أبطال رغم الأعمار الصغيرة: فريق 2005 بنادي ليفيلز يحقق ثنائية الدوري والكأس ويتصدر مشهد الكرة في القاهرة

في إنجاز يُعد من العلامات الفارقة في مسيرة الكرة المصرية على مستوى الناشئين، نجح فريق مواليد 2005 بنادي ليفيلز في تحقيق إنجاز مزدوج واستثنائي، بعدما تُوّج بلقب دوري القاهرة، وأعقبه بحصد لقب كأس مصر لمنطقة القاهرة، ليجمع بين البطولتين في موسم واحد، في سابقة تؤكد قوة البنية التحتية الكروية في النادي وقدرته على صناعة المجد رغم التحديات.

ما يجعل هذا الإنجاز أكثر إثارة للدهشة والتقدير هو التشكيل العمري للفريق. فبينما تنص اللوائح على أن المنافسة تجري بين مواليد 2005، اعتمد نادي ليفيلز في تشكيله الأساسي على 5 لاعبين فقط من هذا السن، في حين تكوّن باقي الفريق من لاعبين أصغر سنًا من مواليد 2007 و2009 وحتى 2010. ورغم هذا الفارق العمري، وقف لاعبو ليفيلز ندًا قويًا أمام جميع الفرق المنافسة، بل وتفوقوا عليهم في الأداء والنتائج، ليكتبوا سطورًا جديدة من المجد الكروي للنادي.

هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة عمل دؤوب وجهد جماعي واضح من جانب الجهاز الفني والإداري، والذي يقوده المدير الفني الكابتن أحمد العجوز، أحد الأسماء المعروفة بخبرتها في مجال تدريب الناشئين. ويعاونه الكابتن أسامة أنوس في منصب المدرب العام، والذي لعب دورًا محوريًا في تطوير أداء اللاعبين فنياً وتكتيكياً خلال الموسم. 

كما يضم الجهاز الفني الكابتن مصطفى بوسكا، الذي تولى مهمة تدريب حراس المرمى، ونجح في إعداد حراس بمستوى عالٍ، ساهموا في الحفاظ على نظافة الشباك في محطات حاسمة من البطولتين.

ولم يقتصر النجاح على الجوانب الفنية فقط، بل ظهر أيضًا في التنظيم الإداري المميز، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها الكابتن كريم، الإداري المسؤول عن الفريق، والذي كان صمام أمان في تنظيم المعسكرات والمباريات وتوفير الأجواء المناسبة للاعبين. 

أما على الجانب الطبي، فقد لعب الدكتور حسن علي دورًا بارزًا في الحفاظ على جاهزية اللاعبين، وساهم في التعامل باحترافية مع الإصابات والضغوط البدنية على مدار الموسم.

وراء هذا الجهاز المتميز، يقف قائدان إداريان لعبا دورًا حيويًا في رسم السياسات الكروية داخل نادي ليفيلز، وهما كابتن محمود نصار، مدير قطاع الناشئين والمشرف العام على كرة القدم بالنادي، الذي كان داعمًا دائمًا للفريق ووفر كل ما يلزم من إمكانيات وتجهيزات، وكابتن سيد عبد العزيز، رئيس النادي، الذي لم يبخل بالدعم والرعاية، وكان متابعًا دائمًا لأدق تفاصيل العمل داخل القطاع.

ما تحقق هذا الموسم هو تأكيد جديد على أن نادي ليفيلز يسير على الطريق الصحيح في بناء قاعدة قوية من الناشئين، ليس فقط للمنافسة على البطولات، بل لصناعة جيل كروي قادر على تمثيل النادي ، وربما الكرة المصرية لاحقًا  في أعلى المستويات. فالفوز بالدوري والكأس مع فريق يضم أغلب عناصره من أعمار أصغر يؤكد أن هناك رؤية واضحة واستراتيجية مدروسة لا تكتفي بالنتائج، بل تركز على التطوير والتكوين.

أداء الفريق على مدار الموسم عكس روح قتالية وانضباط تكتيكي عالٍ، ونجح اللاعبون في إثبات أنفسهم أمام خصوم أكبر منهم سنًا وخبرة، وقدموا مستويات أبهرت المتابعين، وأكدت أن المستقبل يحمل الكثير لهذا الجيل الموهوب. واستحق الفريق عن جدارة لقب "أبطال المستقبل"، في ظل ما قدموه من مستويات استثنائية وروح جماعية عالية.

في نهاية المطاف، فإن ما حققه فريق 2005 بنادي ليفيلز يُعد شهادة نجاح جديدة تضاف إلى سجل قطاع الناشئين بالنادي، وتجسيدًا حيًا لعبارة "الإنجاز لا يقاس بالعمر، بل بالإصرار والرؤية والاحترافية"، وإذا كان هذا الجيل قد حقق كل هذه الإنجازات وهو لا يزال في بداية طريقه، فإن القادم بالتأكيد سيكون أكثر بريقًا، طالما ظل الإعداد قائمًا على أسس علمية، والتخطيط طويل المدى هو العنوان الأبرز لمسيرة النادي.