خط جديد يربط مسقط بكوبنهاجن عبر بغداد
في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها بين سلطنة عُمان والعراق، أعلنت الطيران العُماني استعدادها لإطلاق مسار جديد يربط بين مسقط (MCT) وكوبنهاغن (CPH)، مع توقف قصير في مطار بغداد الدولي (BGW)، مستغلة بذلك حقوق الحرية الخامسة في الطيران المدني، والتي تتيح للناقلة العُمانية نقل الركاب بين دولتين أجنبيتين ضمن رحلة تنطلق من بلدها الأم.
وسيُشغَّل هذا المسار الجديد بمعدل رحلتين أسبوعيًا على متن طائرات بوينغ B737-800، وذلك اعتبارًا من 16 ديسمبر، ليصبح أول مسار في تاريخ التعاون الجوي بين العراق وسلطنة عُمان يتم تشغيله وفق هذه الحرية الجوية الاستثنائية.
وتمتد الرحلات بين مسقط وكوبنهاغن عبر بغداد بهدف تعزيز الربط الجوي في المنطقة، وتوفير خيار جديد للمسافرين من وإلى أوروبا عبر نقطة توقف شرق أوسطية آمنة وفعّالة.
وتُعدّ هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية الطيران العُماني لتوسيع شبكته نحو الأسواق الإسكندنافية، وفتح قنوات جديدة بين الخليج وأوروبا الشمالية، كما تمنح هذه الخطوة المسافرين العراقيين منفذًا إضافيًا إلى القارة الأوروبية في ظل القيود المفروضة على قطاع الطيران العراقي.
ضعف الربط الجوي الأوروبي… ودور النواقل الخليجية
يُعاني مطار بغداد الدولي منذ سنوات من محدودية الربط الجوي مع القارة الأوروبية، وذلك بسبب الحظر الأوروبي المفروض على شركات الطيران العراقية، والذي يمنعها من تشغيل رحلات مباشرة إلى دول الاتحاد الأوروبي نتيجة معايير السلامة الصارمة.
ومع استمرار هذا الحظر، أصبحت النواقل الخليجية هي الخيار الأهم للمسافرين العراقيين الراغبين في الوصول إلى أوروبا، حيث تعتمد الغالبية على شبكات الربط في الدوحة ودبي وأبوظبي والبحرين.
ومع إطلاق الطيران العُماني مسار مسقط – بغداد – كوبنهاغن، يحصل المسافر العراقي على خيار جديد ومباشر نحو إحدى العواصم الأوروبية المهمة، ما قد يخفف الضغط على المسارات البديلة ويتيح خيارات أكثر تنوعًا تتسم بالاستقرار والانضباط التشغيلي.
أهمية الحرية الخامسة وتوسيع الفرص
تُعتبر الحرية الخامسة إحدى أهم الحريات الجوية التي تمنحها اتفاقيات الطيران المدني، كونها تمكّن شركة طيران من نقل الركاب بين بلدين أجنبيين ضمن رحلة انطلقت من بلدها الأم.
وتشكل هذه الحرية أحد أهم الأدوات التي تستخدمها شركات الطيران لتعزيز حضورها الدولي، وتوسيع نطاق الربط وتحسين الجدوى الاقتصادية لبعض الخطوط.
وبالنسبة للطيران العُماني، تمثل هذه الخطوة تحولًا نوعيًا، حيث تسمح بالاستفادة من الطلب المتزايد على السفر بين العراق وأوروبا، وفي نفس الوقت تُعزّز مكانة مسقط كمركز ربط إقليمي قادر على استقطاب شريحة جديدة من المسافرين.
ربط محدود… ومسار وحيد قائم مع أوروبا
رغم أن السوق العراقي كبير ومتنوع من حيث الطلب، فإن بغداد ترتبط حاليًا بأوروبا عبر مسار وحيد فقط، هو رحلة طيران إيجيان اليوناني إلى أثينا، حيث إن دخول الطيران العُماني على هذا الخط يغير المعادلة، ويوفر بوابة إضافية نحو أوروبا، وقد يشجع شركات أخرى على دراسة تفعيل مسارات مشابهة في المستقبل.
وتشير هذه الخطوة إلى بداية مرحلة جديدة في التعاون الجوي بين العراق وسلطنة عُمان، وهي مرحلة قد تمهّد لمزيد من الانفتاح الجوي، وتوسيع خيارات السفر، وتعزيز الحركة التجارية والسياحية بين البلدين والقارة الأوروبية.