رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

بوينج تُنهي إنتاج طائرة 777-300ER.. أسطورة الطيران طويل المدى تصل إلى خط النهاية

السبت 04/أكتوبر/2025 - 03:22 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في خطوة تاريخية تحمل الكثير من الدلالات لصناعة الطيران العالمية، أعلنت شركة بوينج الأمريكية رسميًا وقف إنتاج طائرة بوينج 777-300ER، وهي واحدة من أنجح الطائرات في تاريخ الطيران المدني وأحد الأعمدة الرئيسية في أساطيل شركات الطيران العالمية.

ولقد القرار جاء بعد أكثر من عقدين من النجاح الباهر، حيث خدمت هذه الطائرة ملايين الركاب حول العالم وكانت الخيار الأول لشركات الطيران في الرحلات الطويلة العابرة للقارات.

توقفت خطوط الإنتاج في مصنع بوينج بمدينة إيفرت الأمريكية، بعد تسليم آخر نسخة من الطائرة في عام 2024، لتُسدل الستار على 21 عامًا من التفوق. فمنذ دخولها الخدمة عام 2004، كانت الطائرة بمثابة نقلة نوعية بفضل أدائها المميز، حيث جمعت بين سعة استيعابية ضخمة تصل إلى نحو 392 راكبًا في درجتين، ومدى طيران يتجاوز 13,600 كيلومتر، وهو ما جعلها الخيار الأمثل لشركات الطيران لتشغيل الرحلات بين القارات بكفاءة اقتصادية عالية.

نجحت طائرة بوينج 777-300ER في تحقيق أرقام قياسية باعتبارها الطائرة العريضة البدن الأكثر مبيعًا في التاريخ. فقد تفوقت على منافساتها بفضل مرونتها التشغيلية، حيث ساعدت شركات الطيران على خفض التكاليف بفضل الاعتماد على محركين فقط بدلاً من أربع كما كان الحال في طائرات الجامبو السابقة مثل 747، وبذلك أصبحت الخيار المفضل لشركات الطيران الكبرى في الشرق الأوسط، أوروبا، آسيا وأمريكا.

اعتمدت الطائرة على محركات GE90 العملاقة من جنرال إلكتريك، والتي شكلت قفزة تكنولوجية في مجال المحركات الجوية. فقد تميزت هذه المحركات بقدرتها الفائقة على توفير أعلى معدلات الدفع والكفاءة في استهلاك الوقود، ما جعلها النموذج الأبرز للطائرات ثنائية المحرك بعيدة المدى.

 وإلى جانب الكفاءة، وفرت الطائرة مستويات استثنائية من السلامة والاعتمادية، وهو ما عزز ثقة شركات الطيران بها على مدار أكثر من عقدين.

قرار وقف إنتاج 777-300ER لا يعني نهاية عائلة 777 بالكامل، بل يمثل بداية لمرحلة جديدة. فقد أكدت شركة بوينج أنها ستوجه استثماراتها وإنتاجها إلى تطوير الجيل الجديد 777X، الذي يُتوقع أن يحافظ على إرث الطائرة السابقة، مع تقديم أجنحة جديدة من ألياف الكربون، وتقنيات متقدمة في الديناميكا الهوائية، ومحركات أكثر كفاءة

ومن المتوقع أن تصبح 777X العمود الفقري القادم لشركات الطيران الراغبة في طائرات ذات مدى طويل وسعة كبيرة مع توفير استهلاك الوقود.

إلى جانب 777X، ستواصل بوينج الاستثمار في نسخ الشحن من طراز 777، والتي أثبتت كفاءتها في سوق الطيران العالمي، خصوصًا مع الطلب المتزايد على نقل البضائع جوًا بعد جائحة كورونا، حيث تُعد طائرات الشحن من هذه العائلة من الأكثر طلبًا بفضل سعتها الكبيرة ومرونتها في التشغيل.

لا شك أن قرار إيقاف إنتاج الطائرة سيؤثر على خطط شركات الطيران حول العالم، خصوصًا أن 777-300ER كانت العمود الفقري للعديد من الأساطيل. لكن مع استمرار الطائرة في الخدمة لعقود مقبلة، سيظل تأثيرها ملموسًا على صناعة الطيران. 

كما أن شركات مثل طيران الإمارات، الخطوط القطرية، الخطوط السعودية، والخطوط السنغافورية، التي اعتمدت بشكل كبير على هذا الطراز، ستواصل تشغيلها لسنوات مع إدخال تدريجي لطائرات 777X.

على مدى أكثر من عقدين، ارتبط اسم بوينج 777-300ER بالرحلات الطويلة والمريحة، وكانت الطائرة المفضلة للمسافرين بفضل تصميم مقصورتها الواسعة، ومستويات الراحة العالية، والتقنيات المتطورة في أنظمة الترفيه والاتصالات.

 ويعتبر الكثير من خبراء الطيران أن هذه الطائرة كانت المعادلة المثالية بين الكفاءة الاقتصادية وراحة الركاب.

مع تقاعد هذا الطراز الأسطوري من خطوط الإنتاج، تدخل صناعة الطيران مرحلة جديدة، حيث تركز شركات التصنيع على الطائرات الأكثر كفاءة وصديقة للبيئة، تماشيًا مع متطلبات خفض الانبعاثات الكربونية والالتزام بأهداف الاستدامة العالمية. 

وفي هذا السياق، تمثل 777X وطائرات الجيل القادم مثل إيرباص A350 المنافس الأبرز، مستقبل الرحلات الطويلة.


                                           
ads
ads
ads