الكاتب الصحفي محمود عبد الحليم يكتب: وماذا بعد ؟؟ صاعقة نيويورك تزلزل عرش ترامب
الأربعاء 05/نوفمبر/2025 - 07:55 م
لم يكن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك مجرد نتيجة انتخابية عادية لقد كان زلزالاً سياسياً مزلزلاً ضرب قلب الإمبراطورية الأمريكية وأرسل موجات صدمة وصلت مباشرة إلى عرش الرئيس دونالد ترامب، لقد أثبت هذا الشاب المسلم اليساري المتقد الذي انطلق من العمل الميداني أن قواعد اللعبة قد تهاوت وأن عصر "الجمود السياسي" في أمريكا قد ولى إلى غير رجعة.
تحدي العرش: "اِعْلُ صوت التلفزيون أيها الرئيس!!"
في مشهد تاريخي يهزّ الأركان لم ينتظر ممداني طويلاً ليُصعق خصمه الأقوى، ففي أولى تصريحاته النارية بعد الفوز وجه رسالة مدوية مباشرة إلى ترامب الذي وصفه بـ"الشيوعي" وهدد بحرمان المدينة من التمويل الفيدرالي: "رسالتي إلى ترامب: أعرف أنك تشاهدني الآن، امضِ واعلُ صوت التلفزيون لكي تسمع أيها الرئيس !!"، هذه الرسالة لا تُعدّ تحدياً شخصياً فحسب بل هي إعلان نقض صريح على سياسات ترامب ومحاولاته لتقسيم البلاد والتحريض على الكراهية، فوز ممداني هو البرهان القاطع على أن الموجة التقدمية المدعومة من قاعدة شبابية وغاضبة ومتنوعة، قادرة على سحق قلاع اليمين المتطرف، وتؤكد أنه يمثل بحق الطريق الحقيقي لهزيمة ترامب في المستقبل.
خيانة "حلفاء نتنياهو": يهود يرفضون ويصوّتون لـ "الداعم الأول لفلسطين"
إن أكثر ما جعل فوز ممداني صاعقة حقيقية هو التصدع الهائل الذي أحدثه في القاعدة السياسية التقليدية، فبصوته المرتفع والمؤيد بلا هوادة للقضية الفلسطينية ودعمه لحركة المقاطعة، استطاع ممداني أن يجتذب حلفاء غير متوقعين: اليهود الذين يرفضون بعنف سياسات نتنياهو وينظرون إليه كشخصية تنطق بالعدالة، هذا التحالف الفريد يمثل انقلاباً إيديولوجياً في نيويورك، ويُظهر أن الخطاب المعتدل، العادل، وغير المنحاز الذي يتبناه ممداني، والقائم على "حل القضية الفلسطينية" دون تحيز، بات يمتلك قوة الاختراق الأشد فتكاً في المشهد الأمريكي.
زلزال المستقبل: هل يعتلي ممداني عرش البيت الأبيض؟
مع فوز زهران ممداني، تتجاوز التوقعات منصب العمدة لتصل إلى أعلى قمة سياسية في العالم، التكهنات باتت جنونية: هل هذا الشاب المسلم المهاجر الذي وصل إلى رئاسة البلدية سيكون أول رئيس مسلم للولايات المتحدة؟ وهل سيكون هو فعلاً من سيهز عرش ترامب إلى الأبد؟
هذه التوقعات تكتسب قوة مزلزلة في ظل الحديث عن صراع ترامب لتغيير الدستور كي يحق له الترشح لمرة أخرى، ممداني يمثل هنا المفاجأة الصادمة التي تهدد بتغيير الخريطة السياسية والديموغرافية للبلاد، سياساته الاجتماعية الجريئة ووعوده الاقتصادية، بالإضافة إلى عدله المعلن في الشرق الأوسط، ترسم صورة "الرئيس العادل" الذي طال انتظاره.
ولكن مع الصعود الصاروخي، يبرز السؤال الأكثر شراسة ودموية، وهنا اقول وماذا بعد؟؟
هل يصمد هذا الشاب حتى النهاية أم يتم التخلص منه؟ في لعبة السياسة الأمريكية الكبرى، هل يكمل "زهران ممداني " مسيرته ليصبح القائد القادم لأمريكا، أم سيتم اغتياله سياسياً، أو حتى التخلص منه بشتى الطرق، في محاولة يائسة لوقف الزلزال قبل أن يبتلع كل شيء؟ هذا هو السؤال الصعب الذي يحبس الأنفاس.