رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

الاختلاف بين الثقافة والخِلاف

الجمعة 18/ديسمبر/2020 - 11:02 ص
الحياة اليوم
محمد سلامة - شاعر وموسيقار
طباعة


من روائع اللغة وبلاغتها "التضاد" الذي يُظهِر المعنى ويوضح قيمته.

والتضاد: هو قمَّة الاختلاف. والاختلاف "ثقافة"، والهدف من الثقافات:

تكوين رأي ورؤية واضحة مبنية على منطق سليم وفكر منظم له جذور عميقة وفروع ممتدة إلى السماء، وثمار طيبة المذاق تُجيب على أكثر الأسئلة تعقيدا، بمنتهى السلاسة واليُسر والتبسيط،

وتروي ظمأ الباحثين عن الحقيقة في صحراء المعرفة وسرابها الخادع بين سطور "شيطان مثقف" وعنوان برّاق، وجاهل أجوف، تَخفَّى في عباءة عابد، واعتلى منبر إمام عادل حكيم.

وفي حوار الثقافات ما فيش مجال للزعل بين المتحاورين.. رأيك يخصك ولك كل الاحترام ورأيي يخصني، واحترامي فرض وسُنَّة وواجب وقانون مُلزِم للجميع. مش باشرح رأيي لإقناعك أو تغيير قناعاتك، أو باسمع رأيك للاعتراض عليه ومُقاطعتك، أو تَصيُّد الأخطاء واجتزاء أنصاف حديث غير مُكتمِل الشرح؛ لتشتيت فِكر المُتحدث وتضليل المستمع.

وكما قال الإمام الشافعى رحمه الله: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأيك خطأ يحتمل الصواب، وكما قال الشيخ الغزالي: إذا احتدمت المعركة بين الحق والباطل حتى بلغت ذروتها، وقذف كل فريق بآخر ما لديه ليكسبها، هناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته، ويبلغ الحق فيها أقصى مِحنته، والثبات في هذه الساعة هو نقطة التحول، سيبدأ عنده الاختبار الحاسم لإيمان المؤمنين، فإذا ثبت، تحول كل شيء لصالحه.

والإنسان السوي الناضج المتصالح مع النفس هو اللي يستمع للرأي الآخر بمنتهى الإنصااات والحرص؛ لإيجاد أي نقطة التقاء فكري تجمع المتحاورين مهما اختلفت الآراء تحت مظلة واحدة من الحب والاحترام والتفاهم وتَقبُّل الآخر من شركائنا في الحياة، بشرط ألا يتحول الاختلاف إلى خِلاف يستمر في التدنِّي والسقوط ليصبح تخلُّفًا.

وكما قِيل من قديم الأزل إن الاختلاف في الرأي لا يُفسِد للودِّ قضية. ولكن حينما تصبح خيانة الوطن وجهة نظر، حينها تَفسَد كُلُّ قضايا الود ِّويحيا الوطن.

                                           
ads
ads
ads