حسام حفني يكتب: فن صناعة الحضارة
الأحد 02/نوفمبر/2025 - 08:37 م
تشهد مصر فى الآونة الأخيرة إزدهاراَ غير عادى على كافة الأصعدة والمجالات، بشكل غير مسبوق فى التاريخ الحديث، يشهد له القاصى والدانى، لتصنف فى موقعها وتوصيفها الحقيقى_ الذى أبعدت عنه قسراَ لعقود_ كواحدة من أهم الدول العظمى صاحبة السيادة فى صناعة القرار الدولى والعالمى،وهذا الفعل لم يبنى من فراغ حيث تم التعامل مع كل الأسس والمقادير المطلوبة لصناعة دولة متقدمة فى كل المجالات بجدية، وإحكام قبضة لسيادة حكيمة موفقة إداريا وفعليا فى السيطرة على فن صناعة القرار ومتابعة نتائجه للوصول للهدف المنشود، لنصل خلال عقد واحد من زماننا المتسارع إلى نتائج لم نكن لنحلم بها فى مساراتنا التقليدية لعقود، لذا فقد صبرت طويلاَ قبل أن أكتب هذا المقال، حتى استطيع أن استشهد بثمار وزهور شجرة الوطن التى رويت ومازالت تروى بالدم ثم بالعرق والكفاح، كما قدر لبلدنا الحبيب مصر مطمع كل ذوى الأمراض المستعصية من المستعمرين الظاهرين والأخفياء، نظراَ لموقعها الجغرافى الفريد، ولأنها خزائن الله فى أرضه بدءاَ من الخامات الأولية، وصولاَ لوفرة المصادر الخاصة بإعاشة البشر والحيوان من تربة صالحة للزراعة لطقس معتدل.
إن ما تم التعامل عليه من عناصر للوصول لبدء موسم الحصاد، تحت القيادة الرشيدة والحكيمة للسيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسى،صاحب الرؤية الثاقبة والقرار الحكيم المدروس جيداً، من خلال مساعدين أوفياء ومخلصين لتراب هذا الوطن، قادرين على إتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب، وتطويع كافة المعطيات المحيطة لخدمة الفعل المطلوب والقيام به على أكمل وجه، ليشرق وجه مصر على العالم كدولة سلام قادرة على تفعيل منظومات السلام الدولى والعالمى، تحت أقسى وأحلك الظروف الطبيعية والمفتعلة، مع الإلمام بكافة العناصر المحيطة بالموقف والسيطرة عليها وتطويعها، لتظهر علينا قمة شرم الشيخ للسلام تحت قيادة مصر بقوتيها الناعمة والمفرطة، مما حدا بالرئيس الأمريكى أن يقف احتراماً لقائدنا، ملبياً لكل الأسس الدولية المتفق عليها لوقف الحرب، وبناء سلام حقيقى شامل قائم على العدل، مع الإشادة بحكمة وقوة الجنرال كما قام بتسميته، ولحكمتنا البليغة تقف مصر على مسافات متساوية من كل الدول دونما انحياز لأى دولة أو اتجاه تحت أى مسمى.
بعد أيام قليلة نفاجأ كمواطنين بنقلة نوعية مصرية على رقعة الشطرنج العالمية، تم تسميتها بقمة بروكسل، حيث كانت رغبة الاتحاد الأوروبى المتوافقة مع رؤية مصر المستقبلية، لتصعيد أفاق التعاون المشترك بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى مجتمعة لمسارات جديدة، تأكدت فيها أوروبا من أفضلية التفاعل المشترك والاستثمار فى مصر حكومة وشعباً، من خلال مجالات عدة كان على رأسها المجال العلمى فى نوابغ المصريين، فى مختلف مجالات التعلم من خلال مشروع (الأفق الأوروبى) العلمى، وأيضا الاستثمار الصناعى من خلال توطين صناعات عديدة غير مسبوقة على أرض مصر،بناءاً على وفرة الطاقة ورخص الأيدى العاملة، والأهم توافر العقول المتميزة القادرة على إدارة المنظومات الحديثة إدارياً وعلمياً وتكنولوجياً، بقدرة استثمارية قابلة للزيادة قدرت بسبعة مليارات يورو، ناهينا عن الاحتفاء غير العادى الذى قوبل به أسدنا الرابض فى هذه الزيارة، بالطبع أحزنت هذه الشراكة الإدارة الأمريكية التى تقف على طرفى مقص من الإدارة الأوروبية،ليخلو المقعد الأمريكى فى احتفالية البناء كما يلى.
