دعوى قضائية ضد الخطوط القطرية بقيمة 5 ملايين دولار
تواجه الخطوط الجوية القطرية دعوى قضائية أمام محكمة فيدرالية أمريكية، تطالب بتعويض مالي قدره 5 ملايين دولار، بعد تعرض طفلة أمريكية تبلغ من العمر ثلاث سنوات لصدمة تحسسية خطيرة أثناء رحلتها من واشنطن دولس إلى الدوحة على متن الرحلة رقم QR710.
وفقًا للدعوى، فقد أبلغت والدة الطفلة، سويثا نيروكوندا، طاقم الطائرة مسبقًا بأن ابنتها تعاني من حساسية شديدة تجاه منتجات الألبان والمكسرات، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تهدد حياتها.
وأثناء مغادرتها لمقعدها لاستخدام دورة المياه، طلبت من أحد أفراد الطاقم مراقبة الطفلة وأكدت مجددًا على ضرورة عدم تقديم أي طعام أو شراب يحتوي على مكونات قد تثير الحساسية.
لكن وفقًا لما ورد في نص الدعوى، قام أحد أفراد الطاقم بتقديم قطعة شوكولاتة من نوع "كيت كات" للطفلة خلال غياب والدتها، مما تسبب في رد فعل تحسسي حاد (Anaphylaxis) تطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
الأم استخدمت قلم الإيبينفرين (EpiPen) لإنقاذ حياة ابنتها، إلا أن الطاقم — حسب الدعوى — لم يتعامل مع الموقف وفق البروتوكولات الطبية المعتمدة، حيث لم يصدر نداءً طبيًا داخل الطائرة أو يطلب مساعدة من الركاب المؤهلين طبيًا، وهو الإجراء المعتاد في مثل هذه الحالات.
بعد هبوط الطائرة في مطار حمد الدولي بالدوحة، جرى فحص الطفلة من قبل المسعفين الذين سمحوا لها بمتابعة رحلتها إلى الهند. إلا أن حالتها تدهورت مجددًا أثناء الرحلة التالية، حيث تعرضت لنوبة تحسسية ثانية وتم نقلها إلى وحدة العناية المركزة وبقيت تحت الملاحظة لمدة يومين.
تتهم والدة الطفلة الخطوط القطرية بـ الإهمال الجسيم، مشيرة إلى أن بعض أفراد الطاقم سخروا من مخاوفها وتصرفوا وكأنهم “يعرفون أكثر منها”، كما أشارت الدعوى إلى أن الشركة منعت الأم من التحدث إلى أحد الركاب الشهود على الواقعة، بزعم أن ذلك يخالف سياسة الشركة.
لم تكن هذه الحادثة الأولى التي تواجه فيها الشركة قضايا تتعلق بسلامة الركاب. إذ تواجه الخطوط القطرية دعوى منفصلة من عائلة الطبيب السريلانكي أسوكا جاياويرا (85 عامًا)، الذي توفي بعد اختناقه خلال رحلة من لوس أنجلوس إلى كولومبو، بعد أن قدم له الطاقم وجبة غير نباتية رغم طلبه المسبق.
وتشير الدعوى إلى أن الطاقم نصحه بتناول الطعام “حول اللحم”، مما أدى إلى اختناقه ووفاته لاحقًا بسبب الالتهاب الرئوي الاستنشاقي.
أثارت هذه القضايا موجة واسعة من الجدل داخل الأوساط الحقوقية والطبية حول مدى كفاءة تدريب طواقم الطيران واستعدادهم للتعامل مع الحالات الطبية الطارئة، خاصة بالنسبة للأطفال والركاب الذين يعانون من حساسيات غذائية خطيرة.
كما سلطت الضوء على أهمية وضع سياسات أكثر صرامة داخل شركات الطيران لضمان سلامة الركاب ذوي الاحتياجات الخاصة، والتأكد من الالتزام الكامل بإجراءات السلامة والتعامل الإنساني في الأزمات.
الكلمات المفتاحية
