره المحوري في دعم حركة السفر الدولية.
وتتبنى الخطوط الجوية السعودية نموذج تشغيل يعتمد بشكل أساسي على حركة السفر من نقطة إلى نقطة (Point to Point)، بدلًا من الاعتماد الكلي على نموذج الترانزيت، وهو ما يتماشى مع طبيعة الطلب المتزايد على السفر المباشر إلى المملكة، سواء من السياح أو الزوار الدينيين، حيث يسهم هذا التوجه في تحسين تجربة المسافرين وتقليل زمن الرحلات، فضلًا عن دعم الكفاءة التشغيلية.
وفي السياق ذاته، تلعب التحولات الديموغرافية والتكنولوجية داخل المملكة دورًا مهمًا في دعم هذا التوسع، حيث تتمتع السعودية بقاعدة سكانية شابة تسهم في تسريع وتيرة التحول الرقمي داخل قطاع الطيران، سواء على مستوى الحجز والخدمات الرقمية أو تجربة السفر الذكية في المطارات والطائرات.
ومن جانبه، أعرب آرفيد فون تسور مولن، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في الخطوط السعودية، عن ثقته في أن الاستثمارات القوية في قطاع السياحة والنمو المستمر في أعداد المسافرين سيشكلان ركيزة أساسية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، مؤكدًا أن الشركة تسير على الطريق الصحيح لتلبية الطلب المتزايد، وتعزيز دورها كأحد أهم الناقلات في المنطقة.
وتعكس هذه المؤشرات مجتمعة مرحلة تحول محورية في مسيرة الخطوط السعودية، حيث تسعى إلى الجمع بين التوسع السريع، وتحديث الأسطول، وتعزيز الشبكة الدولية، بما يدعم طموحات المملكة ويواكب التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الطيران العالمي.
