محمود عبدالحليم يكتب: وماذا بعد؟ مصر إلى المونديال.. فلتصمت الآن أصوات النشاز!
الأربعاء 08/أكتوبر/2025 - 07:18 م

وأخيرًا، انقشعت سحابة الانتظار وانطلقت الزغاريد في سماء المحروسة. منتخب مصر الأول لكرة القدم يحجز مقعده المستحق في نهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
إنجاز طال انتظاره لثماني سنوات، تحقق على يد رجل يعرف جيدًا معنى القتال من أجل شعار الوطن، المدير الفني الوطني حسام حسن، الذي قاد كتيبة "الفراعنة" إلى بر الأمان بعد مسيرة شاقة مليئة بالتحديات، ليؤكد أن المعدن المصري الأصيل هو مفتاح النجاح دائمًا، تحية إجلال وتقدير لهذا القائد وجهازه الفني المعاون، الذين تحملوا ما لا يطيقه بشر من ضغوط وانتقادات، وواجهوا الصعاب بعزيمة لا تلين، ليحققوا حلم 100 مليون مصري، لقد أثبت حسام حسن أنه على قدر الثقة والمسؤولية، وقاد سفينة المنتخب بثبات نحو وجهتها المنشودة.
إنجاز فريد للعميد.. من الملعب إلى مقعد القيادة
بتأهله اليوم كمدير فني، يسطر حسام حسن اسمه في سجلات التاريخ كواحد من اللاعبين القلائل في العالم الذين نجحوا في الوصول إلى كأس العالم لاعبًا ومدربًا، فمن منا ينسى رأسيته التاريخية في مرمى الجزائر عام 1989، التي أهدت مصر بطاقة التأهل لمونديال إيطاليا 1990 بعد غياب طويل، اليوم، يعود "العميد"، الذي حمل لقب عميد لاعبي العالم لسنوات كأكثر اللاعبين مشاركة مع منتخب بلاده، ليكرر الإنجاز من على مقعد القيادة الفنية، في إنجاز يضاهي ما حققه الأسطورة الراحل محمود الجوهري، إنه إرث من العزيمة والإصرار يجسده حسام حسن، الذي لطالما كان رمزًا للروح القتالية داخل المستطيل الأخضر.
رسالة إلى المتربصين: النتائج هي الحكم
لقد حقق حسام حسن وجهازه الفني نتائج إيجابية في أغلب المباريات التي خاضها الفريق، ونجح في بناء فريق متجانس يجمع بين الخبرة والشباب، كل ذلك في ظل حرب خفية ومعلنة من البعض، إلى كل الذين هاجموا حسام حسن، إلى تلك الأقلام والأصوات الإعلامية التي لم تدخر جهدًا في التشكيك والتهكم، وإلى بعض أصحاب المصالح داخل اتحاد الكرة الذين حاولوا عرقلة مسيرته.. الآن وقت الصمت.
لقد واجه الرجل مؤامرات ومكائد، وتمت محاربته في أبسط حقوقه من معسكرات وتجهيزات، وواجه محاولات للتدخل في اختياراته للاعبين وزرع الفتن لإفشاله، كان هناك من يتربص به، وينتظر أي عثرة لينقض عليه، متناسيًا أن نجاح حسام حسن هو نجاح لمصر.. لكن "العميد" كعادته، لم يلتفت لهؤلاء، ورد عليهم في الملعب، بأداء رجولي ونتائج حاسمة، وبأقل الإمكانيات.
المدرب الوطني.. صانع الإنجازات ووفر الملايين
يأتي هذا الإنجاز ليؤكد حقيقة تاريخية.. مصر لم تحقق إنجازاتها الكبرى إلا مع المدربين الوطنيين، من الجنرال محمود الجوهري إلى المعلم حسن شحاته، صانع إنجاز التتويج بثلاث بطولات إفريقية متتالية، واليوم يكمل حسام حسن هذه المسيرة المشرفة، اللاعب المصري يتألق وينفجر إبداعه حين يشعر بروح قائده الذي يتحدث لغته ويفهم عقليته.
وعلى الصعيد المادي، فقد وفر حسام حسن على خزينة الدولة المصرية ملايين الدولارات، فراتبه لا يقارن إطلاقًا بالرواتب الفلكية التي كان يتقاضاها المدربون الأجانب السابقون، والتي كانت تثير دائمًا علامات استفهام حول العمولات والنسب التي يحصل عليها بعض أصحاب المصالح، والذين يقاتلون اليوم من أجل عودة المدرب الأجنبي حفاظًا على مصالحهم الشخصية لا على مصلحة الكرة المصرية.
نحو المونديال.. تكاتف ودعم لا حدود له
الآن، وبعد أن تحققت الخطوة الأولى، يجب أن يلتف الجميع حول المنتخب الوطني ومديره الفني، المرحلة المقبلة تتطلب تكاتفًا غير مسبوق، ومنح حسام حسن وجهازه كافة الصلاحيات والدعم الكامل، يجب توفير أفضل المعسكرات والمباريات الودية، وتلبية كل طلباته دون تدخل أو عراقيل، لا وقت الآن للمؤامرات الخبيثة أو تصفية الحسابات الشخصية.
مصر تستحق أن تذهب بعيدًا في كأس العالم، وأن تقدم أداءً مشرفًا يليق بتاريخها، دعوا الرجل يعمل، ادعموا المدرب الوطني، وتصدوا لكل من يحاول هدم هذا الصرح الذي تم بناؤه بعرق وجهد وإخلاص، فلنتحد جميعًا خلف راية مصر، ولنمنح الثقة الكاملة في أبنائنا المخلصين، فالقادم أفضل بإذن الله.