رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

حسام حفني ✍️: طفرات النقش الانسانى «1»

الثلاثاء 25/نوفمبر/2025 - 10:00 م
الحياة اليوم
طباعة

لا شك أننا أبناء زماننا، ولا نصلح أن نكون أبناء زمن آخر بلا فرضيات أو نظريات، فقدر الله لا يراجع خاصة فى الأزمان و الأعمار، ولكل زمن خصائصه ورجاله، ولمعرفة خصائص زماننا ورجاله لابد أن نقرأ لنعرف طبيعة وماهية زمننا الحالى، ولأن أمة الإسلام رسالتها إقرأ فخسائرنا كبيرة لأن أمة إقرأ لم تعد تقرأ، لقد فاتنا الكثير فى استسهال الجهل الاختيارى الذى نعيشه، فكم منا يعرف أى معلومة حقيقية أو علمية رسمية لشكل المستقبل الجيوسياسى أو الجغرافى لمصر بناء على المعلومات العلمية التى تحقق الشكل القادم لمستقبل المنطقة بأسرها.

إن بناء الدولة بآلياتها واسراتيجياتها يحتاج إلى كم غير عادى من المعرفة والعلوم، وللأسف فى زمن الرويبضة أصبح العامة ممن لم يحصلوا على أى قسط من التعليم أو المعرفة الحقة، سوى الثقافة السائدة التى تفرض عليهم فرضا من كيانات وأقطاب، درست وعلمت فعملت مبكرا على مناهج محددة المعالم لفرض تراكيبها المريضة، لتقود العوام حول العالم من خلال شبكات التواصل الإجتماعى لوجهة محددة سلفا، ومدروسة جيدا بكافة التوقعات والنتائج المحتملة، لاستعمار خفى وإفقاد ثقة الشعوب فى نفسها ومواردها وحكامها، مع خيانات داخلية من عبيد الشهوات والمال، ممن تمت السيطرة عليهم من علماء الاجتماع وعلم النفس السلوكى،على رأس قائمة عاصرناهم أثناء قفزهم من المركب بعد فشل مخططات التقسيم والشرذمة لبلدنا الحبيبة مصر خلال العقد الماضى، لاشك أن هناك دول قد فطنت مبكرا لما كان يحاك لها أيضا من وراء الصخرة السوداء ومن خلفها، فقاموا بتغيير كل مناهج إدارة الذات لدولهم قدر الإمكان.

أما عن مصر ذلك اللغز الذى حير كل أفاك أثيم ممن عبدوا الشيطان وتحالفوا معه، وهم لا يعلمون أن كيد الشيطان كان ضعيفا، فإن وضعنا مختلف تماما برعاية الله وتوفيقه لرجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، فوعد الله حق، وعلامات آخر الزمان حق، فأهل هذا البلد الآمن والأمين فى رباط للجهاد ضد كل باغ بأى فكر وطريقة شيطانية، لينكسر هو وشوكته على صخرة مصر، وأمثلة التاريخ الحقيقى كثير، بعيدا عن التاريخ المحرف كما كتبه أصحابه من أعوان الشيطان، لذا فإن اليقظة والصحوة الربانية المتواترة على مدار التاريخ تذر التراب فى عيون الأعداء فتغشيهم فلا يبصرون.

إن من يتتبع العلم الحقيقى من علوم الفلك والبيئة والمناخ، يتلمس صدق آيات الله فى علامات الزمن الأخير، فلقد تم طمس علوم بعينها حتى لا تعلم أى نجم يبزغ لإدارة شعوب الأرض، وماهو مستقبل مصر الحقيقى، على خلفيات بركان اقليم عفر الأثيوبى على سبيل المثال وعواقبه، والإنحراف المعيارى لكوكب الأرض وتغير مكان خطوط العرض، وإعادة اصطفاف المنظومة الشمسية لكواكب مجرتنا وما يعقبه من نتائج، ومدى تقلب المناخ على كوكب الأرض ليعاد تركيب المشهد لمناطق التصحر العالمية وندرة المياه، كما فى أوروبا وإيران،وأى المناطق التى ستصاب بلصقيع ليستحيل العيش فيها، وأيها سينقضى العيش فيها للاحترار،أيها ستقضى عليه الفيضانات والأعاصير، وأيها ستقضى عليه الزلازل والبراكين، أى من كل تلك الظواهر بات طبيعيا، وأى منها بفعل فاعل لتسريع تلك التغيرات المناخية والجيولوجية، ومن المستفيد ايجابيا من الوضع الجديد، ومن المستفيد من تشيطن كوكب الأرض والقضاء على شعوبه.