ثم يفيض علينا الله لكل من أخلص العمل بعدها بأيام قلائل بالتوفيق الإلهى، جلياً فى افتتاح أهم صرح علمى ثقافى فى العصر الحديث، والذى تمثل فى المتحف المصرى الكبير أيقونة الزمان والمكان، كم كان هذا الحفل العالمى يشبه حلم ليلة صيف، إن قوة الإدارة مدعومة بقوة الإرادة مع خبرات تصميم وإدارة الاحتفاليات الدولية، وفرض المذاق المصرى الخالص الذى ينهل من عبق تاريخ حضارة تخطت 35 ألف عام- كما شرحته بردية تورين المنهوبة، التى شملت أسماء كل الملوك الذين حكموا كيميت المصرية الخالصة على مدار التاريخ مع انقلابين للدورة الشمسية والطوفان،وصولاَ لعصر الأسرات ثم البطالمة، لتخرج علينا احتفالية احترافية عالمية لم يشهد لها الزمان مثيل، معطرة بعبق التاريخ والحضارة المصرية، مفعمة بالرسائل الظاهرة والخفية لكل أهل الأرض على اختلاف أجناسهم ومستوياتهم الفكرية والمجتمعية، ولترسل لشياطين الخراب ممن يطلقون على أنفسهم البنائين الأحرار رسائل لا تخطئها عين أو عقل لبيب، لقد ترك لهم الحبل ليظهروا بعض رموزهم داخل فقرات الحفل، وفى بعض آليات التصميم بدءاً من اللاندسكيب لمكان وأبعاد المتحف من الأهرام وأبو الهول، والاتجاهات على الهضبة، ليتم هضم كل وحداتهم داخل الكيان المصرى من خلال حراس النور أبناء حورس، ليطبق الليل فى نهاية الاحتفالية-مع كلمة السيد القائد/عبدالفتاح السيسى، علامة هذا الزمان الرامق لهدفه كالسهم بأمر الله وتوفيقه، ومع الحجر المصرى الذى أكمل البناء وأضاء الزمان والمكان، على كل أتباع ( ست ) أو لوسيفر أو بافوميد، فليسموه كما يحلو لهم، لأن نهجهم ماهو إلا الجزء المظلم من بنائية الحضارة المصرية ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاَ )، مازالت هناك محطة قادمة خلال أيام اسمها مؤتمر اعمار غزة، ستكون هى حجر الرهان على مدى توافق وانصياع أصحاب الأجندات نحو القادم فى الشرق الأوسط، كما تقوم مصر بالتمهيد له وبنائه.
إنها مصر ياساده الأصل والسيادة، فقد أنزل الله لها نبى الله إدريس، الذى علم علوم الأراضين السبع والسموات الأربع، والذى قبض فى السماء الرابعة بعد إمهال الله سبحانه وتعالى ليتعلم علوم السموات بعد أن أنهى تعلم علوم الأرض،ليورث علومه لأبناء هذه الأرض حول نهر الجنة النيل الخصيب، حيث إنه أول من حاك الثياب وأول من خط بالقلم،حتى تبدأ حضارة تعلم التاريخ كيفية التدوين والاستفادة القصوى من كافة أفرع العلوم الإستراتيجية من سلام وإنشاء كيان مستقر منتج وواعى، بناء ومحمى، قادر وقاهر،مؤثر وفاعل، مؤهل لبناء حضارات الأرض وتأديب كل من سولت له نفسه الخروج عليه..لن تسعفنا الكلمات سوى ..بتحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.