ربح شركات الطيران لعام 2025
حسب تقرير الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، حققت شركات الطيران في العالم هامش ربح قدره 3.9% في عام 2025، وهو ما يعكس تحسنًا نسبيًا في الأداء المالي لهذا القطاع بعد سنوات من التقلبات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا.
كما سجلت شركات الطيران صافي ربح قدره 7.9 دولار عن كل راكب، مما يشير إلى استقرار جزئي في عمليات الطيران رغم التحديات المستمرة في أسواق النقل الجوي.
الشرق الأوسط: القائد في الربحية في 2025
من بين المناطق التي شملها التقرير، تصدرت منطقة الشرق الأوسط قائمة المناطق الأكثر ربحية. حيث سجلت شركات الطيران في هذه المنطقة هامش ربح بلغ 9.3%، وصافي ربح قدره 28.6 دولار عن كل راكب، حيث يعود هذا الأداء المتميز إلى عدة عوامل، منها انتعاش حركة السفر بشكل ملحوظ في الأسواق الخليجية، وتزايد الطلب على السفر الجوي الدولي والمحلي، فضلًا عن استثمارات كبيرة في تحديث الأساطيل والطائرات.
تعد شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط، مثل "طيران الإمارات"، "الاتحاد للطيران"، و"الخطوط السعودية"، من أبرز اللاعبين في هذا المجال، وقد استفادت من النمو الكبير في حركة السياحة والاقتصاد الإقليمي الذي يتجه نحو التنوع والاستدامة، كما ويُضاف إلى ذلك زيادة السياحة الدينية من خلال مكة والمدينة، وكذلك الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس العالم في قطر.
أوروبا وأمريكا الشمالية: استقرار في الربحية
على الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط تميزت في عام 2025، إلا أن أوروبا تظل واحدة من المناطق الرائدة في سوق الطيران العالمي. حيث سجلت شركات الطيران الأوروبية هامش ربح قدره 4.8%، وصافي ربح 10.6 دولار عن كل راكب. وفي الولايات المتحدة وكندا، التي تشكل منطقة أمريكا الشمالية، سجلت شركات الطيران هامش ربح بلغ 3.3%، وصافي ربح قدره 9.5 دولار لكل راكب.
ويعود هذا الاستقرار في أمريكا الشمالية إلى الطلب القوي على الرحلات الداخلية والدولية، مما يساعد على زيادة الإيرادات، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الشركات الكبرى لزيادة كفاءة العمليات.
أمريكا اللاتينية: تباين في الربحية
بينما سجلت أمريكا اللاتينية نموًا إيجابيًا في عام 2025، لا يزال مستوى الربحية في هذه المنطقة أقل مقارنة بالمناطق الأخرى. فقد سجلت شركات الطيران في أمريكا اللاتينية هامش ربح قدره 5.3%، وصافي ربح قدره 7.3 دولار عن كل راكب.
كما ولا يزال هذا يعد تحسنًا مقارنة بالأعوام السابقة، حيث كانت الشركات في المنطقة تواجه صعوبات جمة بسبب التقلبات الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى انخفاض الحركة الجوية خلال جائحة كورونا. مع ذلك، يشهد سوق النقل الجوي في أمريكا اللاتينية تحسنًا مستمرًا بفضل النمو في الطلب على السفر داخل القارة وتزايد أعداد السياح الدوليين.
آسيا وأفريقيا: مناطق تعاني من ضعف الربحية
أما بالنسبة لمناطق آسيا وأفريقيا، فقد شهدت الشركات في هاتين المنطقتين أقل مستويات للربحية في عام 2025. في آسيا، بلغ هامش الربح 2.3%، وصافي ربح قدره 3.3 دولار عن كل راكب، بينما كانت إفريقيا الأقل ربحية، حيث سجلت الشركات في القارة هامش ربح بلغ 1.1%، وصافي ربح 1.4 دولار فقط لكل راكب.
وتعكس هذه الأرقام التحديات العديدة التي تواجهها شركات الطيران في هاتين المنطقتين، مثل انخفاض القدرة الشرائية للسكان، والأزمات الاقتصادية المستمرة، بالإضافة إلى البنية التحتية المحدودة لبعض أسواق الطيران في دول أفريقية وآسيوية.
استقرار هوامش الربح في 2026
وبالنسبة للعام المقبل، من المتوقع أن تستقر هوامش الربح لشركات الطيران خلال عام 2026، مع احتمالية حدوث تغييرات طفيفة في بعض المناطق. ومن المتوقع أن تحافظ شركات الطيران في الشرق الأوسط على أدائها القوي بفضل الطلب المستمر على السفر الجوي في المنطقة.
أما في أمريكا اللاتينية، فمن المحتمل أن تستمر تحسن الأرباح بفضل تزايد النمو في الحركة الجوية، في حين ستواصل الشركات في آسيا وأفريقيا مواجهة تحديات تتعلق بالربحية.
تحديات وفرص في المستقبل
رغم التحسن في بعض المناطق، تبقى شركات الطيران في مواجهة تحديات كبرى، أبرزها ارتفاع أسعار الوقود وتقلبات سعر الدولار، التي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على هامش الربح. إضافة إلى ذلك، تبقى التوقعات مرتبطة بقدرة شركات الطيران على الاستفادة من الفرص الجديدة، مثل التوسع في أسواق جديدة، والاستثمار في الأساطيل الحديثة، وزيادة كفاءة العمليات.
هذا ويشير تقرير IATA إلى أن صناعة الطيران العالمية ستظل بحاجة إلى مرونة وقدرة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية، كما إنه مع توقعات بتحقيق استقرار نسبي في الأرباح خلال العام المقبل، فإن تحركات شركات الطيران في تبني تقنيات جديدة، وزيادة الاستثمارات في السوق المحلي والدولي، ستكون المفتاح لتحقيق النجاح والنمو المستدام في المستقبل القريب.