رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

الاتحاد.. النظام.. العمل

السبت 12/سبتمبر/2020 - 06:55 م
الحياة اليوم
محمد العايدي
طباعة

تستمر "الحياة اليوم" في سرد ذكريات مؤرخ الإسماعيلية جلال عبده هاشم حيث نتناول الحياة ما بعد ثورة 23 يوليو 1952 تحت شعار الثورة "الاتحاد والنظام والعمل".

ثلاث كلمات أُعلنت في بداية ثورة يوليو 1952م كانت الشعار الذي أطلقه ثوار يوليو برئاسة الرئيس محمد نجيب؛ أول رئيس لجمهورية مصر العربية، أعلن هذه الكلمات الثلاثة، وأعلن أيضاً أنها ستكون خطة الثورة لبناء وطن ومستقبل زاهر. انتشر هذا الشعار بالمدارس جميعها بكل المستويات، وانتشر نشيداً وطنياً تغنَّى به الشعب المصري أجمعه، وشدت به الفنانة ليلى مراد، فكان هذا النشيد مسموعاً على فترات متقاربة سواء في المدارس أو في السينما أو التجمعات الشبابية، فالجميع يشدو بـ"الاتحاد والنظام والعمل"؛ لدرجة أننا ونحن أطفال شعرنا وتأكد لنا أن هذا الشعار هو الهدف الأول الذي به سنحقق كل أحلامنا ومستقبلنا.

وقد غرس هذا الشعار في نفوسنا الوطنية، وأن الوطن يحتاج منا كي نتقدم به إلى اتحاد ونظام، وعمل، وفعلاً كنا متحدين كشعب قوي متصف بالصلابة والقوة، وأن الأعداء وتهديداتهم لا تخيفنا، وأيضاً كنا منظمين؛ الجميع كان منظم، أي يعرف ما له وما عليه، لا يحق لمواطن أن يخرق النظام أو يتحايل عليه، فكان النظام من أُسس من أجله حياتنا اليومية، اما العمل فكان العمل أهم شعار لتحقيق ناتج الاتحاد والنظام، فكان الجميع يتحدوا ويتعاونوا على العمل السليم الممزوج بالاتفاق والتفاني لا عمل "نُص نُص"، بل عمل مكتمل غير ناقص؛ لذا كان المواطن مرتاح – مبسوط – سعيد لا قلق ولا عصبية.

الآن ومع زمن التقدم والتكنولوجيا تلاشى الاتحاد، وانعدم النظام، وقل العمل؛ مما نتج عنه هذه الحياة التي يشكوا منها الجميع، الجميع يريد اتحاد والبعض لا يهتم، الجميع يريد نظام والآخر لا يعجبه. والعامل يعمل ولا يُتقن، والناس محتارة – متضايقة – غضبانة قلقة، لا مشكلة عندنا كشعب عظيم إلا أن نتحد وأن ننظم أنفسنا، وأن تعمل بضمير وإتقان، وأن هذا الشعار لابد أن يعود إحياءه ونشر هو الإنشاد به في كل وقت وكل لحظة، يجب أن يعلق على يافطات المحلات والجهات الحكومية، والمصانع، والمستشفيات، كل جهة لها تعامل مع المواطن.. ويجب غرس هذا الشعار في نفوس أطفالنا ليصبحوا متحدين، منظمين، عاملين بذمة وضمير، يستطيعوا أن يخطوا بوطنهم ومستقبلهم إلى آفاق الحياة الكريمة السهلة، لا تقيدات، لا بيروقراطية، لا إهمال، يجب أن يتعلم الجميع كيف نتحد في مواجهة مشاكلنا بشتى أنواعها، وأن ننظم أنفسنا في كل شيء "المواعيد، الاتفاقات"، الهدف الذي نسعى إلى الوصول إليه، يجب أن نعمل بجدية واتزان، نعمل بإتقان وتطور، نعمل بكل طاقة يجب أن نطلقها، يجب أن نُسرع حتى لا يفوتنا قطار التقدم، يجب عمل كل شيء صحيح، ويجب أن يقتنع المواطن عن طيب خاطر بأن الوطن محتاج لاتحاده ونظامه وعمله، والأمر مفوض لكل مواطن؛ سواء اقتنع بهذا الشعار من عدمه، ولكن لا ننسى بأن الأجيال القادمة وأولادنا وأطفالنا قريباً إما سيذكروننا بالثناء، وإما سيذكروننا بالتقصير والإهمال، والله يمهل ولا يهمل.     

                                           
ads
ads
ads