القاهرة تتزين استعدادًا لافتتاح المتحف المصري الكبير
في اطار الاستعدادات الضخمة التي تشهدها الدولة المصرية قبيل افتتاح المتحف المصري الكبير، بدأت محافظة القاهرة بالتنسيق مع عدد من الوزارات والجهات المعنية أعمال تزيين وتجميل طريق مطار القاهرة الدولي، الذي يُعد البوابة الأولى لاستقبال كبار الزوار وضيوف مصر من مختلف أنحاء العالم، حيث من المنتظر أن يشهد الافتتاح حضورًا رفيع المستوى من القادة والمسؤولين والشخصيات الدولية البارزة.
تأتي هذه الاستعدادات تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة إظهار مصر في أبهى صورة أمام العالم، وإبراز ما حققته الدولة من إنجازات حضارية وثقافية في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها المتحف المصري الكبير الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة.
تشهد الطرق المؤدية إلى مطار القاهرة الدولي، وخاصة الطريق الممتد من المطار وحتى طريق صلاح سالم والطريق الدائري الإقليمي، حملة مكثفة من أعمال التطوير والتجميل تشمل زراعة المسطحات الخضراء، وتركيب أعمدة إنارة ديكورية حديثة، إلى جانب رفع كفاءة الأرصفة والدهانات، وتزيين المداخل بأعلام مصر واللافتات الترحيبية باللغتين العربية والإنجليزية.
كما تضمنت الأعمال تركيب مجسمات فرعونية رمزية مستوحاة من حضارة مصر القديمة على جانبي الطريق، لتضفي لمسة فنية جمالية تستحضر عبق التاريخ المصري، وتعبّر عن هوية الدولة التي تحتضن أحد أهم المعالم الأثرية في العالم.
وأكدت مصادر بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن أجهزة المدن الجديدة تشارك أيضًا في تطوير المشهد الحضاري للطريق المؤدي إلى المتحف المصري الكبير، من خلال تنفيذ أعمال الرصف الجديدة وزراعة النخيل والأشجار المزهرة، مع استخدام أنظمة ري ذكية لترشيد استهلاك المياه.
بالتوازي مع أعمال التجميل، وضعت وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة النقل خطة مرورية شاملة لتأمين الطريق أثناء فعاليات الافتتاح، حيث تم التنسيق مع الإدارة العامة للمرور لتخصيص مسارات محددة لمرور الوفود الرسمية وضيوف الشرف، وتكثيف التواجد الأمني لضمان انسيابية الحركة ومنع أي ازدحام مروري.
كما تم تجهيز مواقف انتظار مخصصة للحافلات والسيارات الخاصة بنقل الضيوف من مطار القاهرة إلى منطقة المتحف بالجيزة، مع توفير لوحات إرشادية مضيئة بعدة لغات لتوجيه الزائرين بسهولة نحو أماكن الاستقبال.
ويُعد المتحف المصري الكبير أحد أكبر المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، حيث يُقام على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، بالقرب من أهرامات الجيزة، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور الفرعونية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة بشكل كامل في مكان واحد.
ومن المنتظر أن يكون الافتتاح حدثًا عالميًا مهيبًا يضع مصر في صدارة خريطة السياحة الثقافية الدولية، إذ سيشارك فيه ممثلون عن منظمات دولية مثل اليونسكو، إضافة إلى وفود رسمية من دول عربية وأوروبية وآسيوية.
ويُتوقع أن يساهم هذا الحدث في تنشيط حركة السياحة ورفع معدلات الإشغال الفندقي بالقاهرة الكبرى والجيزة، خاصة مع الاهتمام العالمي المتزايد بالمتحف وثراء محتوياته الفريدة.
في مشهد يعكس روح مصر المتجددة، انتشرت على طول طريق مطار القاهرة لافتات تحمل عبارات مثل:
"أهلاً بكم في أرض الحضارة، و"مصر ترحب بكم في افتتاح أعظم متحف في العالم"، إلى جانب تصميمات فنية تُبرز الرموز الفرعونية مثل عين حورس، ومفتاح الحياة، وأبو الهول، لتكون بمثابة تحية بصرية ترحب بالزوار من لحظة وصولهم إلى أرض مصر.
كما تم التنسيق بين وزارتي الثقافة والسياحة والآثار لإطلاق فعاليات فنية موسيقية واستعراضية على هامش الافتتاح، تُقدَّم خلالها عروض فنية من التراث المصري، احتفاءً بالحدث الذي يعيد تقديم الحضارة المصرية بروح معاصرة.
وتشارك في أعمال التطوير عدة جهات منها: وزارة الطيران المدني، ومحافظة القاهرة، ووزارة السياحة والآثار، والهيئة العامة للطرق والكباري، وشركات المقاولات الوطنية، حيث تعمل فرق العمل على مدار الساعة لإنجاز كل التجهيزات قبل موعد الافتتاح المقرر خلال الأسابيع المقبلة.
وأكدت وزارة الطيران المدني، أن مطار القاهرة الدولي استعد لاستقبال ضيوف الافتتاح عبر تخصيص مسارات خاصة للوفود الرسمية، وتكثيف خدمات الاستقبال والتوديع، مع تزيين صالات الوصول والمغادرة بشعارات المتحف وصور أبرز القطع الأثرية التي ستُعرض داخله.
ويؤكد افتتاح المتحف المصري الكبير، وما يصاحبه من استعدادات مبهرة على مستوى العاصمة والمطارات، أن مصر ماضية في طريقها نحو استعادة مكانتها الثقافية والحضارية العالمية، وأنها قادرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة في مشروعاتها القومية.
ويأتي تزيين طريق مطار القاهرة الدولي ليكون بمثابة العنوان الأول لجمال القاهرة وتراثها أمام ضيوف العالم، في حدث يُعيد إلى الأذهان عظمة الفراعنة وعبقرية المصريين في البناء والتنظيم والإبداع.
