Ryanair تهدد بسحب الرحلات من فيينا بسبب الضرائب المرتفعة
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل قطاع الطيران الأوروبي، صعّد الرئيس التنفيذي لشركة Ryanair، مايكل أوليري، من لهجته تجاه الحكومة النمساوية، مهددًا بتقليص عمليات الشركة في مطار فيينا الدولي وسحب طائرات إضافية من أسطول التشغيل داخل البلاد.
يأتي ذلك في ظل ما وصفه أوليري بارتفاع غير مبرر في الضرائب والرسوم المفروضة على شركات الطيران والمسافرين، الأمر الذي يعوق نمو السوق ويضعف تنافسيته مقارنة بدول الجوار.
وأوضح أوليري، في مقابلة مع صحيفة Die Presse النمساوية، أن القرار ليس مجرد تهديد إعلامي، بل خطوة مدروسة تستند إلى ما وصفه بـ"حقائق اقتصادية"، معتبرا أن الحكومة النمساوية لم تُبدِ أي جدية في معالجة ارتفاع تكاليف الطيران، رغم تقديم Ryanair خطة استثمارية ضخمة بقيمة مليار يورو، كانت ستسمح بزيادة عدد الرحلات والمسافرين عبر مطار فيينا، وتوفير أكثر من 500 فرصة عمل جديدة، وتعزيز مؤشرات النمو السياحي والاقتصادي في البلاد.
وقال أوليري إن المستشار النمساوي كريستيان ستوكر "يفتقر إلى الرؤية"، في حين اتهم وزير البنية التحتية بيتر هانكه بـ"تجاهل" العرض الاستثماري الذي وصفه بأنه كان يمكن أن يمثل تحولًا إيجابيًا في سوق الطيران النمساوي.
وأشار إلى أن استمرار الوضع الحالي سيدفع الشركة إلى نقل جزء متزايد من أسطولها التشغيلي إلى مطارات أكثر تنافسية من حيث التكاليف، مثل براتيسلافا (سلوفاكيا) وترييستي (إيطاليا) وميلانو (إيطاليا).
وأشار إلى أن الضريبة النمساوية على الرحلات الجوية تُعد من بين الأعلى في أوروبا، مما يجعل السوق المحلي أقل جذبًا لشركات الطيران منخفضة التكلفة، فضلًا عن انخفاض القدرة الشرائية للناقلين على تقديم أسعار تنافسية للمسافرين.
وعلى سبيل المقارنة، لفت إلى أن سلوفاكيا ألغت مؤخرًا ضريبة الطيران بالكامل لدعم نمو السياحة والنقل الجوي، وهو ما اعتبره نموذجًا "عمليًا وواضحًا" لتأثير السياسات الضريبية على جاذبية السوق.
وبحسب بيانات القطاع، فإن Ryanair كانت قد قامت بالفعل بنقل عدد من طائراتها وموظفيها من فيينا خلال العامين الماضيين، على خلفية الخلافات المستمرة مع الحكومة بشأن هيكل التكاليف، ومع ذلك، تُبقي الشركة باب الحوار مفتوحًا، لكنها تشترط خطوات فعلية وليس تعهدات سياسية أو تفاهمات إعلامية. وأكد أوليري أن الشركة "ترغب في الاستثمار داخل النمسا"، لكنها لن تفعل ذلك في ظل بيئة "غير مواتية اقتصاديًا وغير محفزة للنمو".
ويأتي هذا الجدل في وقت تواجه فيه شركات الطيران الأوروبية تحديات معقدة، تشمل ارتفاع تكاليف الوقود، وزيادة الأجور، وتذبذب الطلب في بعض الأسواق، كما وتُعد سياسات الضرائب والبنية التحتية للمطارات عوامل حاسمة في تحديد مراكز التشغيل، خاصة بالنسبة لشركات الطيران منخفضة التكلفة التي تعتمد على حجم التشغيل وانخفاض التكاليف كعنصر أساسي لنجاح نموذجها التجاري.
في المحصلة، يبدو أن الكرة الآن في ملعب الحكومة النمساوية، التي تقف أمام خيارات صعبة بين الحفاظ على إيرادات الضرائب أو حماية تنافسية قطاع الطيران وتعزيز حركة المسافرين والسياحة. أما Ryanair، فتظل مستعدة لإعادة توزيع مواردها حيثما وجدت بيئة أكثر دعمًا واستقرارًا.