مطار الزنتان يستقبل أولى الرحلات بعد إعادة تطويره رسميًا.. خطوة جديدة لدعم الطيران المحلي في ليبيا

في حدث يُعد بداية مرحلة جديدة لقطاع النقل الجوي في ليبيا، استقبل مطار الزنتان الدولي أولى رحلاته الجوية بعد استكمال أعمال التطوير والتحديث، ضمن خطة شاملة تنفذها مصلحة المطارات لإعادة تشغيل وتفعيل عدد من المطارات المحلية، بهدف دعم شركات الطيران الوطنية وتسهيل حركة المسافرين بين المدن الليبية.
انطلاق التشغيل الفعلي لمطار الزنتان
شهدت مراسم استقبال أولى الرحلات الجوية حضورًا رسميًا كبيرًا، حيث كان في مقدمة المستقبلين مساعد رئيس مصلحة المطارات، رفقة مدير مطار الزنتان، وعدد من عمداء البلديات في منطقة الجبل الغربي، إلى جانب ممثلين عن الجهات الأمنية والفنية العاملة في المطار.
وقد وصلت الرحلة الأولى عبر شركة أويا للطيران، على متن طائرة حديثة قادمة من طرابلس، في إطار خطة الشركة لتوسيع شبكة رحلاتها الداخلية وتعزيز التواصل بين المدن الليبية، حيث كان على متن الرحلة وفد من الشركة برئاسة المدير العام وعدد من مديري الإدارات، الذين أعربوا عن سعادتهم بهذه الخطوة التي تعكس عودة الحياة للمطار بعد فترة من التوقف.
دعم حكومي لتشغيل المطارات المحلية
تأتي إعادة تشغيل مطار الزنتان ضمن جهود وزارة المواصلات ومصلحة المطارات لتفعيل البنية التحتية للطيران في البلاد، ودعم شركات الطيران الوطنية مثل الخطوط الليبية، والأفريقية للطيران، وأويا للطيران، من خلال توفير مطارات جاهزة وآمنة ومجهزة بكافة الإمكانيات التشغيلية.
وأكد مساعد رئيس مصلحة المطارات في كلمته خلال حفل الافتتاح أن المصلحة تولي أهمية خاصة لتشغيل جميع المطارات المحلية تدريجيًا، بما يسهم في رفع كفاءة القطاع وتحسين خدمات النقل الجوي للمواطنين.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تشغيل مطارات أخرى بعد استكمال عمليات التطوير والتأهيل الفني وفق المعايير الدولية للطيران المدني.
تطوير شامل للمرافق والبنية التحتية
تضمنت أعمال التطوير في مطار الزنتان تحديث المدرج الرئيسي وتوسيع ساحة وقوف الطائرات، إلى جانب تطوير مبنى الركاب وصالات السفر والوصول، وتزويد المطار بأحدث أنظمة المراقبة الجوية والسلامة الملاحية. كما جرى تدريب طواقم العمل على تشغيل الأجهزة الحديثة وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين.
وأشار مدير مطار الزنتان إلى أن الجهود المبذولة خلال الأشهر الماضية أثمرت عن تحقيق جاهزية تشغيلية كاملة، بفضل التعاون المثمر بين مصلحة المطارات والجهات الداعمة من البلديات وشركات الطيران والأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن المطار أصبح قادرًا على استقبال الرحلات المنتظمة من وإلى المدن الكبرى.
تعزيز التواصل والتنمية في الجبل الغربي
يمثل تشغيل مطار الزنتان نقلة نوعية لسكان منطقة الجبل الغربي، إذ يسهم في تسهيل تنقل المواطنين ونقل البضائع، ودعم الحركة الاقتصادية والسياحية، خصوصًا في ظل موقع المدينة الاستراتيجي الذي يربط بين مدن الجنوب والغرب الليبي.
كما سيساعد المطار على جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والخارجية، من خلال تحسين خدمات النقل الجوي وتوفير بيئة عمل مناسبة لرجال الأعمال والمستثمرين.
وأوضح عمداء البلديات المشاركون في الافتتاح أن هذا الإنجاز يُعد ثمرة لتكاتف الجهود بين الدولة والمجتمع المحلي، مشيرين إلى أن عودة الرحلات إلى الزنتان ستنعكس إيجابًا على النشاط التجاري والخدمي بالمنطقة.
رؤية مستقبلية لتطوير قطاع الطيران الليبي
تواصل مصلحة المطارات تنفيذ خطة استراتيجية تهدف إلى رفع كفاءة البنية التحتية لجميع المطارات الليبية، وتحقيق معايير السلامة والأمان الجوي وفق توصيات المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO).
وتسعى المصلحة من خلال هذه الجهود إلى تعزيز مكانة ليبيا كمركز إقليمي للنقل الجوي في شمال إفريقيا، خاصة بعد تحسن الأوضاع الأمنية وتزايد اهتمام شركات الطيران المحلية بإعادة تشغيل خطوطها الداخلية.
وأكدت المصلحة في بيان رسمي أن إعادة تشغيل مطار الزنتان تمثل خطوة أولى ضمن سلسلة من المشاريع التطويرية المستمرة، وتشمل مطارات سبها، الكفرة، غدامس، وبنينا، بهدف دعم الاستقرار وربط مختلف المدن الليبية بشبكة نقل جوي متكاملة.
خطوة نحو ربط ليبيا جوياً من جديد
تُجسّد عودة الرحلات إلى مطار الزنتان رمزًا لعودة الحياة والاستقرار إلى المناطق الغربية من البلاد، ورسالة إيجابية تؤكد على عزم الدولة على المضي قدمًا في إحياء قطاع الطيران كأحد ركائز التنمية الوطنية.
وتُعد هذه الخطوة مقدمة لتوسيع نطاق الرحلات الداخلية وربط المدن الليبية بخطوط مباشرة، تسهم في تسهيل الحركة التجارية والسياحية، وتعزز من ثقة المسافرين في شركات الطيران الوطنية.