لكل الأسئلة السابقة اجابات وافية وموجودة ظاهرة، لا أحد يخبئ أى معلومة، أصبح اللعب على المكشوف، لكن يظل التكذيب والتضليل للمعلومات الحقيقية من جهة المستفيدين هو الأساس، اعتمادا على التلاعب بالعقل الجمعى وتجهيله والتشكيك فى كل معطى حقيقى، كم منا يعلم أن الإقليم الجغرافى الذى تقع فيه مصر الذى يحده غرب الأردن وشرق ليبيا، شمال السودان وجنوب البحر المتوسط، هو آمن بقاع الأرض قاطبة من كل التقلبات القادمة، وأن معظم حكومات الدول المطلعة على تلك المعلومات والعلوم، أصبحت تتودد لمصر لنقل كل ثمين لديها من صناعات وتكنولوجيات، ليظل لهم وجود فى العقود القادمة، بعد أن فشلوا فى إفراغ أرض مصر من شعبها، كما يصنع بأهل كل الدول المتماسة مع مصر بالحدود، فمذابح السودان ليست منا ببعيد، برعاية دولة غير سوية لتفريغ الأرض من السكان، والاستيلاء على مواردها من خامات أولية ومعادن ثمينة، وكما يحاول أن يصنع الدبيبة فى غرب ليبيا، ببيع مقدرات ليبيا من خامات لأمريكا مقابل 70 مليار دولار، مقابل الاستيلاء على شرق ليبيا، وكسر شوكة مصر صراحة، ناهينا عن كل تلاعبات النتنياهو لإنفاذ مخططاتهم التلمودية الوضعية التى لا تمت لأى دين بصلة، هذا من جهة الشرق، أما عن شمال مصر فحدث ولا حرج، إسرائيل مرة أخرى مع تركيا ومحاولات مكشوفة وفاشلة مع كيان بحجم مصر وعلمها، واستعداداتها الخفية والظاهرة.

للأسف مشكلة مصر تكمن فى زعزعة الثقة بالدولة والذات، مع شعب عاطفى يعانى حالة من التفكك العقائدى، الذى أدى إلى عصبية وقبلية جاهلة مساقة من الخارج من طرف خفى، من خلال وسائل التواصل الاجتماعى وعدم وعى من القائمين على الإعلام بسبب المحاباة وغض الطرف والمصالح والشللية، فيتم السيطرة على وعى العقل الجمعى بالهيافات والأجندات الغربية لبرامج تفريغ المحتوى المعرفى والاجتماعى، والبحث عن المكاسب المادية بالشكل الغربى من خلال السجود للرعايات المالية لأى ما يكون من قتلة العصر الحديث، بالغش التجارى فى منتجات ممرضة وقاتلة، ممن يحصدون المليارات أرباح وعى وعقل مغيبين، المفترض أن الإعلام توعوى وخدمى فى المقام الأول لبناء الشعوب والحضارة، ويجب أن يكون قائم على غرس المبادئ والعقائد للبناء وليس الهدم، لكن هناك من هم بلا عقيدة من متسلقى الزمن الأخير تبوأوا بعض مقاعد القيادة، فعاثوا فى الأرض فسادا و إفساد، ولتنقية الأجواء من هؤلاء، يجب أن نعترف أولا بما نحن فيه من كوارث، جلبت علينا هكسوس جدد ينخرون فى عظام الوطن. 

إن ما تبناه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى من منهج لإعادة الإعلام لمكانه فى البناء وإضاءة المشهد الداخلى لمستقبل مصر، هو من أهم خطوات نفير استيقاظ مصر من سباتها، وهو ما سأحاول تسليط الضوء عليه فى النقش الثانى إن شاء الله.
                                           
ads
ads
ads