رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

جنون المراهقين عباقرة المستقبل

الثلاثاء 24/نوفمبر/2020 - 01:09 م
محمد سلامة شاعر وموسيقار
محمد سلامة شاعر وموسيقار
محمد سلامة - شاعر وموسيقار
طباعة


اللي ماكبرش وهو صغير، هيعيش طول عمره صغير، واللي من يوم ما اتولد اتربَّى على نظرة الاحترام من الكبير، هيعيش عمره يحمد ربنا على نعمة البيت المسئول اللي كان أرض خصبة لكل صرح مُتَّزِن، ونبدأ الحكاية من البداية..

صراع الأجيال أمر واقع بنعيشه كل لحظة في حياتنا، اختلاف الثقافات والقناعات ومفردات لغة الحوار بين الآباء والأبناء وخصوصًا في سن المراهقة اللي فيه بيكون الأب والأم عاشوا تجارب وخبرات يجهلها الأبناء ورافضين يقبلوها أويتعلموا منها ،

ولما نحلل أي نقاش بين الأباء والابناء نكتشف:

إن الابناء بيدافعوا من وجهة نظرهم عن :

حريتهم وقناعاتهم وحقّهم في اكتشاف الواقع بنفسهم، رافضين "الوصاية الفكرية" من الآباء، مؤمنين بأن أسلوبهم المختلف في إدارة شئون الحياة هو الأصحّ اللي هيحقق نتائج مختلفة بخبرات جديدة أفضل،

وبتمر السنين اللي بتجبرنا على احترام وجهات نظرهم في زمنهم، اللي كتير بتكون هيّ الأصح.

وفي مجتمع بيعشق الأمثال الشعبية جعلت منه أرض خصبة لكل المتناقضات، بدأ الحوار كالتالي :

قال الأب للأبناء: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، واللي يصبر ينول، الغايب حجّته معاه والأخير ربّه كريم، وكل تأخيرة وفيها خيرة.

رد الأبناء وقالوا: خيرُ البِرِّ عاجِلُه، اعقلها وتوكل، واطرق الحديد وهو ساخن، الغايب ما لوش نايب، واللي سَبق أكل النَبق.

رد الآباء: الاتحاد قوّة، وإيد لوحدها ما تصقفش، والكترة تغلب الشجاعة، والقُفّة أم ودنين يشيلوها اتنين.

لم يستسلم الأبناء، وقالوا: جبتك ياعبد المُعين تعينني لقيتك ياعبد المُعين تتعان، العبد لله مسك الحديد تناه، والشقاوة فينا بس ربنا هادينا، يوضع سره ف أضعف خلقه، وأخيرًا: والجري نص الجدعنة، مَن خاف سِلم.

وطال الحديث، وامتد، وتشعب بالطرفين إلى حيث لا طريق التقاء بينهما، حيث كل طرف لديه عقيدة بأنه الحقيقة. ولكن كانت هناك الحقيقة الوحيدة التي لا جدال فيها حسمت الأمر، وهي "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، وهي ما أحدثت في الطريقين المتخذين وجهة واحدة ميلاً قرَّب شيئًا فشيئًا من الخطوط، فبدأت الأمثال تتقارب، فألقى الآباء بياضهم: إن كبر ابنك خاويه

رد الأبناء: مصارين البطن بتتخانق، واللي له ضهر مايضربش علي بطنه.

وهنا تحوَّل مسار الكلام كله من جدل إلى ارتفاع الضحكات من القلوب، ورُفِعَت الجلسة.

بعد ما ضحكنا، حابب أقول لكم كلمتين:

ماتلوموش المراهقين لو انفجروا من شدة الضغط. الله يكون في عونهم وعون أولادنا. زمنهم صعب.. ثورات وتفجيرات وغلاء معيشة وكمامات وحظر منزلي، ونظام جديد لتعليم عن بُعد في زمن وباء مميت سرق منّا الأمان، وأحلام مبتورة في موسم حصاد ما لهوش ميعاد. والله أبطااال، شايلين جباااال الصبر على ظهرهم ومستحملين.

كويس إنهم لسه بيعرفوا يضحكوا ويضحَّكونا معاهم. طبطبوا عليهم، وادعوا لهم بكل الخير. الحب والحِنِّيَّة والعطاء بيزرعوا البِرّ في قلوب الأبناء. أمّا القسوة والعنف والحرمان فبينزعوا الرحمة من القلوب. وساعات بينزعوا القلوب نفسها، ويستبدلوها بصخر.. صخر يحرمكم من جمال دعائهم بالخير، وقت مانكون في أمس الحاجة للدعاء.

                                           
ads
ads
ads